القلق
يُعدّ القلق مفهوماً واسع الانتشار على الرغم من اختلاف مُسبّباته، وظروفه، والأحداث التي تحيط به من شخص لآخر، وبفعل الظروف الحياتية اليومية التي يواجهها الشخص؛ كالتعرض للتجارب والخبرات الجديدة، والحاجة إلى اتّخاذ بعض القرارات المصيريّة وغيرها من الظروف بشكل عامّ، فإنّ الجميع مُعرَّضون للمرور بحالة من القلق بين الحين والآخر.
ويظهر القلق غالباً على الفرد عند مشارفته على الدخول في تجارب محفوفة بالمخاطر، تظهر فيها الحاجة إلى اجتياز التحديات المختلفة بسهولة ونجاح، فالقلق بذلك هو ردّة فعل واستجابة طبيعية، أمّا في حال استمرّت نوبات القلق مدّةً طويلةً، وبشكل مبالغ فيه مع تضخيم بعض المثيرات ممّا يؤدّي إلى ظهور الاستجابات غير المناسبة، فإنّ القلق سيؤثّر سلباً على استمرار حياة الفرد بشكر طبيعيّ ومستقرّ.
قلق الامتحان والتحصيل
من الممكن تعريف كلٍّ من قلق الامتحان وقلق التحصيل على النحو الآتي:
قلق التحصيل
قلق التحصيل هو الشعور الذي يُلازم الطالب أثناء تعرُّضه للمواقف والمشكلات التي تتعلق بالبيئة التعليمية أو المدرسية؛ فهي حالة نفسية انفعالية تتمثل في العديد من الأبعاد والظروف؛ كالضغوط النفسية التي تلازم الطالب أثناء عمليّة المذاكرة، مثل: القلق، والتوتر، وفقدان التركيز، والخوف، كما يظهر قلق التحصيل على الطالب من خلال العديد من الاستجابات والاضطرابات الفسيولوجيّة غير الطبيعية، مثل: التعب، والإعياء، وفقدان الشهية، بالإضافة إلى مشاعر الخوف والرّهبة من المعلم أو الأستاذ، والخوف من مواجهته، ويظهر قلق التحصيل أيضاً على هيئة مجموعة الضغوط والاضطرابات النفسية التي تلازم الفرد قبل فترة الاختبارات، وما يلازمها من خوف وتوتر وحالات ارتباك.
قلق الامتحان
قلق الامتحان هو قلق عامّ تصاحبه حالة انفعالية تتّسم بالتوتر والخوف، تصيب الفرد في مراحل مختلفة، وترتبط هذه الحالة بالامتحانات وبعملية التقييم، فتظهر على الطلاب العديد من علامات الاضطراب والتوتر والقلق، ويتمثل خطر هذا النوع من القلق عند وصوله مرحلة متقدمة؛ وذلك عند انتقال القلق من مرحلة الدافع الإيجابي والتحفيزي وبذل الجهد والسعي إلى المزيد من الإنجازات والنجاحات، إلى مرحلة غير طبيعية وغير سوية، تقف عندها أعراضه في وجه استقرار الطالب ونجاحه قبل مرحلة التقييم أو النجاح وأثناءها.
تحدّث علماء النفس عن العلاقة الوطيدة التي تربط ظاهرة القلق بعملية التعلم؛ حيث أظهرت نتائج بعض الدراسات أنّ عدداً من الطلاب يظهر مستواهم بشكل أقل من مستوى قدراتهم الحقيقي أثناء عملية التقييم، بفعل تعرُّضهم لبعض المواقف أو الظروف التي تتّسم بأجواء التوتر والضغط النفسيّ كمرور الفرد بعملية الاختبار؛ فقد يظهر على الطلاب علامات الاضطراب والتوتر، وهذا ما يُطلَق عليه عادةً قلق الامتحان.
مكوّنات قلق الامتحان والتحصيل
عناصر قلق التحصيل والامتحان ومكوّناته هي كما يأتي:
- المكوّن المعرفي: ويُسمّى بالانزعاج المتواصل، والانشغال المستمرّ من قبل الطالب بالتفكير بشكل كبير في توابع فشله إن حصل، ويتبع هذا الانزعاج الخوف من فقدان الفرد لمكانته وتقديره لذاته، ويشكّل ذلك سمة القلق.
- المكوّن الانفعالي: هي استجابات الفرد الانفعالية التي تظهر بالضيق، وعدم الارتياح، ونوبات التوتر والهلع قبل الامتحان وأثناءه، بالإضافة إلى الكثير من الأعراض الفسيولوجية الانفعاليّة.
أعراض قلق الامتحان والتحصيل
يُظهِر قلق التحصيل والامتحان الكثير من الأعراض المختلفة عند الطالب، منها:
- صعوبة النوم والأرق والتوتر، وسيطرة بعض الأفكار الوسواسية في مرحلة ما قبل الامتحان وأثناء فترة التحصيل.
- بعض الأعراض الفسيولوجية كتسارع خفقان القلب، وجفاف الحلق والشفتين، وغزارة التعرق، وآلام البطن، بالإضافة إلى ضيق النفس.
- اضطراب أداء العمليات العقلية، مثل: التركيز، والتفكير، والتذكر.
- تشتُّت الانتباه، وتدنّي القدرة على التركيز وتذكر المعلومات عند الحاجة إليها، سواءً في الامتحان أو المواقف التعليمية المختلفة.
الحدّ من الآثار السلبية لقلق الامتحان والتحصيل
اقترح بعض الأخصائيين النفسيين والمرشدين بعض الإجراءات والخطوات العملية؛ للحد قدر الامكان من الآثار السلبية من قلق التحصيل والامتحان، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:
- مساعدة الفرد في فهم ذاته والآخرين والمشكلات من حوله.
- تقديم الإرشادات اللازمة للفرد؛ لرفع مستوى ثقته بنفسه وتقديره لذاته، وشعوره بالأمان.
- التدريت المستمر على عملية الاسترخاء كتمارين التنفس والتخيل.
- التدريب على استخدام المفردات الإيجابية التحفيزية، والابتعاد عن الخطاب الذاتي السلبي.
- تشجيع الطالب على الاستثمار والاستغلال السليم والمثمر للوقت، والحفاظ على العادات الدراسية السليمة ومحاولة التغلب على العادات الدراسية السليمة التي تساعد على استقراره النفسي.
- التدرب على التفريغ الانفعالي؛ باللعب، وتمثيل الأدوار، وغيرها.
القلق عند الأطفال
قلق الطفولة هو خوف الطفل من المجهول الذي يتمثل في مجموعة الدوافع الذاتية كالعدوانية وأنواع الرغبات، وفي أغلب الأحيان تنتج عن هذه الدوافع سلوكيات تواجه بالعقاب والتوبيخ، فتكبح رغبة الطفل في التعبير عنها، وهذه الدوافع لا تموت بل تبقى كامنةً في نفس الطفل؛ بحيث تظل قابلة للاستثارة، وفي حال تم استدعاؤها فإن الطفل يعيش في حالة من الخوف من العقاب الذي يمكن أن يتلقاه، إلا أنه يجهل سبب هذا الخوف ولا يستطيع تفسيره، مما يجعله في حالة من القلق العام، وتعددت أسباب ظهور هذا القلق عند الأطفال، ومن هذه الأسباب:
- فقدان الطفل للأمن والأمان.
- التذبذب في معاملة الطفل من قبل المُربّين في المؤسسات التعليمية، والوالدين في المنزل
- أساليب التنشئة الأسرية غير السويّة، مثل: الإهمال، والنقد المستمر من قبل الوالدين، وتحدّثهما المستمر عن أطفالهما أمام الآخرين وعلى مسمع من الطفل.
علاج القلق عند الأطفال
من الممكن مساعدة الطفل القلق في تغلبه على قلقه، أو وقاية الطفل العادي من تعرضه للقلق بالعديد من الطرق، منها:
- تدريبه على مهارات الاسترخاء.
- مساعدة الطفل وتدريبه على استخدام الإستراتيجيات التي تساعده على مقاومة القلق؛ كطلب التفكير في الخبرات والمواقف السعيدة والهادئة، وتوجيهه عند تعرضه للمشكلات المختلفة، ومساعدته على اختيار الجوانب والطرق المناسبة لحلها.
- تشجيع الطفل على تنفيسه عن انفعالاته، وتعبيره عن مشاعره.