إن الدهون عدو الإنسان الأول، فإذا تراكمت سببت له أمراضاً قد تكون مميتة بشكل أو بآخر، ومحاولاته للتخلص من اختزان كميات الدهون ما تزال مستمرة عبر السنوات المتلاحقة، وإن تراكمها يعمل على انسداد الأوعية الدموية وحدوث انسداد في الشرايين.
والأطعمة الغنية بالدهون دوماً أمام مرأى الإنسان، مثل الأطعمة السريعة والهمبرغر والنقانق والبطاطس المقلية وكل طعام مقلي هو مشبع بالدهون، والجسم بطبيعته يحتاج إلى طاقة كي يمارس الحياة اليومية وتؤدي الأعضاء وظائفها، ففي كل نبضة قلب وكل عملية شهيق وزفير نحن نحتاج إلى طاقة، وفي سبيل ذلك يقوم الجسم بحرق وتكسير الدهون وتحويلها إلى مركبات أولية للحصول على الطاقة.
ويقوم الجسم بحرق أكبر نسبة من السعرات الحرارية عند قيامة بالوظائف الحيوية مثل التفكير والهضم والتنفس وعملية النبض في القلب، بينما حاجة العضلات التي تحرك الجسم تختلف فهي أكبر تبعاً لنوع النشاط الذي يقوم به الإنسان، فربة البيت التي تقوم بترتيب المنزل كل يوم تحتاج لطاقة أكبر من مراهق يمارس السير يومياً.
ولحرق الدهون علينا ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني تزيد من خلاله ضربات القلب، كالسباحة أو الركض أو المشي بوتيرة سريعة، وهذا يزيد من التمثيل الغذائي وبالتالي حرق الدهون؛ وتحرك الإنسان في حياته اليومية وتنقلاته يزيد من حرق الدهون لديه فبدلاً من الصعود بالمصعد الكهربائي عليه أن يصعد الدرج وبدلاً من ركوب السيارة عليه ركوب الدراجة.
ويحتاج الجسم لـ 15% من البروتين يومياً لحرق الطاقة، ويمكن الحصول على البروتين من اللحوم الحمراء و الأسماك والأجبان ومشتقات الحليب على ألا نكثر منها كي لا تسبب ارهاقاً للجسم، وتناول الوجبات الصغيرة كل ثلاث ساعات أفضل من تناول وجبة كبيرة مرة واحدة، فالتناول بالتدريج يعطي الشعور الدائم بالشبع، كما يجعل عملية حرق الدهون في الجسم مستمرة.
كما أن هناك بعض المشروبات التي تسرع من عملية حرق الدهون مثل شرب فنجانين من القهوة يومياً يعمل على زيادة الحرق بنسبة 10%، ويساعد أيضاً الشاي الأخضر في حرق الدهون عند الذين يشربونه، ولا يجب الإكثار منه لأنه أيضاً يحتوي على كافيين، بينما مغلي الزنجبيل و القرفة سريع الفعالية في حرق الدهون.
وأثبت الدراسات حديثاً أن إضافة التوابل الحارة إلى الأطعمة الدهنية يساعد على حرقها في الجسم خلال ثلاث ساعات بعد تناولها مباشرةً، لأنها تزيد من ضربات القلب وبالتالي يحتاج الجسم إلى طاقة يستمدها من تكسير الدهون وتفتيتها وتحويلها إلى مواد أولية لتلبية وظائف الأعضاء.
وأخيرا إن محاولة الإنسان السيطرة على نظام غذائه اليومي وجعل الجسم يعتاد على حرق الدهون وإنتاج الطاقة اللازمة يكفل له صحة طويلة وجسم رشيق وطاقة هائلة لممارسة أنشطة الحياة اليومية، فتناوله للماء بمقدار لترين يومياً يساعد على حرق الطعام، كما عليه ان يكثر من تناول الخضراوات الطازجة لما تحتويه من بروتينات وألياف مع محاولة التقليل من السكر، وبهذا يتخلص من الدهون الزائدة في جسمه.