يلجأ لكثير في وقتنا الحاضر الى العمليات الجراحية لتخفيف الوزن ويكون لعدة اسباب منها الزيادة المفرطة في الوزن بحيث يؤثر على الحياة اليومية للفرد او فشل جميع المحاولات المتبعة لتخفيف الوزن أو بسبب عدم قدرة الفرد على اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة فيكون الحل الوحيد والسريع هو اجراء العملية ولكن ما لا يعرفه الكثير من الأشخاص ان هذه العمليات لها الكثير من الأعراض الجانية وخاصة عند عدم اتباع ارشادات الطبيب وعدم اجراء الفحوص الطبية اللازمة والمستمرة للتاكد من سلامة الفرد.
العمليات الجراحية لتخفيف الوزن هل هي الحل الاخير ؟
تهدف العمليات الجراحية الى التقليل من تناول الطعام من خلال تقليل حجم المعدة وبالتالي الشعور بالشبع بعد تناول كمية بسيطة من الطعام وهكذا عندما تقل كمية الطاقة التي يتناولها الفرد من خلال تناول كميات قليلة من الطعام مقارنة بما كان يتناوله قبل اجراء العملية سيؤدي لفقدان الوزن. وهناك عدة انواع من هذه العمليات منها ربط المعدة (Gastric Banding) او استئصال جزء من المعدة (Sleeve Gastrectomy) او تصغير المعدة مع استئصال جزء من الأمعاء Roux-en Y Gastric Bypass)) والتي تعتبر من اكثر العمليات التي قد يعاني الفرد بعد اجرائها من نقص كبير في بعض الفيتامينات والمعادن المهمة.
يفرح الكثير بنتائج هذه العمليات بعد اجرائها ولكن لهذه العمليات اعراض جانبية كثيرة بسبب قلة امتصاص الكثير من العناصر الغذائية وما يغفل عنه الكثيرون انه يجب اجراء فحوصات دورية مستمرة للتاكد من عدم وجود نقص في العناصر الغذائية الضرورية في الجسم بالاضافة الى ضرورة تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على بعض الفيتامينات الضرورية لتجنب نقصها مثل فيتامين د والكالسيوم تحت اشراف الطبيب وأخصائي التغذية. وما يجب التاكيد عليه انه لا يسمح لأي فرد لديه زيادة بسيطة في الوزن على اجراء هذه العمليات لأنه يمكن تقليل الوزن باتباع نظام غذائي صحي مع ممارسة الرياضة، وهذه العمليات مسموحة لبعض الافراد حين تكون هذه العمليات الحل الاخير لانقاظ حياتهم بسبب السمنة المفرطة والاصابة بامراض مثل السكري وارتفاع ظغط الدم، ويسمح للأشخاص باجراء هذه العمليات عندما:
- يكون مؤشر كتلة الوزن من 40 فما فوق دون الاصابة بأي أمراض اخرى.
- – يكون مؤشر كتلة الوزن 35 فما فوق مترافقا بأحد أمراض العصر مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
ويحسب مؤشر كتلة الجسم بتقسم الوزن بالكيلو غرام على مربع طول القامة بالمتر
الأعراض الجانبية خلال السنة االاولى من اجراء العملية
من أهم الأعراض التي يعاني منها الفرد بعد اجراء العملية الجراحية التالي:
التقيؤ والذي قد يحدث من مرة الى ثلاثة مرات في اليوم ويكون السبب هو تناول كمية كبيرة من الطعام وعدم مضغه بشكل جيد فعلى المريض بعد اجراء هذه العملية ادراك أنه لن يستطيع تناول كميات كبيرة من الطعام كما كان يقوم بذلك من قبل بسبب صغر حجم المعدة وبالتالي يجب تناول كميات بسيطة من الطعام و مضغها بشكل جيد وان اصبح التقيؤ بشكل مستمر فان ذلك سيزيد من احتمالية الاصابة بنقص في بعض الاملاح المهمة في الجسم منها البوتاسيوم والمغنيسيوم وقد يحتاج المرض عند ذلك مراجعة الطبيب لاعطائه الحبوب اللازمة لتعوض النقص.
التقيؤ المستمر قد يزيد من احتمالية الاصابة بتقرحات في المعدة والمريء.
- يعاني الكثير بعد اجراء هذه العمليات من حالة تسمى Dumping syndrome وهذه الحالة شائعة جدا وتحدث بنسبة عالية بعد اجراء العملية الجراحية لتخفيف الوزن ومن اهم أعراضها عدم قدرة الفرد على تناول الاطعمة الصلبة وخاصة العالية بالسكريات بسبب تجمع السوائل في الامعاء فيشعر المريض بالتعرق والاسهال وآلام بالرأس وقد يقل مستوى السكر في الدم بعد تناول الوجبة مباشرة أو بعد عدة ساعات من تناولها مما يؤدي الى الارهاق واحيانا فقدان الوعي وبالتالي ينصح أي فرد قام باجراء هذه العملية بعدم شرب الماء مع الوجبات وتناول وجبات بسيطة خلال النهار لتجنب الاصابة بهذه الحالة.
- الجفاف والذي يحدث بسبب قلة شرب السوائل الذي ينتج عن صغر حجم المعدة وعدم القدرة على شرب كميات كافية من السوائل اللازمة.
- نقص في البروتينات بسبب قلة تناول الطعام وخاصة عندما لا يستطيع الفرد تناول الأطعمة الصلبة، فتجده يعتمد في غذائه على الشوربات والعصائر والأطعمة المهروسة فتقل لا اراديا كمية البروتينات التي يتناولها الفرد من اللحوم والأسماك أو البقوليات.
- تساقط في الشعر ويحدث غالبا بعد ثلالثة الى ستة اشهر من اجراء العملية ويكون السبب هو النقص في الفيتامينات و المعادن الضرورية أو بسبب الضغط النفسي الذي يمر به المريض بسبب فقدان الوزن الذي قد يؤثر على نمو بصيلات الشعر ولكن هذه الحالة طبيعية وفي أغلب الاحيان لا تحتاج الى علاج بحيث يعود نموالشعر الى وضعه الطبيعي.
- الاصابة بالحصوة امر شائع جدا ويحدث بسبب خسار ة الوزن السريعة بعد اجراء العملية وهذه الحالة قد تحدث ايضا عند اتباع نظام غير صحي وغير متوازن لتخفيف الوزن والذي يؤدي لخسارة سريعة وكبيرة في الوزن.
الاعراض الجانبية بعد مرور سنة من اجراء العملية الجراحية
من اهم الاعراض التي قد تحدث وخاصة في العمليات الجراحية التي يتم خلالها تصغير المعدة وربطها بالأمعاء:
- سوءالامتصاص (Malabsorption) : وهو حالة شائعة جدا وخاصة في العمليات التي يتم خلالها التخلي عن جزء من الأمعاء مما يؤدي الى قلة امتصاص العناصر الغذائية الضرورية منها الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين الثايامين ب1 (B1) الضروري لانتاج الطاقة وفيتامين أ و فيتامين د ومعدن الزنك والسلينيوم وغيرها.
- نقص فيتامين B₁₂ : ويعتبر من الفيتامينات المهمة لانتاج الطاقة ولصحة الاعصاب و يتم امتصاص هذا الفيتامين في الأمعاء بعد أن يرتبط بمادة معينة في المعدة تسمى intrinsic factor ، وبسبب تصغير المعدة وازالة جزء من الامعاء فان حدوث نقص في هذا الفيتامين شائع جدا.
- فقرالدم: والذي ينتج عن نقص في معدن الحديد ويحدث في اغلب الأحيان عند السيدات، فيجب عمل فحوصات دروية لمستوى الحديد في الدم ومخزون الحديد في الجسم لان نقص الحديد وفقر الدم قد يحدث بعد فترة بسيطة من اجراء العملية أو حتى بعد سنة أو سنتين من اجرائها.
- الاضطرابات الجلدية: وقد تحدث بسبب نقص بعض الفيتامينات الضرورية لصحة الجلد مثل فيتامين أ وفيتامين الناياسن والرايبوفلافن (B2) وبض الاحماض الدهنية الضرورية ومعدن الزنك.
- نقص الفيتامينات الذائبة في الدهون: وأهمها فيتامين د وفيتامين أ . ويعتير فيتامين د من أهم الفيتامينات الضرورية لصحة العظام فهو يساعد على امتصاص الكالسيوم وعند حدوث نقص في هذا الفيتامين سيزيد من احتمالية الاصابة بهشاشة العظام وينصح دائما باجراء فحوصان دورية لقياس كثافة العظام لان نقص مستوى الكالسيوم وفيتامين د في الدم لفترة طويلة سيزيد من معدل هرمون الغدة الدرقية (parathyroid hormone) مما سيلعب دورا كبيرا في التقليل من كثافة العظام والاصابة بالهشاشة. اما فيتامين أ فهو ضروري للنمو ولصحة الجلد وتكوين الحيوانات المنوية.
تؤكد الكثير من الدراسات على أنه يجب على الفرد بعد اجراء هذه العمليات عدم العودة الى نظامه الغذائي الذي كان يتبعه قبل اجراء العملية والذي يكون عادة نظام غذائي غير صحي ويحتوي على الكثير من الدهنيات والسكريات بل يجب أن يتناول وجبات صحية متعددة خلال النهار بحيث تكون غنية بالفاكهة والخضراوات والنشويات المعقدة وقليلة بالدهون المشبعة مع ممارسة الرياضة للحفاظ على الوزن الذي تم خسارته. وتكون الخسارة كبيرة خلال السنةالأولى والثانية بعد اجراء العملية بحيث تقل او تتوقف بعد ذلك وعند اتباع نظام غذائي غير صحي سيؤدي ذلك لزيادة في الوزن أو العودة الى الوزن السابق.