دائماً ما نقرأ عن السمنة في الكثير من المواضيع والمقالات التي يصاب بها عدد لا يمكن تجاهله في هذا العالم، ومن المعروف أن السمنة من الأمراض، لذلك يسأل الكثير عن كيف العلاج من السمنة؟ وهو سؤال صحيح، لكن قبل الخوض في العلاج دعونا نبين معنى السمنة.
ما هي السمنة
تعتبر السمنة من أحد الأمراض الأكثر شيوع في البلدان الغربي، وخاصة المجتمع الأمريكي، وهي الأكثر صعوبة من ناحية العلاج والتخلص منها، فلم يحدث سوى تطور بسيط في علاج السمنة، و بعتبر علاج السمنة هام جداً، وذلك للعواقب الصحية التي تنتج عنها.
مسببات السمنة وعواملها
قديماً وإلى وقت ليس ببعيد، كانت السمنة متعلقة بطريقة حياة ذلك الشخص الكسول، الذي يتناول السعرات الحرارية العالية بشكل دائم، لكن الآن فمسببات السمنة هامة، ولكن للعامل الوراثي آثر واضح في حدوث السمنة، وهذا المشاهد من واقع الحياة، وهذا الذي أكده العلم والأبحاث، حيث يعزي حدوث السمنة لدى الأشخاص لأسباب وراثية ما بين الـ 40 % – 70 %، وليس لعوامل مكتسبة أو عوامل بيئية ، وأنّ أحد أهم المسببات الوراثية الرئيسية في حدوث السمنة، هو هرمون الليبتين (Leptin) ، وكذلك أكدت الدراسات أن هناك جينات في جسم الإنسان مسؤولة عن حدوث السمنة، وهذه الجينات مرتبطة بشهية الإنسان نحو الطعام ،واليوم يعتقد العلم الحديث، أن السمنة تحدث لوجود عدة جينات معينة، وليس بسبب حدوث اضطراب في جين واحد، ويخبرنا العلم أيضاً، بأن زيادة السمنة في السنين السابقة يرجع إلى التأثير البيئي على الإنسان مثل: طريقة الحياة، والعادات الغذائية المتبعة.
عواقب السمنة
إنّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة، يعانون من العديد من الأمراض، مثل: ارتفاع في ضغط الدم، مرض السكري من نوع 2 ، زيادة نسبة الدهنيات في الدم، إصابات خطيرة في الشرايين التاجية، وآلام المفاصل والعظام، واضطرابات نفسية، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الذين يعانون من مرض السمنة، أغلبهم يعانون من مرض متلازمة الأيض، المصاحب للأعراض التالية: ضخامة في البطن، ارتفاع ضغط الدم، زيادة نسبة الدهنيات في الدم، وانخفاض من مستوى الكوليسترول الجيد، وتزائد السكر في الدم عند الصوم ، وأيضاً هناك علاقة بين السمنة وسرطان المعدة، والثدي، والتسبب في الصمات، وأغلب أمراض الجهاز الهضمي، وبعض الأمراض الجلدية ، ويعاني أصحاب مرض السمنة من الأمراض الرئوية، اختلال في الغدد الصماء المتنوعة، كضيق النفس وإنقطاعه عند النوم، وحدوث خلل في إفرازات الهرمونات، وأن النساء اللواتي يعانين من مرض السمنة، هم أكثر عرضة لعواقب كثيرة أثناء فترة الحمل والولادة.
تشخيص مرض السمنة
من الصعب قياس كمية الدهون في الجسم بشكل جازم، فالأمر أصعب ممّا يعتقده الناس، لكن هناك بعض الطرق الفحص التي تكشف عن الدهون الزائدة، مثل: جهاز مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يكشف بطريقة جيدة نوعاً ما على كمية الخلايا الدهنية، حيث يقوم جهاز مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الجسم بالكيلوجرامات على مربع الطول بالمتر.
مؤشر كتلة الجسم (BMI)
لمؤشر كتلة الجسم (BMI) دلالات معينة لكل قيمة يقرؤها:
- 18.5-24.9، يدل ذلك على أن وزن الشخص طبيعي.
- 25-29.9، يدل على أن الشخص به وزن زائد.
- 30-34.9، يدل على وجود السمنة من درجة الأولى.
- 35-39.9، يعني الشخص يعاني من سمنة الدرجة الثانية.
- إذا زادت قراءة المؤشر عن الـ 40، الشخص يعاني من سمنة عالية جدا.
حيث تعتبر السمنة العلوية -تراكم الدهون حول منطقة البطن- والسمنة فوق الخصر، ذات أهمية بالغة وأكثر أهمية من السمنة السفلى –تراكم الدهون حول منطفة الأرداف والفخذين، فالأشخاص الذين يعانون من السمنة العلوية، هم الأكثر عرضة من غيرهم للأصابة بمرض السكري، وأما السمنة السفلى، فتنتشر بينهم أمراض السكتة الدماغية، والشرايين القلبية، وانتشار الموت المبكر بينهم.
العلاج من السمنة
اتباع حميات غذائية معينة، والتي تعمل على انقاص الوزن، وتقليل نسبة الأنسجة الدهنية في الجسم، حيث تشير الأبحاث إلى أنّ هناك 20% هم القادرين على إنقاص 6 كغم وزنهم.
التعلميات الغذائية للعلاج من السمنة
- عليك تناول المواد الغذائية الغير مصنعة، والتي تفيد خلايا الجسم ولا تتراكم.
- عدم تناول الطعام الذي يحتوي على سعرات حرارية عالية، مثل: السكريات والمشروبات الغازية، وكذلك الوجبات السريعة.
- الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالأليف، مثل: أطعمة أوميغا 3، وبذور الكتان، وتناول بعض المكسرات، مثل: الجوز واللوز، والعسل بكمية قليلة.
- الحرص على تثقيف الأشخاص الذين يعانون من السمنة له أهمية كبيرة، حيث يمكن للشخص المصاب التخطيط لقائمة الطعام الذي سوف يتناولها اليوم مثلاً، وذلك لأن التعليم والتثقيف هام جدا لعلاج السمنة، ويعتبر التثقيف خطوة أولى هامة في طريق الإنقاص من الوزن بطريقة سليمة.
- يجب أن نعلم بأن ممارسة التمارين الرياضية هو أمر هام لمرضى السمنة، فهذه التمارين تعمل على فقدان القليل من وزن الشخص المصاب، ولعلاج السمنة على المدى البعيد، وذلك لأن ممارسة الرياضة تحافظ على إنقاص الوزن مع الوقت باستمرار، وهذا أمر هام جدا لمرضى السمنة، ويجب عليهم الأخذ به.
العلاج الدوائي لمرضى السمنة
هناك العديد من الأدوية التي تعالج السمنة، التي يوصفها الطبيب المختص للمريض، والتي تعمل على إنقاص الوزن، حيث يتم تناول الأدوية كجزء من برنامج كامل للتخلص من السمنة، ولا تؤخذ بطرية وحيدة للعلاج من السمنة، ومن أهم الأدوية الفعالة: دواء ردكتيل والذي يؤدي إلى تخفيف 5 كغم خلال فترة 6-12 شهر، وكذلك دواء أورليستات، والذي يؤدي إلى فقدان 4 كغم خلال فترة 6-12 شهر ، ولا نخفي على القارئ بإن هذه الأدوية كغيرها من الأدوية لها آثار جانبية، مثل: الدوخة، جفاف الفم، الإمساك، والإسهال، واضطراب خفيف في الجهاز الهضمي.
العلاج الجراحي
بالأخص الذين يعانون من السمنة، بإمكانهم دخول العمليات الجراحية لتخفيف الوزن، مثل العمليات الجراحية في منطقة المعدة،ونتائج هذه العمليات جيدة، ولكنها تتضمن آثار جانبية ليست بسيطة ، مثل: عدوى في الصفاق، تآثر المسالك الصفراوية، والاضرابات الغذائية الخطيرة، وقلة القيتامينات في الجسم، وتقول الدررسات أن حوالي 40% من المرضى، سوف يعانون من عواقب هذه العمليات الجراحية.
يجب الانتباه إلى الحالة النفسية للمريض، عند تطبيق برنامج كامل للتخلص من السمنة، يجب أن يقنع بأن التخلص من هذا المرض لن يتم بين عشية وضحاها، هذا المرض بحاجة إلى نفس طويل، وتطبيق البرنامج الذي يحدده لك الطبيب، الإصرار على تطبيقه والمداومة عليه، حتى تحصل على أفضل النتائج، الأمر أولاً وأخيراً بالنسبة للمريض ليتخلص من السمنة، يتمحور حول ثلاثة أمور هامة: القناعة والإصرار والصبر ، وأخيراً الكل يعلم أن هذا المرض المنتشر والمتزايد في العالم، ينطوي على طريقة الحياة التي يعيشها الشخص المصاب، ومتوسط عمره، وكما قلت في هذا المقال، أن المبدأ الأساسي الذي يرتكز عليه علاج السمنة، هو أن تقوم واتباع نمط حياة صحي محدد، والذي يحتوي على ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر واحرص على المداوة، أن تتبع حمية غذائية معينة تقوم بالاستمرارعليها طوال فترة البرنامج، وأما بالنسبة للأدوية والعمليات الجراحية، فقد تلجأ إليها في الحالات الحرجة، لكن من الأفضل لكل مريض بالسمنة تجنب هذه الأدوية والعلاجات الجراحية قدر المستطاع لأنها تشكل خطر على صحته.