تقويم الأسنان
يُعرّف تقويم الأسنان على أنه العملية التي يتم فيها استخدام بعض الأجهزة التي تعمل على تعديل ترتيب الأسنان والعظم الذي يوجد أسفل منها، ولتقويم الأسنان فوائد عديدةٌ، ومن أهمها تعديل وتصحيح تزاحم الأسنان وجعلها مستويةً، بالإضافة إلى تصحيح إطباق الأسنان الأمامية والخلفية، وتحسين المظهر من خلال تحسين الابتسامة، وكذلك تقليل فرص تعرض الأسنان البارزة للأذى، وتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الأحيان التي يكون فيها خلل في إطباق الأسنان، فإنّ هذا الخلل يؤدي إلى وضع شدٍّ زائدٍ على عضلات الفك، وفي حال تصحيح هذا الخلل عن طريق تقويم الأسنان، فإن ذلك يخفف من الشد والضغط الواقع على عضلات الفكين.
ما بعد تقويم الأسنان
بعد الانتهاء من فترة العلاج التقويمي للأسنان يقوم طبيب الأسنان بإزالة الدعامات الموضوعة على أسطح الأسنان وتنظيف الأسنان، بالإضافة لأخذ طبعاتٍ للأسنان لمعرفة الترتيب الجديد لها، كما يقوم الطبيب بصنع المثبات التقويمي (بالإنجليزية: Retainer) المحافظ على الأسنان، حيث يقوم هذا المثبات التقويمي بالمحافظة على مواقع الأسنان الجديدة، ويمنعها من التحرك، لأن الأسنان بعد الانتهاء مباشرةً من تقويمها لا تكون ثابتةً بشكلٍ جيدٍ في أماكنها، فلا بد من ثبيتها في أماكنها حتى يتكيف العظم واللثة مع المواقع الجديدة للأسنان، وهناك أنواعٌ من المثبات التقويمي، فمنها المتحرك ومنها الثابت، وعادةً ما يتم استخدام المثبات التقويمي بعد التقويم لمدةٍ مساويةٍ لمدة المعالجة التقويمية، ولا بد من التنويه إلى أنّ خطر تحرك الأسنان أو رجوعها إلى أماكنها السابقة يكون أكبر ما يمكن في الشهر الأول بعد إزالة جهاز التقويم في عمليةٍ تُعرف بالانتكاس.
ويُعرّف الانتكاس (بالإنجليزية: Relapse) على أنه عملية رجوع الأسنان بعد إجراء التقويم إلى إطباقها السابق قبل التقويم، أو تحركها من مكانها إلى موضعٍ آخر، وقد يحدث الانتكاس نتيجة التقدم في العمر. ولأنّ أطباء التقويم لا يستطيعون التنبؤ بحدوث الانتكاس أو مدى تطوره على المدى البعيد؛ فإنهم يعالجون جميع المرضى على أنّ لديهم قابلية كبيرة لحدوث الانتكاس بعد تقويم أسنانهم، ويجدر بالذكر أنّ الانتكاس يحدث بوجود عوامل تجعل الأسنان أكثر ميولاً للعودة إلى أماكنها السابقة، ومنها عوامل تتعلق باللثة، ودواعم السن، والإطباق، وكذلك النمو.
الحالات المناسبة لتقويم الأسنان
من الممكن البدء بتقويم الأسنان في أي عمرٍ كان، بالاعتماد على حقيقةٍ مفادها أنّ الأسنان يمكن تحريكها بغض النظر عن عمر الشخص، ولكن عادةً ما يتم البدء بتقويم الأسنان بعد ظهور الأسنان الدائمة، أي في عمر الثانية عشرة تقريباً، مع العلم أنه يمكن البدء بتقويم الأسنان قبل هذا العمر، أي قبل ظهور جميع الأسنان الدائمة، ويُسمّى هذا النوع من المعالجة التقويمية تقويم الأسنان المعترض (بالإنجليزية: Interceptive Orthodontics)، وقبل البدء بالمعالجة التقويمية لا بد من معرفة عدد الأسنان الدائمة الموجودة، والانتباه لنمو الفك والوجه في حال الأشخاص الذين ما زالوا في طور النمو، وكذلك لا بد للشخص من اتباع قواعد صحة ونظافة الفم والأسنان، لأنّ تقويم الأسنان يزيد من خطورة حدوث تسوس الأسنان.
أنواع التقويم
هناك العديد من أنواع تقويم الأسنان في الوقت الحاضر، منها مشابك الأسنان (بالإنجليزية: Braces) ومِترسة الرأس (بالإنجليزية: Headgear) والأجهزة التقويمية المتحركة، والمثبات التقويمي، والجراحة التقويمية، ويقوم الطبيب باختيار واحدةٍ من هذه الطرق أو قد يجمع بينها بالاعتماد على إطباق المريض، إلا أنّ مشابك الأسنان لا تزال أكثر أنواع التقويم شيوعاً واستخداماً في الأطفال، حيث تعمل المشابك على إحداث قوة ضغطٍ على الأسنان والفك لتحريكهما في الاتجاه المرغوب، وهناك أنواعٌ مختلفة منها، فمنها المصنوعة من الاستانلس ستيل (بالإنجليزية: Stainless steel)، ومنها البلاستيكية، والخزفية، وهناك أنواعٌ جديدةٌ من التقويم تقوم على استخدام قوالب شفافةٍ تُصنع خصيصاً لكل شخص، وتقوم هذه القوالب على إحداث قوة ضغطٍ على الأسنان عند وضعها مما يؤدي إلى تحريك الأسنان، ولكنها تعد ذات تكلفةٍ ماليةٍ أكبر من الطرق التقليدية وتُستخدم في الحالات التي لا تحتاج إلى إصلاحٍ تقويميّ بسيط.
العناية بالأسنان خلال فترة تقويمها
لا بدّ من الاهتمام بالأسنان والعناية بها خصوصاً في حال تقويم الأسنان، وللعناية بها لا بد من اتباع الأمور الآتية:
- تفريش الأسنان والتنظيف بينها باستخدام خيط الأسنان، ولا بد من الاهتمام بشكلٍ كبيرٍ في نظافة الأسنان لأنّ الدعامات والأسلاك المستخدمة في تقويم الأسنان تجعل تراكم البلاك (بالإنجليزية: Plaque) عليها سهلاً، وفي حال لم تتم إزالة هذا البلاك فإنّه من المحتمل ظهور بقع صفراء وبنية اللون على الأسنان، ولا بد من استخدام فرشاة أسنان ناعمة لتنظيف الأسنان بالإضافة لاستخدام الفرشاة المخصصة لتفريش التقويم والمعروفة بــ Proxabrush.
- تقطيع الطعام إلى قطعٍ صغيرةٍ عند تناوله، وهناك أطعمةٌ لا بد من الابتعاد عن تناولها لأنّ من شأنها أن تُسبّب الضرر للدعامات التقويمية، ومن الأمثلة عليها: الأطعمة القاسية وصعبة القضم مثل التفاح، والمكسرات، والجزر، والأطعمة اللزجة مثل الكراميل.
- تنظيف المثبات التقويمي باستخدام فرشاة الأسنان ومن غير معجون الأسنان مرةً في اليوم أو على الأقل مرةً أسبوعياً، وكذلك يجب نقعه بمنظف الأطقم أسبوعياً.
- لبس الأجهزة الواقية للأسنان أثناء ممارسة الرياضة، وتُصمّم الأجهزة الواقية لكل شخصٍ بشكلٍ خاص وتصنع من البلاستيك.