أعشاب تخسيس الكرش

الكرش

يعتقد الكثير من الأشخاص أنّ مشكلة الكرش هي مُشكلة جماليّة فقط، ولكنّها في الواقع تُشكّل أخطاراً صحيّةً كبيرةً على الأفراد الذين يُعانون منها، بما فيها الإصابة بمرض السرطان، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب المختلفة.

تُعدّ الدهون الحشويّة المكونة للكرش والتي تُحيط بأعضاء الجسم الداخليّة أشدّ خطورةً من الدهون الخارجيّة التي تقع تحت الجلد؛ وذلك لأنّها تعمل عمل الغدد الصماء؛ حيث تُفرز هرموناتٍ سامّة تُساهم في زيادة سماكة جدران الأوعية الدموية التاجية، مما يزيد من فرص الإصابة بالنوبات القلبية، كما أنّها تؤثر سلباً على عمليّات الكبد الحيوية المختصة بتنقية الجسم من السموم.

أسباب تكوّن الكرش

يظنّ الكثير من الناس أنّ أسباب حدوث وتَكوّن الكرش هي غالباً وراثيّة يَصعب التحكّم بها وإيقافها، لكن الحقيقة أنّ الطعام غير الصحيّ الغني بالدهون المشبعة والسكر هو السّبب الحقيقي وراء هذه المشكلة، والحلّ هنا يَكمن في الاستغناء عن الأطعمة المكرّرة والمصنّعة، والتحوّل لتناول الدهون الصحيّة الأحادية غير المشبعة كتلك الموجودة في الأفوكادو، وجوز الهند، والمكسّرات، والبذور، وزيت الزيتون؛ حيث تُذيب الدّهون العنيدة عن طريق إرسال إشارات للدماغ تُشعره بأنّ المعدة ممتلئة ممّا يؤدّي إلى استهلاك كميّاتٍ أقل من الطعام، والشعور بالامتلاء لفترة أطول.

يُنصح أيضاً للتخلّص من الكرش بالحدّ من جميع أنواع السكريات بما فيها الحبوب؛ حيث يعتقد الخبراء أنّ استهلاك القمح يُشكّل عاملاً كبيراً في وباء البدانة والأمراض المُزمنة الأخرى، عن طريق زيادة مُستويات السكر في الدم، وعند نزول مستويات السكر بعد ارتفاعها يزيد الشّعور بالجوع والرّغبة في تناول المزيد من منتجات القمح، وبناءً عليه فإنّ الحد من استهلاك منتجات القمح يحدّ من مشكلة تكوّن دهون البطن ويُخلّص الجسم منها.

الحقيقة وراء تخسيس منطقة الكرش

لكلّ شخص طبيعة جسم مختلفة من ناحية مَناطق تراكم الدهون، وهذا الاختلاف يعود لأسبابٍ بيئيّة ووراثية، فيمكن أن تبدأ الدهون بالتراكم في منطقة الكرش مُكوّنةً شكل (جسم التفاحة)، وقد تبدأ بالتراكم في منطقة الأرداف والفخذين مكوّنةً شكل (جسم الإجاصة)، كما تتراكم عند بعض الأفراد في المَنطقة العلوى في الجسم كالساعدين والصدر، وعند الاستمرار بزيادة تراكم الدهون فإنّها تبدأ بالانتشار والتوزّع في مناطق الجسم الأخرى مُعتمدةً على طابع الجسم الخاص وطريقة تكوّن وتراكم الدهون به.

لا يُمكن التحكّم في المنطقة المُراد خسارة الدهن منها دون غيرها؛ فالعلم أثبت بعدم وجود نِظام غذائي أو عشبة مُعيّنة تؤدّي هذه الوظيفة، ولا يوجد برنامج غذائي خاص بخسارة دهون الأرداف أو البطن كما هو شائع، وإنّما يخسر الجسم الدهون بشكل عام من مختلف الأماكن في الجسم وبشكل تدريجي من آخر منطقة تراكم فيها الدهن وصولاً لأوّل منطقة، فإذا بدأ تراكم الدهون في منطقة الأرداف والفخذين وصولاً لمنطقة البطن، فإنّ الخسارة تبدأ من البطن وتنتهي من الفخذ والأرداف، أي بشكل عكسي.

أعشاب تخسيس الكرش

هناك بعض الأعشاب التي يُساعد شربها أو تناولها على خسارة الدّهون المُتراكمة في جميع أنحاء الجسم بما فيها الكرش، وذلك إذا تمّ تناولها جنباً إلى جنب مع اتباع نمط حياةٍ صحيّ يشمل الالتزام بتناول الطعام الصحي المتنوّع في أوقاتٍ مُحدّدة خلال اليوم، وممارسة التمارين الرياضية،

ومن هذه الأعشاب ما يأتي:

الشاي الأخضر

كشفت بعض الدراسات كالتي نُشرت في مجلّة التغذية (بالانجليزية: Journal of Nutrition) أنّ تناول الشاي الأخضر بالتزامن مع ممارسة النشاط البدني لمدة ثلاث ساعات أسبوعياً يؤدّي إلى تسريع عملية حرق الدهون في منطقة البطن بالمقارنة مع مُمارسة التمارين الرياضية وحدها دون شرب الشاي الأخضر، وذلك بسبب احتواء الشاي الأخضر على نسبةٍ عاليةٍ من مضاد الأكسدة المعروف باسم كاتشين والذي يَدعم عمليّة خسارة دهون الكرش، كما أنّ مضادات الأكسدة التي يحويها الشاي الأخضر تزيد عمليّة التمثيل الغذائي وتُعزّز عمليات حرق الدهون، ومن المرجّح علميّاً أن مادة الكافيين ومادة البوليفينول ومادة الكتيكين الموجودة في أوراق الشاي هي المواد المسؤولة عن زيادة مُعدّل عمليات الأيض في الجسم، ممّا يعني تعزيز عمليّة حرق الدهون.

مِن الاحتياطات الواجب أخذها بعين الاعتبار عند إدخال الشاي الأخضر إلى النّظام الغذائي أنّ الشاي الأخضر يُعدّ مادّةً مدرّةً للبول؛ لذا يُنصح بالحذر عند استهلاكه من قبل الأشخاص الذين يعانون من الجفاف أو مرضى ضغط الدم، كما أنّ استهلاكه بكميّاتٍ كبيرة قد يُسبّب الإسهال والعصبية عند بعض الأفراد.

عشبة الطير أو عشبة القزاز

لعشبة الطير تاريخ علمي طويل لدورها في خسارة الوزن؛ حيث يُمكن استهلاكها عن طريق إضافتها للسلطة أو عن طريق طهيها على البخار مع الخضروات الأخرى، فقد عُرفت بمفعولها الذي يكسِر ويُحطّم الدهون، كما يُمكن إضافتها للأطباق المختلفة لتقليل الشهية وتعزيز شعور الشبع وتسهيل عمليّات الجهاز الهضمي.

تدخل عشبة الطير في صناعة أدوية علاج السمنة وتحفيز خسارة الوزن، ويُمكن الحصول عليها بسهولة من محلّات العطارة، وتَكمن فعاليتها في حرق الدهون بسبب احتوائها على فيتامين ج، وعنصر الفسفور، وحمض الجاما لينوليك، ومركب الصابونين، ومركبات الجليكوسيدات، أخرى، الأمر الذي يجعلها نسبيّاً عشبة مدرّة للبول؛ حيث تُخلّص الجسم من السوائل المحتبسة فيه والتي تؤدّي إلى زيادة الوزن، كما تعمل هذه المواد على تفتيت الدهون وتخليص الجسم منها.

جذر عشبة الأرقطيون

يُستعمل جذر عشبة الأرقطيون في تطهير الدم والمساعدة على تَنظيف الكلى والكبد وتطهيرها من السموم، ومن المعروف أنّه واحد من أفضل العلاجات في الطب التقليدي لتنقية الدم، كما أنّ له قدرة طبيعيّة على سد الشهية، والحدّ من الرغبة في تناول الطعام، بالإضافة إلى أنّه يُعزّز عمليّات الأيض والتمثيل الغذائي وحرق الدهون في الجسم ممّا يَعني زيادة في خسارة الوزن، كما أنّه يعدّ مركّباً طبيعياً مدرّاً للبول.

لجذر عشبة الأرقطيون فوائد كثير عدة تشمل تنظيم مستويات السكر والكولسترول في الدم، وتنظيم ضغط الدم، وتُعدّ مصدراً جيداً لفيتامين ج، وفيتامين هـ، والنياسين، وحمض الفوليك، وفيتامينات ب، وأفضل طريقة لاستهلاك جذور الأرقطيون هي عن طريق غلي الماء وإضافة القليل من جذور الأرقطيون وترك الخليط يغلي لمدّة 10-20 دقيقة، ثمّ ترك المشروب جانباً حتى يبرد، ويجب بعد ذلك شربه بين الوَجبات.

من خلال استهلاك هذه الأعشاب مُجتمعةً أو منفردة، وبالتزامن مع مُمارسة الرياضة بانتظام واتّباع نظام غذائي معتدل قائم على خسارة الوزن، كل ذلك قد يُقلّل من الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق الوزن المثالي، وحرق الدهون العنيدة المتراكمة في الجسم، وخاصّةً في منطقة البطن.