كيفية علاج تعرق اليدين والرجلين

مقدمة

إن تعرّق اليدين والقدمين مشكلة تؤرّق العديد من الناس، فهي عادة ما تسبب الانزعاج والإحراج وقد تؤدّي إلى إضعاف ثقة الإنسان بنفسه وتجعله يتجنب الآخرين، وعادة فإن مشكلة تعرق اليدين تبدأ بالظهور في سن الحادية عشر وقد تستمر مع الإنسان مدى حياته مما يتطلب المتابعة المستمرة والدائمة من الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة، وفي هذا الموضوع نتطرق لأسباب مشكلة تعرق اليدين والقدمين وطرق التخلص منها.

الأسباب

بالرغم من أسباب التعرق الزائد لليدين والقدمين ما زال محط خلاف لدى الكثير من الأطباء والباحثين، إلا أن الأغلب يرجعونه إلى النشاط الزائد للغدد والأعصاب المرتبطة بها، مما يجعل الخلايا والمسامات المسؤولة عن التعرق والموجودة في اليدين أو القدمين تفرز العرق بكميات أكثر من الكمية اللازمة وحتى دون الحاجة إلى ذلك، وبرغم من أن التعرق وظيفة طبيعية في جسم الإنسان إلّا أنّه وفي هذه الحالة يقوم الجسم بإفراز كميات زائدة من العرق وبطريقة غير مبررة، ومن الجدير بالذكر هنا أن جسم الإنسان يحتوي على الملايين من مسامات التعرق والتي يتواجد ما يقارب النصف منها في اليدين، وهنا بعض الأسباب التي قد تكون السبب وراء إفراز العرق الزائد في اليدين والقدمين:

  • في الحالات الطبيعية وعندما يرهق الجسم نتيجة النشاطات المختلفة أو الحرارة الشديدة أو حتى التوتر فإنّ المسامات المسؤولة عن إفراز العرق تقوم بإفراز كمية من العرق بغرض تبريد الجسم وإعادة درجة حرارته إلى ما كانت عليه، ولكن أجسام الأشخاص الذين يعانون من التعرق الزائد لليدين والقدمين تقوم بإفراز العرق دون الحاجة إلى تبريد الجسم، أي دون قيام الشخص بأي نشاط يزيد من درجة حرارة الجسم. وفي الواقع فإنّ الأمر يزداد سوءاً لدى هؤلاء الأشخاص عند القيام بمجهود ما.
  • يمكن أن ترجع حالة التعرق الزائد لليدين والقدمين لأسباب نفسية، فحين يشعر الإنسان بالتوتر تزيد هذه المسامات من إفراز العرق وبالرغم من أن العامل النفسي يؤثرّ على زيادة المشكلة سوءاً إلّا أن الأسباب الرئيسية لهذه الحالة هي أسباب جسدية بالدرجة الأولى وليست نفسية.
  • عادة ما تعود الأسباب وراء فرط تعرق اليدين أو القدمين إلى العوامل الوراثية، وفي معظم الحالات فإنّ تعرق اليدين والقدمين لا يكون مرتبطاً بمرض معين.
  • إنّ السبب الرئيسي لزيادة تعرق اليدين أو القدمين يكمن في النشاط الزائد للغدة الدرقية، وقد تكون زيادة التعرق ناتجة عن أمراض مرتبطة بالغدة الدرقية أو الغدد الصماء.
  • يمكن لتناول بعض أنواع الأدوية أن يزيد الأمور سوءاً خصوصاً تلك الأدوية التي قد ترفع من درجة حرارة الجسم لأنها تحفز المسامات المسؤولة عن إفراز العرق على تبريد الجسم، كما أنّ الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي أو مرض السكر أو أمراض الجهاز العصبي أو الأمراض التي تسبب ارتفاعاً في درجة الحرارة كلها تؤدّي إلى زيادة نشاط الغدد والمسامات المسؤولة عن العرق.
  • إنّ انقطاع الدورة الشهرية لدى المرأة يمكن أن يؤدي إلى إصابتها بهذه الحالة من التعرق الدائم.
  • إنّ إدمان الكحول والمخدرات يزيد من إفراز اليدين والقدمين للعرق بشكل كبير.

العلاج

تتعدد طرق ووسائل علاج تعرق اليدين وذلك لأنه لم ليس هناك سبب واحد فقط للتعرق الزائد، وعادة ما يتم علاج حالات التعرق الزائد وفقاً للسبب الذي يعتقد الطبيب أنه وراء هذا التعرق المفرط، فيمكن أن يتم العلاج عن طريق:

  • العلاج النفسي.
  • العلاجات الموضعية.
  • الحقن التي يتم حقنها عبر الوريد.
  • العلاج الإشعاعي.

خطوات للتقليل من التعرّق

هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للتخلص من التعرق الزائد والتعايش معه وهي:

  • غسل اليدين والقدمين: من المهم لمن يعاني من مشكلة التعرق الزائد أن يتابع غسل يديه وقدميه باستمرار ثم تجفيفهم جيداً، ويفضل أن لا يتم استخدام الصابون إلاّ عند الحاجة لذلك، أي قبل الوجبات أو بعد استخدام الحمام، ويفضل أن يُبقي المريض معه معقماً لليدين بحيث يحتوي على الكحول وذلك في حال لم يكن ممكناً الوصول للماء كأن يكون المريض خارج المنزل.
  • المناديل: يستحسن أن يبقي المريض مناديلاً ورقية أو قطنية في جيبه دائماً سواء كان خارج المنزل أو داخله، ليتم استخدامها قبل مصافحة الآخرين وذلك لتجنب الإحراج لكلا الطرفين.
  • التبريد: إذا كنت تعاني من مشكلة التعرق الزائد فقد تلاحظ أن كمية العرق تزداد عندما تبذل مجهوداً معيناً لذلك يستحسن أن تُبقي يديك باردتين عن طريق تعريضهما لمصدر للهواء البارد كالمكيف أو المروحة، فهذا يخفف من كمية العرق الناتجة.
  • راقب الأوقات التي يزداد في تعرق اليدين أو القدمين، وتتبع نمط غذائك فالطعام الحار عادة ما يزيد الأمر سوءاً لذلك حاول تجنب الأطعمة الحارة.
  • قم بتغيير جواربك مرتين في اليوم على الأقل فتعرق القدمين يزيد من احتمالية إصابة القدم بالفطريات أو بأمراض جلدية مختلفة، لذلك قم بتغيير الجوارب وغسل القدمين جيداً وتجفيفهما ثم ارتداء جوارب قطنية نظيفة.
  • تجنب ارتداء الأحذية الرياضية أو تلك الشتوية، فهذان النوعان من الأحذية يزيدان من تعرق القدمين لأنهما لا يسمحان للقدم بالتنفس ولا يسمحان للحذاء بالتهوية اللازمة مما يبقي العرق في الحذاء، وتجنب استخدام نفس الحذ1ء لأيام متعددة، فبهذه الطريقة لن تسمح للحذاء بالجفاف والتعرض للتهوية الكافية، لذلك احرص على تهوية حذائك لمدة يوم على الأقل بعد ارتدائه لتجنب الرائحة الكريهة والفطريات الضارة.
  • استخدم البودرة الخاصة للقدمين بعد غسلهما وتجفيفهما جيداً فهي تساهم في تجفيف القدم والتخفيف من كمية العرق التي تفرزها المسامات في القدمين.
  • استخدم الكريمات المرطبة الخالية من الفازلين الذي يسبب زيادة كمية العرق.
  • قد تبدو ممارسة الرياضة خياراً غير محبب لدى الكثير ممن يعانون من هذه المشكلة لأنها تزيد من العرق المفرز خصوصاً في القدمين، ولكن في الحقيقة فإن ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي يمكن أن تخفف بشكل كبير هذه المشكلة على المدى البعيد.
  • من المفيد نقع اليدين في شاي بعد تركه يبرد وترك اليدين أو القدمين فيه لمدة 15 دقيقة، ويفضل تكرار هذه العملية لمدة ثلاث مرات في الأسبوع.
  • إنّ استخدام بودرة الأطفال على اليدين والقدمين بانتظام يساهم في تخفيف الرطوبة التي تنتجها المسامات، ويفضل استعمالها على مدار اليوم بعد غسل اليدين بالماء وتجفيفهما جيداً.
  • الحلول السابقة هي كلها أمور تساعدك على التعايش مع هذه المشكلة والتخفيف منها، ولكنها تتطلب منك المجهود والمتابعة المستمرة، ويفضل زيارة الطبيب لتشخيص السبب وتحديد الخيارات المتاحة للعلاج.

خاتمة

إن الأسباب التي تؤدّي إلى فرط تعرق اليدين والقدمين عديدة وتشمل: خلل في الغدد، عوامل وراثية، أسباب نفسية، الإجهاد البدني، تناول أدوية معينة، إدمان الكحول، انقطاع الدورة الشهرية، ويمكن علاجها بعدة طرق وفقاً لسبب الحالة، فقد يكون العلاج نفسياً أو عن طريق العلاجات الموضعية أو الحقن. ويمكن لمن يعانون من هذه الحالة أن يتعايشوا مع المشكلة باتباع الخطوات التي من الممكن أن تقلل منها على المدى البعيد كالمداومة على غسل اليدين وتجفيفهما، واستخدام المناديل وممارسة الرياضية، واستخدام بودرة الأطفال بشكل مستمر أو نقع اليدين في الشاي البارد والمداومة على استخدام الكريمات المرطبة التي لا تحتوي على الفازلين.