الجمال
الجمال وماهيته تشغل تفكير الكثيرين من جميع الفئات والأعمار، وفي المجتمعات المختلفة، وهي حاجة فطرية تبحث عنها المرأة بشكلٍ خاص وتسعى للوصول إلى أسمى درجاتها، وذلك في سبيل الوصول إلى الراحة النفسية والاطمئنان.
الجمال هو قيمة مرتبطة بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجابي نحو الأشياء، فهو الحسن والنضرة والكمال، بما يتناسب فعلياً مع قيمة الشيء وحسنه، ومن الأحاديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله جميلٌ يحبّ الجمال”، والجمال في الغالب الأعم ليس له مقياسٌ واضح، أو ميزانٌ دقيق، فهو مسألةٌ نسبية، يختلف في تقديره والحكم عليها البشر، فعلى سبيل المثال: من يرى أن المرأة السمراء أجمل نساء الأرض، على عكس البقية التي ترى أن المرأة البيضاء هي المرأة الأجمل.
أهمية الجمال
الجمال ميزة ربانية، وضعها في خلقه، وميز كل فرد بميزة جمالية خاصة، إما ظاهرة أو باطنة، فمنهم ما هو جميل الخِلقة حسن المظهر، لطيف الملامح، ومنهم من هو صاحب الروح المرحة، والقلوب الطيبة الجميلة، ولم يخلق الله الجمال عبثاً إن كان في البشر أو في الطبيعة، وإنما هدف إلى لفت انتباه الناس إلى عجيب صنعه، وإبداع خلقه، والتأمل في إعجاز هذا الجمال للوصول إلى الإيمان بالله واليقين بوجوده، والتسليم لعظيم إبداعه.
مقومات الجمال
هنالك شروط متضمنة في الشيء حتى نصل إلى إطلاق لفظة الجمال عليه، ومن هذه المقومات:
- السلامة من العيوب: فمن الجمال أن يكون الشيء مكتملاً لا عيب ولا انتقاص فيه، ولا خلل، فعلى سبيل المثال السماء فوقنا جميلة سليمة من العيوب التي قد تكون في انشقاقها، أو وجود ثغرات فيها.
- التنظيم والتناسب والتناسق: فمن عظيم خلق الله وإبداعه أن خلق كلّ شيءٍ بقدر، فكل مخلوق في هذا الكون جعل الله فيه التناسب في الشكل واللون والطول والعرض، والحركة والصوت، وقد نلحظ أي تغييرٍ قد يتغير على الخلقة الأصلية، فترفضه العين، وتشمئز منه النفس، وأبسط مثالٍ على ذلك الإنسان الذي هو قطعة متناسقة متناسبة في الخلق، فشكله متناسب مع روحه، متناسق مع أعضائه.
أنواع الجمال
خلق الجمال مختلفاً يحمل أنواعاً عديدة، ليجعل الإنسان دائماً يتفكر، ويتقرب إلى الله تعالى، فجعل الجمال في هيئات مختلفة، ومن هذه الأنواع:
- الجمال الحسي: وهو الجمال الذي ندركه بالعقل والقلب مع القدرة على لمسه، فهو متأصلٌ في أشكال الأشخاص، ومتواجدٌ في تعاقب الليل والنهار وما فيهما من شمس وقمر ونجوم، ومتضمنٌ في الطبيعة وما فيها من زروع وأشجار وورود.
- الجمال المعنوي: وهو الجمال الذي لا يدرك إلا بالعقل والفكر والبصيرة المتفتحة، وهو يتمثل في الأقوال والأفعال، فجمال الكلام يكمن في القول الحسن، والكلمة الطيبة، وما تحمله الألفاظ من معاني ودلالات جميلة ومحببة إلى القلوب والعقول، أما جمال الأفعال فهو قرين الأقوال، فلا يثبت القول إلا بالفعل الطيب الراقي، وأجمل الكلام النطق بالشهادتين، وخير الأفعال العمل الصالح.
مجالات وميادين الجمال
فالجمال لا يقتصر على الإنسان وحده، وإنما جاء في كثير من الصور الكونية منه:
- الطبيعة: فكل ما في الطبيعة مثالٌ كاملٌ للحديث عن الجمال وتكوينه وكماله.
- الإنسان: الإنسان بجميع تكوينه ميدانٌ كامل للجمال، فمراحل تطور الإنسان، أو صفاته الخلقية والخلقية، أهم النقاط التي تشرح ماهية الجمال.
- الفن: فالفن هو الجمال الصناعي الذي سخره الله لعباده، لكي يبدع فيه ويسقط كل ما في نفسه من جمال عليه، مثل الرسم، وفن الخطوط، والعمارة والبناء.