النحافة أو نقص الوزن المفرط أحد الحالات الصحية التي تصيب الإنسان والتي تؤدي إلى العديد من المضاعفات المرضية في الكثير من الحالات، وتنتشر حالات النحافة في العديد من مناطق العالم الفقيرة بسبب سوء التغذية الذي يتعرض له سكان تلك المناطق، وفي الدول المتقدمة توجد العديد من حالات النحافة التي يكون لها أسباب مختلفة تماماً عن الأسباب الموجودة في الدول الفقيرة.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالنحافة المرضية، لكن يجب التفريق أولاً بين النحافة المرضية والنحافة العادية، إذ أن النحافة العادية التي يمكن أن تكون في طبيعة أي شخص أو في إطار الحفاظ على الجسم من الإصابة بالسمنة لا ضرر منها على الإطلاق، بل توجد العديد من الدراسات التي تنصح بأن يكون الشخص البالغ أقرب إلى النحافة من أجل تفادي الإصابة بأمراض القلب والشرايين والأورام السرطانية في المستقبل. أما بالنسبة إلى النحافة المفرطة أو المرضية فإنها تؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية التي تؤثر على اسلوب حياة الإنسان وتمنعه عن ممارسة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي.
إنّ أول الأسباب التي تؤدي إلى النحافة هو السبب الوراثي، حيث تتحكم العوامل الوراثية في تشكيل الكتلة العظمية والعضلية لدى الإنسان، وتتحكم كذلك في مدى كفاءة عمل الأجهزة الداخلية للجسم من حيث تخزين الطاقة والدهون وحرق السعرات الحرارية، ولا يعني العامل الوراثي أن نحافة الأب والأم سبب مباشر لنحافة الأطفال، بل هناك عدة عوامل أخرى تتحكم في وراثة ذلك الجين من العائلة، حيث يمكن أن يكون الأب والأم غير نحفاء على الإطلاق ويكون الأطفال أو أحدهم كذلك، والعكس.
أمّا العامل الآخر والأكثر انتشاراً عالمياً هو سوء التغذية، وهو الأكثر انتشاراً لأن هناك الملايين من البشر في الدول الفقيرة والنامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية يعانون من الفقر وعدم القدرة على توفير متطلبات الحياة الأساسية، بالإضافة إلى الظروف الطبيعية والمناخية التي لا تسمح في كثير من الأحيان إلا بأن يكون الجسم في ذلك الشكل.
أمّا العامل الثالث في الترتيب فهو الإصابة ببعض الأمراض التي تؤدي إلى فقدان الجسم للوزن وتحوله إلى النحافة المفرطة، ومن أمثلة تلك الأمراض فقر الدم، وفقر الدم المزمن أو الأنيميا، وأمراض الكبد والكلى، بالإضافة إلى الأورام وعلاجاتها التي تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير. وتنتشر تلك الحالات بشكل أكبر في الدول المتقدمة التي تزداد فيها نسب الإصابة بالأورام عن غيرها من الدول الفقيرة نظراً لطبيعة الغذاء و الإنتاج الكثيف للمنتجات الصناعية وتأثير ذلك على صحة الفرد.