منّ الله عزّ وجل على الإنسان بالكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومن هذه النعم نعمة وجود الأسنان في فمه؛ فالأسنان هي ما يكمل جمال وجه الإنسان، وهي سرّ الابتسامة الجميلة، وبالإضافة إلى الفوائد الجمالية فهنالك فوائد أخرى وأهمّها أنّ الأسنان هي وسيلة تقطيع ومضغ الطعام، كما أنّها تساعد الإنسان على نطق الأحرف والكلمات بشكل صحيح، فلا يشعر بقيمة هذه النعمة العظيمة إلّا من فقدها.
ويمكن تعريف الأسنان على أنّها تراكيب تشبه العظام إلى حد ما في تركيبها، وتمتلك جذوراً متينة مزروعةً داخل الفكّين، وتكون السن مجوّفة من الداخل؛ بحيث يدعى هذا التجويف لب السن، والّذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية، ويكون هذا التجويف محاطاً بالعاج الّذي تحيط به المينا في المنطقة البارزة من السن، والتي تدعى التاج، بينما في المنطقة المغروسة من السن والّتي تدعى الجذر فإنّ العاج يكون محاطاً بما يسمّى الملاط السني، وترتبط الأسنان جميعها بالفكّين العلوي والسفلي.
ولكن في بعض الأحيان قد يواجه الإنسان العديد من المشاكل في أسنانه، منها ما له علاقة بتركيب السن نفسه، ومنها ما له علاقة بالشكل والهيئة الّتي توجد عليها الأسنان في الفم، فوجود أيّ خلل في شكل الأسنان يؤثّر على جمالية وجه الإنسان، ومن أبرز هذه المشاكل هي: سوء إطباق الفكين؛ بحيث إنّ الفكّين لا ينطبقان على بعضهما بسبب بروز في أحدهما، وبالتالي بروز الأسنان معه إلى الخارج، مما يجعل منظر الشخص غير مرغوب فيه.
أسباب عدم انطباق الفكين
- عدم وجود تناسق وترتيب بين حجم الأسنان وحجم الفك؛ بحيث تكون الأسنان أكبر أو أصغر من حجم الفك.
- حدوث زيادة في عدد الأسنان أو نقصانها.
- قد يكون السبب أمراً وراثياً.
- التعرّض لعوامل خارجية معينة تؤثر على الأسنان في مرحلة الطفولة، أو عندما كان الإنسان جنيناً.
- ممارسة بعض العادات السيئة التي من شأنها التأثير على شكل الأسنان، مثل مص الأصابع.
- اقتلاع الأسنان اللبنية إمّا في مرحلة مبكّرة أو مرحلة متأخرة.
- في كثير من الأحيان قد تنتج عواقب وخيمة جراء عدم انطباق الأسنان والتي تؤثّر على صحة الأسنان نفسها.
عواقب عدم انطباق الأسنان
- إصابة الأسنان بالتسوّس.
- نشوء أمراض حول الأسنان.
- تصبح الأسنان معرّضة للكسر.
- حدوث مشاكل في عمليّة مضغ الطعام.
- حدوث مشاكل في النطق والكلام.
- قد يحدث طمر للأسنان.
- قد يؤدّي ذلك إلى حدوث مشاكل في مفصل الفك.
- التأثير السلبي على نفسيّة الإنسان.
ولما لسوء انطباق الفكّين من عواقب وخيمة، يلجأ الكثير من الناس إلى حل هذه المشكلة بواسطة تركيب ما يسمّى “تقويم الأسنان”. وتقويم الأسنان بشكل عام هو فرع من فروع الطب البشري، والّذي يُعنى بجمال الأسنان والفكين، وهو مختلف عن طب الأسنان؛ بحيث إنّ طبيب الأسنان يمكنه معالجة التسوس، بينما الطبيب المختص بجراحة الفم والتقويم هو المسؤول عن تصحيح شكل الأسنان من خلال تركيب ما يسمّى تقويم الأسنان للشخص الّذي يعاني من هذه المشكلة.
لكن قبل تركيب التقويم، فإنّ الطبيب يقوم بعدّة فحوصات وصور أشعة ليتمكّن من إجراء الخطوات المناسبة لتركيبه. وتقويم الأسنان هو عبارة عن أداة قد تكون مصنوعة من البلاستيك أو السيراميك أو الستانلس ستيل أو قد تكون شفّافة ولا يمكن رؤيتها من قبل الآخرين، يتمّ وضعها فوق الأسنان من الأمام والخلف بحيث تعمل على الضغط عليها لتعديل اعوجاجها والتخفيف من بروزها، وبالتالي جعل الأسنان جميعها في المستوى نفسه.
وللحصول على النتائج المرجوّة من التقويم، فإنّه لا بدّ أن يستمر وضعه على الأسنان لمدّة تتراوح من سنتين إلى ثلاث سنوات، وذلك ليؤمن للسنّ الفترة الكافية حتى يهيئ عظاماً جديدة من شأنها أن تدعمه وتثبّته في مكانه الجديد.