الكالسيوم
الكالسيوم عبارة عن عنصر كيميائيّ في الجدول الدوري للعناصر، ويعتبر معدناً أرضيّاً قلويّاً، لونه رمادي خفيف، يُستخدم كعامل مخفّف لاستخلاص الثوريوم واليورانيوم، وهو العنصر الخامس من ناحية الوفرة على قشرة الأرض، ويعتبر معدناً أساسيّاً للكائنات الحية؛ وذلك لدوره المهم في وظائف الخلايا الحية.
إنّ عنصر الكالسيوم هو أكثر المعادن وجوداً في جسم الإنسان، حيث يشكل الكالسيوم من 1.5% إلى 2% من وزن الجسم، كما يشكل ما نسبته 39% من المعادن الموجودة في الجسم؛ حيث تتركّز حوالي 99% من هذه الكميّة في العظام و الأسنان، وتوجد نسبة 1% المتبقية في الدم وخلايا الجسم، حيث تقوم بوظائف أيضيّة هامة، ويكون تركيز الكالسيوم في بلازما الدم مضبوطاً بشكل دقيق ما بين 8.8 ملغ/ دسل إلى 10.8 ملغ/ دسل.
الاحتياجات اليومية من الكالسيوم حسب الفئة العمرية (DRI)
يمثل الجدول الآتي الاحتياجات اليوميّة من الكالسيوم بحسب الفئة العمرية:
الفئة العمرية | الاحتياجات اليومية (ملغاليوم) |
---|---|
الرضع 0-6 أشهر | 200 |
الرضع 7-12 شهر | 260 |
الأطفال 1-3 سنوات | 700 |
الأطفال 4-8 سنوات | 1000 |
9-18 سنة | 1300 |
19-50 سنة | 1000 |
70 سنة فأكثر | 1200 |
الحامل والمرضع 14-18 سنة | 1300 |
الحامل والمرضع 19-50 سنة | 1000 |
أعراض نقص الكالسيوم
- إنّ عدم تناول كميّات كافيةٍ من الكالسيوم أثناء النمو يمنع وصول العظام إلى الكثافة والكتلة المثلى، والتي تقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام في السنوات العمرية اللاحقة.
- لا يسبب نقص الكالسيوم في الحمية أعراضاً ظاهرة كالألم، حيث يستمر هرمون الغدة الجار درقية في سحب الكالسيوم من العظام إلى الدم، وبالتالي يحافظ على نسبة ثابتة للكالسيوم في الدم فلا يظهر نقصه في التحاليل أيضاً، ويسبب ذلك نقصاً في كتلة العظم، والذي يؤدي مع مرور الوقت إلى مرض هشاشة العظام.
- نقص الكالسيوم مع نقص فيتامين د يسبب تليّن العظام، وفي الأطفال يسمى هذا التلين بالكساح ويرافقه تأخر في النمو.
- يرفع نقص الكالسيوم خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل: سرطان القولون، وارتفاع ضغط الدم.
وظائف الكالسيوم في الجسم
- يعد الكالسيوم عنصراً أساسياً لبناء العظام والأسنان، حيث إنّ تناول كميّات كافية من الكالسيوم في سنوات ما قبل البلوغ وسنوات المراهقة يعتبر أساسياً للنمو السليم للعظام، ويعتبر نمو العظام في هذه المراحل مهمّاً بشكلٍ خاصٍّ للفتيات، حيث يشكل عاملاً للوقاية من هشاشة العظام والكسور بعد سن اليأس.
- بعد سن اليأس، يعمل تناول كميات كافية من الكالسيوم على المحافظة على صحة العظام، حيث يمنع هرمون الغدة الجار درقية من سحب الكالسيوم من العظام إلى الدم، الأمر الذي يحدث بعد تقدم العمر بسبب نقص الكالسيوم في الحمية الغذائيّة، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- له دور في وظائف النقل في أغشية الخلايا، وفي نقل الأيونات بين أغشية عضيات الخلية.،
- له دور أساسيّ في تنظيم ضربات القلب، حيث إنّ ارتفاع الكالسيوم في الدم لمستوى معيّن قد يسبب فشلاً في عمل القلب أو في التنفس.،
- يعدّ الكالسيوم ضروريّاً في انقباض عضلات الجسم الإراديّة، وفي حال نقص كالسيوم الدم عن نسبه الطبيعيّة، فإنّ ذلك يؤدي إلى حالة من نوبات الانقباضات غير الإرادية في عضلات الجسم، والتي تعرف بتكزز العضلات.،
- تنظيم انتقال النبضات العصبيّة، حيث إنّ الكالسيوم ينظم إفراز النواقل العصبية في الروابط المشبكية في الأعصاب.،
- له دور في تكوين خثرة الدم، حيث إنّ الكالسيوم يحفّز إفراز الثرومبوبلاستين من الصفائح الدموية، كما أنّه يعمل على تحويل البروثرومبين إلى ثرومبين، الأمر الذي يساعد في عملية تبلمر الفيبرينوجين إلى الفيبرين وفي المرحلة الأخيرة من تكوّن الخثرة.،
- يدخل الكالسيوم في عمليّة تنشيط عمل إنزيمات عديدة؛ مثل: إنزيم الليباز الذي يفرزه البنكرياس لهضم الدّهون.
- يلعب الكالسيوم دوراً هاماً في إبقاء ضغط الدم طبيعياً، ويعمل تناول كميات كافية منه على الوقاية من الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- تقترح بعض الدراسات علاقة للكالسيوم في الوقاية من ارتفاع الكولسيترول، السكري، وسرطان القولون.
- يساهم الكالسيوم في التركيب البروتيني للحمضين النوويين DNA وRNA، حيث إنّ تركيزه يحدد تنشيط أو تثبيط تكونهما.
امتصاص الكالسيوم
يختلف امتصاص الكالسيوم حسب العمر والاحتياجات الفسيولوجية للجسم، حيث يقوم جسم الشخص البالغ السليم بامتصاص ما معدله 25%- 30% من الكالسيوم المتناول، وهناك عوامل عديدة ترفع من امتصاص الكالسيوم، حيث يعمل الوسط الحامضي في المعدة على إبقاء الكالسيوم ذائباً وقابلاً للامتصاص، كما يمثل الفيتامين د أحد أهم العوامل اللازمة لامتصاص الكالسيوم، حيث يعمل على تكوين البروتين الذي يرتبط مع الكالسيوم ويقوم بحمله وامتصاصه إلى الدم، ويحصل امتصاص الكالسيوم في جميع أجزاء الأمعاء الدقيقة، إلا أنّ الامتصاص يكون أسرع في الإثني عشر بسبب الوسط الحامضي، ثم يصبح أبطأ في الأجزاء السفلية بسبب الوسط القاعدي، ولكن الكميّة المُمتصّة في الأجزاء السفلية تكون أعلى.،
ويرتفع امتصاص الكالسيوم بزيادة الحاجة الفسيولوجية في الجسم، حيث يقوم الجسم بزيادة تكوين البروتين الرابط للكالسيوم، ويكون ذلك واضحاً في سنوات النمو، حيث ترتفع نسبة امتصاصه إلى 50%- 60% وفي الحمل والرّضاعة إلى 50%، كما ترتفع نسبة الامتصاص في حال عدم تناول الكميّات الموصى بها يوميّاً من الكالسيوم، وتقلّ نسبة امتصاصه إلى 25% بعد النمو وبطء أو توقف نمو العظام، بينما يقلّ امتصاصه عند كبار السن وخاصة في النساء بعد سن اليأس.،
وفي المقابل، فإنّ نقص فيتامين د يعيق امتصاص الكالسيوم، كما تقوم الألياف الغذائية، وحمض الأوكساليك الموجود بكميّاتٍ مختلفةٍ في الخضار الورقية، وحمض الفيتيك الموجود في الحبوب الكاملة بالارتباط بالكالسيوم وتضعف امتصاصه، ولكن تبقى المصادر الغذائيّة العالية بالألياف والحبوب الكاملة مواد غذائية ذات أهميّة تغذويّة عالية، إلا أنّها لا تعتبر مصادر جيّدة للكالسيوم، كما أنّ الحالات الصحيّة التي تقلل من امتصاص الدهون تقلّل كذلك من امتصاص الكالسيوم، بسبب ارتباط الأحماض الدهنية بالكالسيوم، وخروجه مع البراز.
المصادر الغذائية للكالسيوم
- الحليب ومنتجاته، مثل: اللبن واللبنة والأجبان، وتمثل هذه المجموعة المصدر الأعلى والأساسي للكالسيوم، حيث يجب على الشخص تناول ثلاث حصص من هذه المجموعة يوميّاً ليحصل على كفايته من الكالسيوم.
- بعض الخضروات؛ مثل: البقدونس، والبقلة، والبروكلي، والخردل الأخضر، واللفت الأخضر، والكرنب.
- بعض أنواع الطّحالب البحرية المستعملة في الطبخ الياباني.
- بعض الخضروات الورقية الخضراء، مثل: السبانخ، والشمندر الأخضر، وتحتوي هذه الخضراوات على كميّات عالية من الكالسيوم، إلا أنها تحتوي أيضاً على مواد تمنع امتصاصه (حمض الأوكساليك)، وبالتالي لا تعتبر مصدراً جيّداً له.
- بعض أنواع المكسرات مثل: اللوز، وبعض أنواع البذور مثل السمسم: كالمكسرات.
- العصائر المدعمة بالكالسيوم، مثل: عصير البرتقال الطبيعي الجاهز المدعم بالكالسيوم.
- المحار والأسماك التي تؤكل بعظمها مثل: (سمك السردين، وسمك السلمون المعلب).ط”
- يحتوي الخبز على كميّاتٍ بسيطةٍ من الكالسيوم، ولكن تناوله بكثرة يجعل منه مصدراً جيداً للكالسيوم.
علاج نقص الكالسيوم
إنّ الوقاية من نقص الكالسيوم عن طريق تناول كميّات كافية منه منذ الطفولة يقي من مشاكل نقصه التي قد لا تعوض بالعلاج، ويتم علاج نقص الكالسيوم عن طريق زيادة تناول مصادر الكالسيوم في الحمية الغذائية، وقد يصف الطبيب حبوبَ الكالسيوم للمريض بجرعات مختلفة حسب الحالة، كما قد يتم وصف فيتامين د مع التعرض لأشعة الشمس في حال رافق نقص الكالسيوم نقصٌ في الفيتامين “د”، لما له من دور هام في امتصاصه، ولا تؤخذ حبوب الكالسيوم أو الفيتامين د إلا بوصفة طبيب.
سُميّة الكالسيوم
إنّ تناول الكالسيوم بكميات عالية جداً، مثل تناول 2000 ملغ أو أكثر يومياً، خاصة لدى الأشخاص الذين ترتفع مستويات الفيتامين د لديهم قد يؤدي إلى حالات خطرة، مثل: التكلّس في الأنسجة اللينة مثل نسيج الكلى، كما أنّ تناول كميّات عالية من الكالسيوم قد يعيق امتصاص بعض المعادن الأخرى مثل: الحديد، والزنك، والمنجنيز، لذلك يجب المباعدة بين حبوب الكالسيوم وحبوب الحديد في حال أخذهما في مرحلة واحدة مثل الحمل، حيث ينصح بأخذ الكالسيوم مع الطعام والحديد على معدة فارغة إذا أمكن ذلك، كما أنّ تناول الكالسيوم بكميّات عالية قد يؤدي إلى الإمساك.