إن الأنف ليس حاسة للشم فقط، بل هو مجرى ضروري للتنفس السليم حيث يحتوي شعيرات صغيرة تقوم بتنقية الهواء أثناء عملية الشهيق قبل دفعه إلى الرئتين، و لحاسة الشم أهمية كبرى لأنها تتفوق على حاسة التذوق، فالإنسان يتعرف على الطعام بالرائحة قبل المذاق، والمصاب بالزكام لا يستطيع ان يشم، ولا يتعرف على الأشياء.
والأنف عبارة عن جزء غضروفي وجزء عظمي حيث ينقسم تجويف الأنف الداخلي إلى قسمين مفصولين بواسطة حاجز عظمي، ويبدأ الأنف من الأمام بفتحتين تنفسيتين، وينتهي بفتحتين تنتهيان في البلعوم، يبطن تجويف الأنف غشاء مخاطي، به عدد ضخم من الشعيرات الدموية والغدد المخاطية، وهي تستخدم في إفراز المادة المخاطية العاملة على ترطيب الهواء الداخل إلى الأنف خلال عملية الشهيق.
و الحاجز الأنفي يعتبر كجدار فاصل بين شقي الأنف، وهو عمودي، ويتركب من الأنسجة الغضروفية، ويقع في المنتصف تماماً، إلى أن أغلب الناس يعانون من ميل الحاجز الأنفي إلى جهة معينة، فيعانون من انسداد إحدى فتحتي الأنف، وصعوبة في التنفس السليم و الضيق، كما أن وجود الحاجز الأنفي مائلاً يتسبب في دخول هواء ملوث إلى الرئتين وحدوث التهابات، مما يضاعف من أضرار ميل الحاجز الأنفي.
والسبب في ميل الحاجز الأنفي أحياناً يكون غير معروف، وربما السبب قد يكون في الامتداد، أو النمو المفرط للخلايا الغضروفية التي يتكون منها الحاجز ، أو تنمو الخلايا العظمية، فتسبب بروز في الحاجز مائل لجهة يمنى أو يسرى من الأنف.
وقد يكون نتيجة عيب خَلقي، أو تعرض المصاب بضربة على أنفه أدّت لنمو خلايا جديدة لتعدل الأنف لكنها نمت بشكل مفرط ومائل، أو تعاطى الكوكايين بشكل مزمن، ومن مصاب لآخر يختلف السبب، في حين يكون مجهولاً عند كثير من المصابين.
وفي الغالب لا أحد يعاني من أضرار ميل الحاجز الأنفي، لكن هناك من يشعرون بضيق في التنفس، وانسداد إحدى الفتحتين، وعدم الشم بصورة سليمة، أو انعدام حالة الشم تماماً، ونزيف متكرر بالأنف، ونوبات صداع، أو عدوى مستمرة بالجيوب الأنفية.
وفي حال عانيت من الضيق يجب عليك أن تتوجه إلى طبيب مختص في الأنف والأذن و الحنجرة، لفحص التجاويف الأنفية، فإذا وجد ميل في الحاجز الأنفي، فقد يقرر إجراء عملية جراحية بسيطة لتعديله وتقويمه، وتقوم العملية على تعديل التشوه في الحاجز، ولا علاجات تقوم بذلك غير “عملية تعديل الحاجز الأنفي”.
وهذه العملية بسيطة، ومصنفة تحت اسم “عمليات اليوم الواحد” حيث أن إجراؤها لا يستغرق أكثر من ساعة واحدة، والتخدير فيها إما أن يكون تخديرًا كاملًا أو تخديرًا موضعيًا.
وتبدأ العملية بعمل فتحة صغيرة بالأنف لفصل الجدار المخاطي المغلف لحاجز الأنف، ثم يقوم ببرد الجزء الزائد والمائل حتى يصبح مستفيمًا، ثم يقوم بإرجاع الطبقة المخاطية، أو يقوم بتخييطها، ثم يضع حشوات يسمح للمريض التنفس من خلالها، ودعامة للحاجز الأنفي وللأنف نفسه.
وعادة لا توجد آثار في هذه العملية، لأنها بسيطة جداً، وفي أندر الحالات قد يحصل نزيف أو ثقب في الحاجز الأنفي، وتتم معالجته.