مرض التوحد
يصعب تحديد ما إذا كان الطفل مصاباً بالتوحد من مجرد النظر إلى شكله الخارجي، ويتميّز مرض التوحد بكونه مرض عصبي ذاتي، لا يمكن ملاحظته أو تحديد إصابة الطفل به إلا بعد التعامل المباشر معه، حيث يرفض مريض التوحد التعامل مع الأشخاص الغرباء عليه، ويقتصر تعامله على من هم ضمن دائرة الأمان لديه من والديه، والمقربين له منذ الصغر، وهو لا يبدي تجاههم تفاعلاً، ويصعب جداً إضافة أشخاص جدد إلى هذه الدائرة إلا بعد محاولات علاجية طويلة مع المريض، والشعور بالثقة والأمان تجاهه.
علاج التوحد
يتصف علاج مرض التوحد بديمومته، حيث تمتد فترة علاجه طول العمر، ففي حال التوقف عن العلاج لأي سبب من الأسباب مهما كانت فترة التوقف قصيرة، ستؤدي إلى انتكاس شديد في حالة مريض التوحد، وخسارة جزء كبير من التقدّم الذي حصل مع الحالة نتيجة العلاج الدائم.
العلاج بالأدوية
يتم علاج نسبة كبيرة من حالات التوحد بإضافة بعض أنواع الأدوية إلى النمط العلاجي اليوميّ، وتستخدم أدوية الاكتئاب ومضادات الذهان ومضادات الصرع للسيطرة على مرض التوحد ومنع تفاقم الحالة وتدهورها، وينجح العلاج بالأدوية في السيطرة عل بعض حالات التوحد، إلا أنّها قد تؤدي إلى نتيجة عكسية في بعض الحالات، وتتسبّب في تدهور الوضع الاجتماعي وتدمير طرق التواصل بين المريض والمحيطين به.
برامج التربية الخاصة
أظهرت برامج التربية المتخصّصة بحالات التوحد بالإضافة إلى العلاج النفسي والسلوكي والاجتماعي تحسينات ملحوظة في بعض حالات التوحد، ويفضّل البدء باستخدام هذه الطرق العلاجية فور اكتشاف حالة التوحد، مهما كان عمر الطفل صغيراً، ففي حالة التأخر في تلاقي العلاج النفسي والسلوكي يكون من الصعب الحصول على أي نتائج إيجابية مهما كانت ضئيلة، يتضمن هذا النوع من العلاج تحسين مهارات التواصل لديه وزيادة قدرته على اللعب الرمزي، والتقليل من حالات اضطرابات السلوك، بالإضافة إلى علاج النطق والعلاج المهني، كما تشتمل برامج العلاج على تهيئة الجو والبيئة المناسبة لحياة مريض التوحّد في المنزل ومكان الدراسة والاستجمام، ولا يستطيع الوالدان توفير أيّ من هذه الأمور لطفلهم المصاب بالتوحّد، لذا يتوجّب عليهم الاستعانة بالمؤسسات المختصّة بعلاج التوحد لتوفير برامج التربية الخاصة له.
العلاجات البديلة
ظهرت العديد من طرق العلاج بالاستخلاب والعلاج بالأعشاب والأنظمة الغذائية في علاج حالات التوحد، إلا أنّ معظمها تفتقد للدراسات العلمية والأبحاث التي تثبت صحة فعاليتها، كما تختلف في تأثيراتها من حالة إلى أخرى بحسب شدة الحالة والأنماط المرافقة لها.