الخلّ الطبيعيّ
يمكن أن يتمّ تصنيع الخلّ الطبيعيّ من أيّ من مصادر النشويات القابلة للتخمير، مثل التمر، والتفاح، والذرة، والدبس، والعنب، والتوتيات، وجوز الهند، والعسل، والإجاص، والشمندر، والبطاطا، وشراب الشعير وغيرها، حيث يتم في المرحلة الأولى تحويل السكّر الطبيعيّ إلى الكحول عن طريق البكتيريا، وفي المرحلة التالية تعمل بكتيريا حمض الأسيتيك (Acetobacter) على تحويل الكحول إلى حمض الأسيتيك الذي يتميز به الخلّ، والذي يمنحه النكهة اللّاذعة والرّائحة الحادّة التي تميّز الخل، وتعتمد صفات الخل النهائيّة على المادة التي يتم تصنيعه منها، وعلى طريقة التّخمير التي يتم اتباعها.
ويحتوي الخلّ أيضاً على الفيتامينات، والأملاح المعدنية، وبعض الأحماض الأمينيّة، والمركبات متعددة الفينول (Polyphenolic compounds)، مثل حمض الجاليك (Galic acid)، والكاتيكين (Catechin)، وحمض الكافيك (Caffeic acid)، وحمض الفريوليك (Ferulic acid)، وبعض الأحماض العضوية غير الطيّارة مثل حمض التارتريك، والستريك، والماليك، واللاكتيك. ويحتوي خلّ التفاح عادة على حمض الأسيتيك بنسبة 5% إلى 6%.
كما أنّه يشبه عصير التفاح باحتوائه على البكتين والفيتامينات B1، B2 B6، والبيوتين، والنياسين، وحمض الفوليك، وحمض البانتوثينيك، والفيتامين ج، وبالإضافة إلى ذلك فهو يحتوي على كميات بسيطة من الصوديوم، والبوتاسيوم، والفسفور، والكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم. ويُستعمل الخل منذ أكثر من ألفي عام في العديد من الأغراض، مثل حفظ المواد الغذائية، وللنكهة، ولشفاء الجروح، ومحاربة العدوى، وتنظيف الأسطح، والتّحكم في مرض السكريّ.
ويتم استخدام خل التفاح كثيراً في تحضير العديد من الأطعمة وفي الصناعات الغذائيّة، حيث إنّه يضاف إلى المخللات والسلطات، كما يعمد الكثيرون إلى استخدامه في العديد من الأغراض العلاجيّة، ومن الاستخدامات التي تشيع بين الناس حالياً استخدامه في خسارة الوزن، حيث بدأ استخدامه في هذا الغرض منذ عشرينات القرن الماضي، ولذلك يوضّح هذا المقال طريقة الاستخدام الاستخدام، وحقيقته، ومدى فعاليّته، وأمان استخدامه في هذا الغرض.
خلّ التفاح لتخفيف الوزن
يمنح خلّ التفاح الجسم العديد من الفوائد الصحية، ويوجد بعض الدراسات العلمية التي توضح ذلك، وكثيراً ما نسمع عن استخدام خل التفاح بهدف خسارة الوزن، فلا يوجد إلا دراسة علميّة واحدة تتعلق بهذا الموضوع، وقد أجريت في اليابان، حيث تمّ إعطاء الخلّ أو الماء (كعلاج وهمي) لـ 175 شخصاً مصاباً بالسمنة يوميّاً لمدة 12 أسبوع، في حين كانت حميتهم متشابهة.
وبينت النتائج في آخر الدراسة أن مجموعة الخل قد خسرت وزناً أكثر بقليل من المجموعة الأخرى، حيث خسرت مجموعة الخل ما معدله حوالي 450غم إلى 900غم خلال ثلاثة أشهر، ولكنّ أفراد هذه المجموعة عادوا واكتسبوا هذا الوزن مجدداً بعد انتهاء الدراسة، ويقترح الباحثون أنّ خل التفاح يمكن أن يحفّز عمل بعض الجينات التي تعمل في حرق الدهون، ولكن بالنتيجة لا يعتبر خل التفاح حلاً سريعاً لعلاج السمنة كما يدعي البعض، ويجب على كلّ من يرغب بخسارة الوزن اتّباع حمية صحيّة مخصّصة لخسارة الوزن، وممارسة التمارين الرياضيّة، والعمل على تعديل نمط الحياة بما يتناسب مع الصحة.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت دراسة أنّ استعمال الخلّ لسدّ الشهية لم يكن محتملاً من قبل المستخدمين بشكل جيد، وذلك بسبب ما ينتج عنه من الشعور بالغثيان، وتقترح بعض الدراسات دوراً للخل في تأخير عملية تفريغ المعدة من الطعام، الأمر الذي يزيد من سوء حالات خزل المعدة (Gastroparesis)، كما أنه يزيد من سوء تأخير تفريغ المعدة الذي يصاحب مرض السكري من النوع الأول.
وبشكل عام نستطيع القول أن خلّ التفاح لا يعتبر حلاً فعالاً لخسارة الوزن، ولا يوجد أبحاث علميّة كافية لدعم هذا الادّعاء الذي يشيع بين الناس، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الخل بشكل عام يعتبر منخفضاً بالسعرات الحرارية، مما يجعل منه مضافاً مناسباً للسلطات في الحميات الصحية المحدودة السعرات الحرارية، بدلاً من المضافات المرتفعة السعرات الحرارية، ويمكن أن يساهم ذلك في خسارة الوزن دون أن يكون له تأثير سحري في حرق الدهون وخسارة الوزن.
بعض الفوائد الصحية لخل التفاح
وجدت بعض الدراسات العلميّة فوائدَ لخل التفاح، إلا أنها تحتاج إلى المزيد من الإثبات العلمي، وتشمل الفوائد أنه يلعب دوراً في الحالات الآتية:
- خفض سكر الدم في حالات السكري.
- إبطاء تفريغ المعدة.
- خسارة الوزن.
- تخفيف آلام القدم.
- المساعدة في حالات المعدة غير المستقرة.
- تحسين دوران الدم.
- تحسين حالات التهاب المهبل.
- خفض كولسترول الدم.
- تحسين حالات هشاشة العظام.
- تحسين حالات ارتفاع ضغط الدم.
- تحسين حالات التهاب المفاصل (Arthritis).
- المساهمة في تحسين مشاكل الجيوب الأنفية.
- تحسين حالات التهاب الحلق.
- تحسين حالات التهابات العدوى.
- يلعب خل التفاح دوراً في حالات حروق الشمس.
- يلعب خل التفاح دوراً في حالات اللّسعات.
- يلعب خل التفاح دوراً في حالات داء القوباء المنطقية (Shingles).
- يلعب خل التفاح دوراً في حالات قشرة الرأس.
- يلعب خل التفاح دوراً في حالات حب الشباب.
الأعراض الجانبية ومحاذير استعمال خل التفاح
يعتبر تناول خلّ التفاح بالكميات الموجودة عادة في الطعام آمناً، كما يعتبر استعماله للأغراض العلاجية من قبل البالغين لفترات قصيرة آمناً أيضاً، ولكن تناول كميات كبيرة منه لا يكون آمناً في بعض الحالات، حيث تَسبّب تناول كوب (250 ملل) من خلّ التفاح يومياً لمدة 6 سنوات من قبل أحد الأشخاص إلى انخفاض في مستوى البوتاسيوم وإلى هشاشة العظام.
كما يمكن أن تسبب حموضته العالية تهيجاً في الحلق عندما يتم تناوله بكميات كبيرة أو عندما تطول فترة استخدامه، وفي إحدى الحالات التي تم توثيقها، علقت حبة من حبوب خلّ التفاح في حلق سيّدة لمدة 30 دقيقة، مما سبّب لها ألماً في الحنجرة وصعوبة في البلع استمرّت لمدة 6 أشهر بعد وقوع الحادثة، الأمر الذي يعتقد أن حموضة الخل العالية هي السبب به. ويجب اجتناب شرب خل التفاح بشكل مباشر نظراً لحموضته العالية التي يمكن أيضاً أن تسبب تضرراً في الأسنان وتهيجاً في المريء.
تشمل محاذير استعمال خل التفاح الحالات الآتية:
- الحمل والرضاعة: لا يوجد معلومات كافية عن مدى أمان تناول خل التفاح بكميات أعلى من الموجودة بشكل اعتيادي في الطعام في مرحلتي الحمل والرضاعة، ولذلك يفضل تجنبه.
- مرض السكري: يمكن أن يسبب خلّ التفاح انخفاضاً في مستوى سكر الدم في المصابين بمرض السكري، ولذلك يجب أن تتمّ مراقبة مستوى جلوكوز الدم في حالات تناول خل التفاح من قبل مرضى السكري، ويمكن أن يحتاج المريض إلى تعديل في جرعة دواء السكري.
- تناول الأدوية التي يتفاعل معها خلّ التفاح: يجب أن يتم تجنّب تناول جرعات عالية من خل التفاح في حال تناول الأدوية التي تتفاعل معه.
التفاعلات الدوائية لخل التفاح
يُسبّب تناول جرعات عالية من خل التفاح انخفاضاً في مستوى البوتاسيوم في الجسم، ويسبّب ذلك تفاعله مع عقار الديجوكسين (digoxin) أو المعروف باسم لانوكسين (Lanoxin)، ممّا يرفع من فرصة حدوث أعراضه الجانبية، كما أنّ تناوله مع الإنسولين أو مع مدرّات البول التي تقلل من مستوى البوتاسيوم في الجسم يمكن أن يسبب انخفاضاً كبيراً في مستوى البوتاسيوم.
- ملاحظة: لا يعتبر هذا المقال مرجعاً طبياً، ويجب أن تتم استشارة الطبيب قبل البدء بتناول خل التفاح أو غيره من العلاجات البديلة بجرعات علاجية.