الطول
هناك عدة عوامل تؤثر في طول الإنسان، ويُعتقد أنّ العامل الجيني يساهم بنسبة 60-80% من طول الشخص النهائي، بينما تشكل عوامل بيئية أخرى كالتغذية والتمارين الرياضية النسبة المتبقية، ويزداد طول معظم الأطفال بمقدار 5سم كل سنة تقريباً، وذلك من عمر السنة وحتى سن البلوغ، وبمجرد بلوغ الإنسان يزداد طوله بمقدار 10 سم كل سنة، ويبدأ هذا النمو السريع في السنوات الأولى لمراهقة الفتيات، بينما قد لا يُلاحظ ذلك في الصبيان حتى آخر سنوات مراهقتهم، وبشكلٍ عام يتوقّف الإنسان عن النمو بعد سن الثامنة عشر.
ومن الجدير بالذِّكر أنّ طول الإنسان يتوقّف عن الزيادة بعد 18-20 عام، حتى لو اتّبع الشخص نظاماً غذائياً صحياً، ويكمن السبب وراء ذلك في ما يدعى بالصَّفيحة المُشاشِيَّة (بالإنجليزية: Epiphyseal plate) أو صفيحة النمو (بالإنجليزية: Growth plate)؛ وهي منطقةٌ غضروفيّةٌ تقع بالقرب من نهاية العظام الطويلة؛ إذ تحدث الزيادة في طول الإنسان بسبب الزيادة في طول العظام الطويلة بشكلٍ رئيسي، وطالما أنّ تلك الصّفائح لا تزال نشطة أو مفتوحة تستمرّ الزيادة في الطول، وتتوقّف بمجرد انغلاقها؛ وذلك بسبب التغييرات الهرمونية التي تحدث في نهاية مرحلة البلوغ أو المراهقة؛ حيث تُغلَق صفائح النمو في عمر 16 عاماً لدى الإناث، وما بين عمر 14 و19 عاماً عند الذكور.
الأطعمة والعناصر الغذائية التي تزيد الطول
بما أنّ التغذية السليمة تلعب دوراً هاماً في طول الإنسان؛ فإنّ العناصر الغذائية الآتية يجب أن تُدرَج في النظام الغذائي اليومي خاصةً في مرحلة البلوغ، وفي السنوات الخمس الأولى من حياة الفرد، ومن العناصر الغذائية ما يلي:
- البروتينات: تُدعى البروتينات بطعام بناء الجسم، فهي مُهمّة جداً لمختلف أجهزته ووظائفه بما في ذلك العظام، والعضلات، والهرمونات، وتتكوّن البروتينات من الأحماض الأمينية (بالإنجليزية: Amino Acids)، ويتكوّن هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone) من 191 حمضاً أمينياً، وبالتالي يؤدي نقص البروتين إلى توقُّف أو بطء في النمو، بالإضافة إلى خسارة الكتلة العضلية، وعدم نمو العظام بالصورة الأمثل، كما يُعيق نقص البروتين إنتاج عامل النمو شبيه الإنسولين-1 (بالإنجليزية: Insulin-like growth factor-1)، والذي يلعب دوراً مهماً في النمو الطولي للعظام، وبالتالي فإن تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالبروتين كمنتجات الحليب، والبيض، والسمك، والدواجن مهمٌ جداً في زيادة الطول.
- فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D): يلعب فيتامين د دوراً مهماً في نمو العظام والعضلات، وهو أساسيٌ لامتصاص الكالسيوم الذي يُعدّ العنصر الغذائي الأكثر أهمية لبناء عظام قوية؛ حيثُ يؤدّي نقص فيتامين د إلى نموٍّ غير كافٍ في العظام، بالإضافة إلى خطر الإصابة بهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)، وحدوث الكسور فيها فيما بعد، وتُعدّ أشعة الشمس من أهم المصادر لفيتامين د، بالإضافة إلى المصادر الغذائية كالفطر، والبيض، والسمك؛ كسمك التونا والسلمون، والأطعمة المُدعّمة بفيتامين د.
- فيتامين أ (بالإنجليزية: Vitamin A): بالإضافة إلى دور فيتامين أ المهم للرؤية، فهو يلعب دوراً هاماً في أيض العظام وبنائها؛ إذ يساهم في الحفاظ على مستويات الكالسيوم في العظام، وبالتالي تعزيز قوتها؛ حيثُ يؤدّي النقص في فيتامين أ إلى إعاقة نمو العظام بشكلٍ مثالي مؤدّياً بذلك لقصر القامة، ويُعتبر كلٌّ من الجزر، والبطاطس الحلوة، والمانجا، والخضراوات الورقية الخضراء، ومنتجات الحليب، والبيض مصادر جيدة لهذا الفيتامين.
- الكالسيوم: يُعد الكالسيوم المعدن الرئيسي في تكوين العظام، وتصل عملية ترسُّب الكالسيوم على العظم ذروتها خلال مراحل النمو السريع؛ حيثُ تقوم العظام بتخزين ما يكفي من الكالسيوم؛ لتكوين عظام أقوى وأطول، وتعدّ منتجات الألبان، والخضراوات الورقية الخضراء من الأغذية الغنية بالكالسيوم.
- الزنك: يُعدّ الزنك معدناً أساسياً ومهمّاً للنمو في مختلف المراحل العمرية، فهو يلعب أدواراً هامة في انقسام الخلايا، وتكوين البروتين، وفي الواقع يعمل الزنك مع البروتين من أجل تحقيق النمو الأمثل للعظام، كما أنّه مهمٌّ في تكوين وإفراز هرمون النمو؛ حيثُ يرتبط نقص الزنك بتأخُّر النمو لدى الإنسان، ويُعتبر المحار، والدجاج، والبيض، والمكسّرات من الأطعمة الغنيّة به.
- الكربوهيدرات: تزداد احتياجات الجسم من الطاقة في مرحلة النمو السريع، وتُشكّل الكربوهيدرات المصدر الأساسي لها؛ حيثُ تتحلّل الكربوهيدرات لتعطي الجلوكوز (بالإنجليزية:Glucose)، وبالإضافة إلى ذلك تَحُول الكربوهيدرات دون استخدام الجسم للبروتين كمصدر للطاقة؛ إلّا أنّ الكربوهيدرات البسيطة الموجودة في الحلويات، والسكر، والمخبوزات، ترفع من السكر والإنسلوين في الدم بشكل كبير؛ حيثُ تعمل مستويات الإنسولين العالية في الدم على تثبيط عمل هرمون النمو، لذلك؛ يُنصَح بتناول الحبوب الكاملة والفواكه ومصادر الكربوهيدرات المُعقّدة لسدّ احتياجات الجسم من الكربوهيدرات.
خطوات أخرى لزيادة الطول
بالإضافة إلى التغذية السليمة، فهناك خطوات أخرى تُساهِم في زيادة طول الفرد، وفي ما يأتي نذكر بعضاً منها:
- المكملات الغذائية: يمكن اللجوء في بعض الحالات لبعض المكملات الغذائية لزيادة طول الأطفال، والوقاية من قصر القامة للكبار؛ إذ يمكن للطبيب على سبيل المثال أن ينصح بتناول مُكمّلٍ يحتوي على هرمون نمو صناعي إن كان الشخص يعاني من حالةٍ تؤثّر على هرمون النمو، كما قد يتناول بعض الكبار مكملات فيتامين د أو كالسيوم للوقاية من خطر هشاشة العظام.
- الحصول على كمية كافية من النوم: إذ يؤدي النوم غير الكافي في مرحلة المراهقة إلى تطوّر بعض المضاعفات؛ حيثُ يتم إفراز العديد من الهرمونات أثناء النوم، ومن ضمنها هرمون النمو، لذلك؛ قد ينخفض إنتاجه في حالة السهر.
- النشاط البدني: يعمل النشاط البدني المستمرّ على تقوية العضلات والعظام، والحفاظ على وزن صحي، كما يُعزّز من إنتاج هرمون النمو، لذلك؛ يجب على الأطفال ممارسة التمارين الرياضية لساعةٍ واحدةٍ يومياً على الأقل.
- الوقفة السليمة: تجعل الوقفة الخاطئة الإنسان يبدو أقصرَ ممّا هو عليه، وقد تؤدّي الوقفة بتراخي أو بتحديب الظهر إلى التأثير في طول الشخص مع مرور الوقت.