نشأت نورين في أسرة في بنجلادش حيث كان الغذاء يقدم لإظهار الحب وللمجاملة وفي كل الأوقات والمحافل ، تقول نورين : لقد كنت دائما الفتاة السمينة في الكلية , وكانت البيتزا هي طبقي المفضل, ولما كنت في أوائل العشرينات ,دعتني صديقتي لمرافقتها في الذهاب إلى الصالة الرياضية ، حيث قررت أن أقف على الميزان! لكن الرقم الذي رأيته جعلني أشعر بالخوف والتوتر وعدم الراحة,مما دفعني للبدء في البحث عن أفضل الخيارات حول الأكل الصحي وممارسة الرياضة.
استغرق الأمر ثلاث سنوات، لكنني تمكنت من فقد حوالي 27 كيلو غرام من وزني الزائد ، وتغير مقاس ملابسي من حجم 16 إلى حجم 2 ! في البداية ، فقدت وزني بسهولة لأني بدأت أحسن من عاداتي الغذائية , كاستبدال السلطة بالبرغر! ولكن بعد الأشهر الثلاثة الأولى ، حيث كنت قد فقدت حوالي 11 كيلو غرام، بدأ وزني بالثبوت .
أصبت بالاحباط ، و أقبلت على التعامل مع الطعام بطريقة انفعالية حيث استمرت هذه الحالة حتى العام المقبل , عشت في دوامة من الإفراط في ممارسة الرياضة و تناول القليل من الطعام , يليها وكسل وإحباط مما يعني إفراط في تناول الطعام .
وبعد ذلك توجهت إلى حمية الغذاء الخالي من الغلوتين لمدة ثلاثة أشهر ،كما توقفت عن تناول الشوفان والكثير من الأطعمة، كنت أحاول دائما معرفة كيفية تناول الطعام بالطريقة الصحيحة, كنت اركض حوالي 5-7 ميلا في اليوم ،ولم أكن اتناول الطعام بما فيه الكفاية، أصاب بالتعب والإجهاد , ثم أكل وجبة كبيرة بشراهة!
أصبحت حريصة على عدم الذهاب إلى المطاعم أو التجمعات ,حيث كنت أعرف انه سيكون هناك وفرة في الأطعمة اللذيذة والمتنوعة. وبقيت على هذه الحالة حتى أصبحت أخاف تناول الطعام جميعه . وساء الحال حتى أصبحت أزن نفسي مرتين في اليوم , واجتاحني القلق , ودخلت في حاله نفسية سيئة.
أصبحت يائسة من إنزال وزني بالطريقة اللتي بدأت بها , ودخلت في حالة فوبيا من تناول الطعام ، وبدأت قراءة الكتب التي لا تعد ولا تحصى عن التغذية, حيث كانت كل الكتب تتحدث بنفس الطريقة , وتقدم وعود كبيرة لفقدان الوزن انطلاقا من قاعدة (تناول هذا ولا تتناول ذاك).
هل يجب التخلي عن اللحوم والحبوب و الفواكه النشوية لأعيش على نحو أفضل ؟ أصبحت أفكر كثيرا بكيف اتناول الطعام ؟ وماذا اتناول من الطعام ، ومتى؟ بتت غير مقتنعة في أي نظام غذائي بعينه ، وقررت أن اتناول الطعام بكميات قليلة, حاولت كثيرا , وكلما كنت أشعر باليأس , أتذكر كيف فقدت الوزن في البداية , مما يجعلني أشعر بتحسن!
بعد ذلك , بدأت أعراض الحموضة والحرقة والإمساك تهاجمني , كنت أشعر وكأن الطعام ينقم مني ويهددني , لكن الأطباء وبعد الفحوصات أخبروني أني لا أعاني من أي شيء يسبب القلق ! وبعدا مباشرة , قررت العودة إلى حياتي الطبيعية , لن أمنع نفسي من تناول أي شيء أحبه وبالكمية التي أريد, ولكن بشرط أن يكون صحيا , ولم أستثن أي نوع من الطعام كالشوفان الذي امتنعت عن تناوله فترة طويلة من الزمن!
بدأت أتناول كامل الأطعمة مع إضافة المزيد من الدهون مثل زبدة الفول السوداني ، والأفوكادو ، أو زيت الزيتون إلى كل وجبة. في الواقع , عدت إلى تناول الطعام بطريقة طبيعية بعيدا عن التعقيد.
وبعدها, فقدت ما مجموعه أكثر من 27 كيلو غراما دون التمسك بأي نوع من الأنظمة الغذائية مثل ( اتكينز، باليو ، الخ ) , أو استبعاد أي من المجموعات الغذائية .
الحرقة، والإمساك، و الحموضة ، و فوبيا تناول الغذاء قد تخلصت منها جميعا منذ أن توقفت عن التفكير في نوعية وكمية الغذاء , وماذا يجب أن اكل ومن ماذا يجب أن اتخلص, كما تخلصت من فكرة أن الطعام كان يهاجمني , وأصبحت بطبيعة الحال قادرة على اتخاذ الخيارات الأفضل منذ توقفت عن وضع الغذاء على منصة المحاكمة و التفكير فيه كثيرا! بمجرد أن توقفت عن هذا كله , وتعاملت مع الموضوع بشكل طبيعي بعيدا عن التوتر , بدأ وزني بالنزول , أصبحت حياتي طبيعية ومتوازنة ,وأنا أعتبر نفسي قد أقدمت وطبقت الحل الأمثل لمشكلة الوزن الزائد.
بعد خسارتي 27 كيلو غراما من وزني بمفردي ، أشعر بالرغبة في مشاركتكم بعض الدروس المستفادة من رحلة الصعبة. إليكم بعض الأفكار التي ساعدتني:
1. ابحث عن الأطعمة الصحية التي تحب، و تناولها باستمرار:
اعرف الأطعمة التي تحب أن تأكلها واسأل نفسك ” هل يمكنني تناول هذا دائما ؟ ” إذا كان الجواب نعم ، فعليك الحفاظ على تناول هذا الطعام! انصحك بالبحث والعثور على بعض اللحوم الخالية من الدهن الأساسية والأسماك والخضروات والفواكه و الحبوب بنية اللون, عليك أن تستمتع وأنت ذاهب للبقالة لاختيار طعامك المفضل .بالنسبة لي فأنا أحب الدجاج والسلمون والخضروات و اللبن الزبادي، و التفاح. عندما تجد الأطعمة الحقيقية ، والصحية، والمغذية التي تحب، سوف تشعر بالفرق.
2. العثور على رياضة تحب أن تمارسها وتشعر بعدها بحالة جيدة:
أنا أحب الركض و أحب اليوغا أكره الزومبا وركوب الدراجة, سأستمر بمارسة رياضاتي المفضلة بكثافة لأني سأشعر بالتوتر والاكتئاب إذا توقفت عنها! ابحث عن تمرينك المفضل واستمتع به حتى بعد وصلك للوزن المثالي الذي تحلم به. .
3. راقب غذاءك و نومك ، و حركات أمعائك وجهازك الهضمي ولا تنس أن تحاكي شهيتك:
لا يوجد نهج معين يناسب الجميع للتحلي بصحة جيدة. بعض الناس يفضلون كميات صغيرة وغنية بالسعرات الحرارية من الأطعمة ، و البعض الآخر يفضل الحجم الكبير الذي يحتوي حاجاتهم من الطاقة اليومية, فبدلا من أكل كمية كبيرة من الاشياء الصحية كالخضار يفضل بعض الناس أخذ حاجتهم اليومية من الطعام من أغذية غنية بالسعرات الحرارية ولكن بكمية أقل (نسبة وتناسب) ,بالنسبة لي فإنني أفضل أخذ السعرات الحرارية التي أحتاجها من الخضروات بدلا من الزيوت, كما وأفضل أكل وجبتي الرئيسية على العشاء , بعد أن أكون قد ركضت كثيرا قبلها بساعتين , بدلا من أن أتناولها على الغداء الذي يليه جلوس وراء المكتب. كل واحد منا لديه روتين في حياته الخاصة ، حيث يستطيع أن يرتب أولوياته وأوقاته.
4. لا تتبع الإشاعات و البدع , ولا تتخلي عن أي غذاء إلا إذا كنت لا تحتاج إليه:
تقريبا كل الحميات تشجعنا على تناول الأطعمة الكاملة و تجنب الأطعمة المصنعة والنشويات المكررة والسكر ! القاسم المشترك بين جميع هذه الحميات هو تناول الأطعمة الحقيقية وهي أقرب ما تكون إلى حالتها الطبيعية. عند وصف الأغذية بال ” جيدة ” أو “سيئة ” فإن الأنسان بطبيعته يميل إلى تناول “السيء” أو “الممنوع” ! لذلك أنصحك بعدم اتنباع حميات تصف بعض الأغذية بالسيئة كالشوفان أو الزبادي , بل وأنصحك بتناول هذه الأطعمة وغيرها إذا كنت تحبها.
5. عليك أن تكون مستعدا دائما لمقاومة مغريات الطعام :
أنصحك بأن تحمل الفواكه أو بعض الوجبات الخفيفة الأخرى معك. وأنا غالبا ما أحمل اللبن معي خاصة إذا كنت ذاهبة إلى عشاء مع العائلة ,لأنني أعرف أنه سيكون هناك كميات وفيرة من الحلويات وأنا لا أريد الاستسلام أو الضعف أمام هذه المغريات . أنا أعرف طعامي المفضل , لذلك فأنا دائما أحاول إيجاد البدائل الأكثر صحة ودائما ما أجدها في قائمتي .
6. تذكر أنك لست ساحرا ! لذلك لا تضع نفسك تحت الضغط والجداول الزمنية لأنقاص الوزن:
استغرق الأمر مني سنوات لأفقد 27 كيلو غراما, ولكني لم أستعد أي من وزني المفقود . ممارسة الرياضة و الأكل الصحي هما نمط حياة , وليسا مؤقتيا كأن تفعل ذلك فقط لقضاء عطلة أو للتجهيز لعرس أو اجتماع عائلي مهم. عليك أن تتبع السبل الصحية إلى الأبد.
7. اسأل جسدك ماذا يريد:
اليوغا قد أنهت السلبية من تفكيري . بعض الأيام قد تحناج إلى ساعات من النوم اضافية،أو ربما إلى مياه زائدة ، أو طعام إضافي، في هذه الأوقات وفي كل وقت ، استمع إلى جسدك والى ماذا يحتاج . تأكد من ابقاء جسدك مرتاحا ومنتعشا وايجابيا .أنت أفضل طبيب ومدرب وتغذوي وطباخ لنفسك . تثق بنفسك واسماح للحس السليم أن يكون دليلك.