العلكة
لقد استُخدِمَت العلكة للمضغ منذ آلاف السنين بأشكال مختلفة، وتُعدّ العلكة مادةً لينةً ومطّاطيّة مُصنّعة ليتم مضغها وليس للبلع، وصُنِعَت العلكة الأصلية من نسغ الأشجار، بينما تُصنَع العلكة الحالية من مواد مطاطية اصطناعية، وعلى الرغم من اختلاف مكوناتها باختلاف الجهة المُصنِّعة؛ إلّا أنّ لها مكونات أساسية ثابتة، فالعلكة بشكل عام لها فوائد عديدة؛ إلّا أنها قد تُشكّل في بعض الأحيان ضرراً على الصحة لأسباب مختلفة.
مكونات العلكة
تحتوي العلكة على العديد من المكونات، وهي كالتالي:
- أساس العلكة: وهي مادةٌ مطاطيةٌ وغير قابلةٍ للهضم تُستخدَم لإعطاء العلكة القوام القابل للمضغ.
- مادة الراتنج (بالإنجليزية: Resin) أو الصمغ: وهي مادة تُستخدَم لتماسُك العلكة وتقويتها.
- الحشو (بالإنجليزية: Fillers): وهي مواد تستخدم لإعطاء العلكة القوام المناسب، مثل كربونات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium carbonate) أو التلك.
- المواد الحافظة: وتُستخدَم لزيادة فترة صلاحية العلكة.
- المواد الملينة: وتستخدم للحفاظ على رطوبة العلكة والحول دون قساوتها.
- المحليات: ومن أشهرها سكر القصب، وسكر الشمندر، وشراب الذرة، أمّا العلكة الخالية من السكر فيُستخدَم في تصنعيها الزايليتول (بالإنجليزية: Xylitol)، أو المُحلّيات الصناعية كالأسباراتام (بالإنجليزية: Aspartame).
- المواد المنكهة: وتضاف لإعطاء النكهات للعلكة باستخدام مواد إمّا طبيعية وإمّا صناعية.
فوائد مضغ العلكة
لمضغ العلكة العديد من الفوائد، ونذكر منها ما يأتي:
- تقليل التوتر وتعزيز الذاكرة: تُشير الدراسات إلى أنّه يمكن لمضغ العلكة أثناء تأدية المهام المختلفة أن يُحسّن من وظائف الدماغ، والذاكرة، والانتباه، واتخاذ القرارات؛ إذ وَجَدَت دراسةٌ أنّ الأشخاص الذين مضغوا العلكة خلال اختبارات الذاكرة قصيرة المدى أظهروا آداءً أفضل بنسبة 24%، وبنسبة 36% خلال اختبارات الذاكرة طويلة المدى، كما وجدت دراساتٌ اخرى قدرة مضغ العلكة على تقليل التوتر وزيادة التّيقُّظ والانتباه، فوجدت دراسةٌ أنّ مضغ العلكة لأسبوعين قلّل التوتُّر خصوصاً في ما يتعلق بالعبء الأكاديمي؛ إذ تمّ ربط فعل المضغ بانخفاض مستوى هرمون التوتر الكولرتيزول (بالإنجليزية: cortisol).
- تنقيص الوزن: يُعتبَر مضغ العلكة طريقةً مفيدة لتنقيص الوزن؛ ذلك لأنّ العلكة حلوة المذاق، وقليلة السعرات الحرارية بنفس الوقت، فتُعطي الشخص ذلك المذاق الحلو من غير أن تَفسَد حميته، كما يُقلّل المضع من الشعور بالجوع؛ ممّا يقي من فرط تناول الطعام، ولكنّ نتائج الدراسات مختلطة ومتضاربة حول هذا الموضوع؛ ممّا يستدعي دراسات أخرى حوله.
- حماية الأسنان والتخلص من رائحة الفم الكريهة: يُساهم مضغ العلكة الخالية من السكر في الوقاية من تسوس الأسنان، على عكس العلكة التي تحتوي على السكر؛ لأن السكر يغذي البكتيريا الضارة في الفم؛ ممّا يضرّ بالأسنان، كما يزيد مضغ العلكة بعد تناول الوجبات من تدفُّق اللعاب؛ ممّا يُساعد في إزالة كلا بقايا الطعام والسُّكّريّات الضارة التي تُغذّي البكتيريا الضارة.
- الوقاية من التهاب الأذن عند الأطفال: تُشير بعض الدراسات إلى قدرة العلكة التي تحتوي على الزايليتول (بالإنجليزية: xylitol) على الوقاية من التهاب الإذن الوسطى لدى الأطفال.
- المساعدة على الإقلاع عن التدخين: تُساعد علكة النيكوتين الأشخاص في الإقلاع عن التدخين.
- مساعدة الأمعاء على التعافي بعد العمليات الجراحية: أظهرت الدراسات أنّ مضغ العلكة بعد إجراء العمليات الجراحية يُسرّع من عمليّة الشفاء.
- التخفيف من حالات الارتجاع المريئي: يعمل مضغ العلكة على التقليل من الحمض في المريء؛ إذ يزيد المضغ من إنتاج اللُّعاب والبلع أكثر نتيجةً لذلك؛ ممّا يُساهم في زوال الحامضية من فم الشخص بشكلٍ أسرع، ويحب على الشخص أن يختار علكة خاليةً من السكر، وتجنب العلكة بطعم النعناع؛ لأنّها تزيد من الأعراض ولا تخففها.
آثار مضغ العلكة الجانبية
كما أنّ لمضغ العلكة جوانب مفيدة، فلها أيضاً آثار جانبية غير مرغوبٍ بها، ومن أهمها:
- الإسهال: إذ تُسبّب الكحولات السكرية (بالإنجليزية: Sugar Alcohols) التي تُستخدَم لتحلية العلكة الخالية من السكر إسهالاً عند استهلاكها بكميات كبيرة، كما تُسبّب هذه الكحولات السكرية مشاكل هضمية للأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي.
- مشاكل في الأسنان: إذ تسبب العلكة التي تحتوي على السكر تسوساً في الأسنان بمرور الوقت؛ ذلك لأنّ البكتيريا الضارة في الفم تهضم ذلك السكر.
- الصداع: وُجد حديثاً ارتباط مضغ العلكة بشكلٍ مستمر مع الصداع النصفي وصداع التوتر؛ إلّا أنّ هناك حاجةٌ لدراسات أخرى لتأكيد هذه العلاقة، ولكن يَنصَح العلماء من يعاني من الصداع النصفي بالحد من مضغ العلكة.
- مشاكل في الفك: حيثُ أُشيرَ إلى أنّ المضغ المستمر يمكن أن يُسبّب اضطراب المفصل الفكي الصدعي (بالإنجليزية:Temporomandibular disorder)، والذي ينتج عنه ألمٌ عند المضغ.
- المضافات الصناعية: تحتوي بعض أنواع العلكة على كميات صغيرةٍ من مكونات تعتبر خطرة؛ إلّا أنّه وبسبب كمياتها الصغيرة، فهي لا تُشكّل خطراً على صحة الإنسان، ومن هذه المواد ثاني أكسيد التيتانيوم (بالإنجليزية: Titanium Dioxide) الذي يضاف للأغذية لتبييضها وإعطائها ملمساً ناعماً، والأسبارتام (بالإنجليزية: Aspartame)؛ وهو محلٍّ صناعيٌّ يُضاف للأغذية خالية السكر.
- مشاكل صحية ناجمة عن علكة النيكوتين: على الرغم من تأثير علكة النيكوتين على الإقلاع عن التدخين؛ إلّا أنّها قد تسبب أعراضاً غير مرغوب بها؛ كغباشٍ في الرؤية، ودوار، وصداع، وهلع، ونبض قلب غير منتظمٍ أو سريع، وطفح جلدي وحكة، وعلى الرغم من أنّ هذه الأعراض نادرةٌ وغير شائعة؛ إلّا أنّه يجدر بالشخص زيارة الطبيب بمجرد ظهورها، ويُعدّ كلٌّ من التهاب الفم، والبثور، والتهيُّج، والتقيؤ، والتهاب الحلق أعراضاً شائعة ولا تحتاج عادةً لتدخُّلٍ طبي.
- بلع الأطفال للعلكة: يُشكّل بلع الأطفال للعلكة خطراً إن كانت كتلتها كبيرةً، أوعند بلع الطفل عدة كمياتٍ صغيرةٍ منها في فترةٍ قصيرةٍ من الزمن؛ إذ يُمكن لذلك أن يَسُدّ القناة الهضمية، وفي الغالب ما يتشكل ذلك الانسداد إن تمّ بلع العلكة مع أجسام غريبة كالعملات، أو مع مواد لا تُهضَم، ويجدر بالذكر أنّ بلع قطعة من العلكة بالصدفة غيرُ ضارٍّ أبداً.