الكمون
الكمون هو أحد التوابل المستخرجة من بذور نبات الكمون وهو نبات سنوي صغير موطنه الأصلي منطقة البحر الأبيض المتوسط؛ حيثُ يُزرَع في هذه المنطقة على نطاق واسع، ومن أهمّ المناطق التي تُنتِج بذور الكمون: مصر، وإيران، والهند، والمغرب، ولا ينبغي الخلط بين الكمون والكمون الحلو، وهو اسم شائع لليانسون.
يُستخدَم الكمون في الطبخ على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وهو ثاني أكثر التوابل شعبية بعد الفلفل الأسود، ويتوفر الكمون على شكل بذور مُجفّفة كاملة أو مسحوق مطحون، وهو مثل العديد من التوابل الأخرى استُخدِمَ لعدة قرون في وصفات الطب الشعبي كعلاج طبيعي للكثير من الأمراض، وتشمل الاستخدامات التقليدية للكمون على الحد من الالتهاب، وزيادة التبول، والوقاية من الغازات، والتخفيف من تشنُّج العضلات، والمساعدة على علاج عسر الهضم، واليرقان، والإسهال، وانتفاخ البطن.
فوائد الكمون للكرش
إضافة الكمون إلى النظام الغذائي قد يُعزّز من عملية فقدان الوزن والحد من الدهون في الجسم؛ إذ إنَّه يمكن أن يقلّل من مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم (بالإنجليزية: Triglycerides)، ومع ذلك توجَد حاجة إلى المزيد من البحوث العلمية لمعرفة الكمية المناسبة لتأثير الكمون على فقدان الوزن، وتجدر الإشارة إلى أنّ رش الكمون على الطعام لا يُسبّب أي تغييرات كبيرة في الوزن، ولكنَّ إضافة الكمون إلى نظام غذائي صحي ومتوازن وزيادة ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يعزز ويساعد على فقدان الوزن؛ وذلك لأنَّه لا توجد مادة غذائية واحدة لها خصائص سحرية لفقدان الوزن؛ إذ إنَّ فقدان الوزن يتطلب تحوُّلاً كاملاً في نمط الحياة، وفي كمية السعرات الحرارية والنشاط البدني.
يمكن للكمون أن يساعد على فقدان الوزن وتحديداً في فقدان الدهون؛ وذلك لاحتوائه على مركبات تُدعَى بالستيرولات النباتية (بالإنجليزية: Phytosterols)، والتي يمكن أن تساعد على منع امتصاص الكولسترول، وزيادة معدل التخلص منه، بالإضافة إلى زيادة معدل الأيض (بالإنجليزية: Metabolism)، ولكنّ هذا التأثير قليل نسبياً، ولكنَّه يمكن أن يعزّز جهود فقدان الوزن إلى جانب العوامل الأخرى، ومن الجدير بالذّكر أنَّ مكملات الكمون المركزة قد عزَّزت فقدان الوزن في دراسات مُتعدّدة، ولكن لم تُظهر جميع الدراسات هذه الفائدة.
فوائد أخرى للكمون
يمكن الحصول على العديد من فوائد الكمون باستخدامه بكميات صغيرة مع التوابل الأخرى، والتي تمدّ الجسم بالعديد من العناصر الغذائية المهمة، وفي ما يأتي نذكر بعض الفوائد الهامة للكمون:
- يساعد على عملية الهضم: حيث يعد الاستخدام التقليدي الأكثر شيوعاً للكمون هو معالجة عسر الهضم؛ وذلك لأنَّه يساعد على تسريع عملية الهضم عن طريق ما يأتي:
- زيادة نشاط الإنزيمات والبروتينات الهضمية.
- زيادة افراز العصارة الصفراوية (بالإنجليزية: bile) من الكبد؛ حيث تساعد هذه العصارة على هضم الدهون وبعض العناصر الغذائية في الجهاز الهضمي.
- تقليل أعراض متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome)، وتشمل هذه الأعراض: المغْص، وتشنجات في الجهاز الهضمي، والغثيان، والانتفاخ.
- يعدُّ مصدراً غنياً بالحديد: فبذور الكمون بطبيعة الحال غنية بالحديد؛ حيثُ إنَّ ملعقة صغيرة واحدة من الكمون المطحون تحتوي على (1.4 ملغ) من الحديد.
- يحتوي على مركبات نباتية مفيدة: حيثُ تعمل هذه المركبات كمضادات للأكسدة، وهي مواد كيميائية تقلّل من الأضرار التي تُسبّبها الجذور الحرة؛ حيث يحتوي الكمون على مضادات الأكسدة التي تُثبّت الجذور الحرة وتُثبّت نشاطها، وتساعد على الشعور بالصحة والحيوية.
- يقي من الأمراض المنقولة بالغذاء: حيث يمتلك الكمون كغيره من التوابل خصائص مضادة للميكروبات؛ والتي قد تقلّل من خطر العدوى المنقولة عن طريق الأغذية؛ حيثُ إنّها تعمل على منع نمو البكتيريا والفطريات المُعدية.
- يساعد على التخفيف من الإجهاد؛ وذلك من خلال عمله كمضاد للأكسدة.
- يساعد على التقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض؛ كبعض أنواع السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسُّكّري من النوع الثاني.
- يساعد على التحسين من مستوى السكر في الدم.
- يُحفِّز عمل الجهاز العصبي المركزي.
القيمة الغذائية للكمون
يُبيّن الجدول الآتي المعلومات الغذائية التي تحتوي عليها ملعقة صغيرة من بذور الكمون:
ومن الجدير بالذكر أنَّ الكمون والتوابل الأخرى تحتوي على العديد من الفوائد الصحية؛ إذ إنّ إضافة مجموعة متنوعة من التوابل والأعشاب إلى الأطعمة تَمدُّ الجسم بالعديد من مضادات الأكسدة، كما تُعطي الطعام نكهة لذيذة.
محاذير استخدام الكمون
يعّد استهلاك الكمون مع الأطعمة المطهوّة آمناً وغير سام بالنسبة لمعظم الأشخاص، ولكن يمكن أن يعاني البعض من الحساسية إثر تناوله، وفي هذه الحالة يجب على هؤلاء الأشخاص تجنب استخدامه، وقد يؤدي تناول الكمون بجرعات كبيرة كتلك الموجودة في المكملات العشبية إلى بعض الآثار الجانبية؛ كالغثيان، والدوخة، وآلام في المعدة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ تناول الكمون كمكمل عشبي يؤثر في عمل بعض أنواع الأدوية، وقد يؤدِّي أيضاً إلى تثبيط مستويات هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، وهذا يعني أنّه يمكن أن يقلّل من مستويات الخصوبة لدى الرجال، كما تم استخدام الكمون من قِبَل بعض الثقافات باعتباره مادة محفّزة لعملية الإجهاض؛ لذلك على النساء الحوامل تجنُّب استخدامه بكميات كبيرة.