مقدمة
كثير من الشباب بات من الأساسي لديهم في حياتهم استخدام مثبت الشعر، للظهور بأحلى طلة وأزهى منظر بين زملائه وأصدقائه، فأصبحوا لا يستطيعون الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال، فقد انتشر بين المجتمعات وخاصة بين الشباب، حيث كان يستخدم منذ بضعة عقود من الزمن فقط في المناسبات والأفراح، أما وقد وصلت بنا الأيام لهذه اللحظات، فقد صار مستلزماٌ رئيسياٌ من لوازم الأناقة لكافة طبقات المجتمع، فماذا يكون “الجل”؟ وكيف يتم تصنيعه، وما القواعد المتبعة عند استخدامه؟
مثبت الشعر( الجل): مادة هلامية ليست صلبة ولا سائلة، أٌقرب إلى الشمعية، يستخدمها الأفراد للمساعدة على تصفيف الشعر بالطريقة والشكل المطلوبين، مكونة من عدة مواد كيماوية ومساحيق تساعد على تجفيف الشعر والحفاظ على لمعانه طوال اليوم.
وفي هذا المقال سنتوجه للمواد المكونة للجل وآلية صناعته، والقواعد المتبعة حين استخدامه، والأضرار الناتجة عن استخدامه، مروراٌ بجولة بسيطة بينه وبين المستحضرات الأخرى المستخدمة للشعر ونحاول المفاضلة فيما بينها، فالاعتناء بجمال وصحة الشعر من أهم الأمور الواجبة في الحياة.
المواد المكونة لمادة الجل
يتكون الجل من مجموعة من المواد الكيميائية المتحدة سويا مكونة مستحضر الجل، وتختلف هذه المواد فمنها من القواعد ومنها مركبات وكل منها يعتمد على المواد المحفزة له كي ينشط، وهذه المواد هي:
- الكاربوبل: يضاف للكربوبول حمض محفز، ويسخن على درجة حرارة تتراوح من 50 إلى 60 سْ فسرعان ما يتحول إلى مادة هلامية “الجل”، ومنه نوعان الغباري المستخدم في تكوين جل غير شفاف، وغير الغباري المستخدم في تحضير جل شفاف.
- ثراي إيثانول أمين: ويستخدم هذا النوع خصيصاٌ كي نحصل على مادة غير صلبة، حيث يتميز بقاعديته المنخفضة وله نسبة ذائبية مرتفعة جداٌ.
- بي-في-بي: هي مادة أقرب ما تكون إلى السكر، وهي مادة لاصقة تحتاج إلى مذيب، وتستخدم لتعطي ثبات للشعر، وكلما زادت نسبتها في الجل ارتفعت سرعة الجفاف.
- ايثانول: وهو المادة المثبتة لمادة “بي-في-بي” حيث يتم استخراجه من مصادر طبيعية ومصادر صناعية، ويمنع الإكثار من نسبته كي لا يؤدي لأمراض جلدية كالتقشر مثلاٌ.
- غليسرين: وهو مادة مرطبة لخصلات الشعر ومغذية لها، وتساعد في منع تكون الرسوب على الشعر.
- الفيتامينات: حيث يعطي تغذية جيدة لفروة الشعر ويمنحها الحيوية.
- اللون والرائحة: قد يستخدم بعض المختصون صبغات شفافة للجل، وهناك من يضيفون رائحة مخففة تدوم مع جفاف الجل، ولكنها ليست مكوناٌ أساسي من مكونات المستحضر.
طريقة وآلية التحضير
احضار عينة من الماء في وعاء بمقدار لتر واحد.
وزع لتر الماء على وعاءين، وأضف إلى الوعاء الأول 15 جم من “الكاربوبل” واتركه دون أن تحركه مع الماء، وأضف للوعاء الثاني من 30 إلى 40 جم من مادة “بي-في-بي” مع العلم أن هذه المادة هي أغلى المواد تكلفة، وفي حال التخفيف يقل تماسك الجل بالشعر وأما في حالة الزيادة فيعطي تماسكاٌ أكثر، الآن اترك الوعاءين لمدة يوم كامل.
بعد 24 ساعة نحضر الوعاء الأول ونضيف إليه 20 جم من مادة ” ثراي إيثانول أمين” وابدأ بالتحريك وسيتم تدريجياً تحول الماء والمادة الهلامية لجل.
أضف الوعاء الثاني إلى الوعاء الأول وأكمل عملية التحريك بشكل جيد جيداٌ، لضمان اختلاط المساحيق ببعضها البعض.
نقوم بإضافة اللون والرائحة المناسبين لرغبة الشخص، بمقدار 5 جم لكل منهما، ومن ثم التحريك جيداٌ.
عليك أن تقوم بإضافة المادة الحافظة، وهي تتراوح بنسب معينة من 5جم إلى 15 جم، حسب نوع المادة المضافة، ومن أشهر المواد الحافظة المستخدمة في تكوين الجل هي “بنزوات الصوديوم” وتضاف بمقدار 5 جم إلى لتر واحد من الماء.
الجل الطبيعي وكيفية تحضيره
وبالحديث عن تحضير الجل وآلية صنعه، لابد وأن نتعرف عن كيفية تحضير وصناعة الجل الطبيعي أو الأقرب إلى الصِّحي الذي لا يضر الشعر، وهو نوع من أنواع المستحضرات لا يستخدم في مكوناته المواد الكيماوية، ويتم تحضيره من مواد مستخلصة من الطبيعة، ويتم تحضيره كالتالي:
المواد المطلوبة
2 كوب من الماء، نصف ملعقة صغيرة من عسل، ثلث كوب من بذور الكتان، خمس قطرات من زيت القرنفل، خمس قطرات من الزيت المعطر، أما المادة الحافظة فهي عبارة عن ثلث كوب من حامض الستريك.
طريقة التحضير
- وضع بذور الكتان الذهبية في الماء وتركها 24 ساعة.
- تبديل الماء الذي نقعت فيه البذور، ثم وضعها وتسخينها على النار.
- يتم التحريك قليلاٌ إلى أن يصل السائل للغليان، ويتم مواصلة العملية على نار هادئة للوصول لسائل هلامي.
- عندما تطفو البذور على سطح الماء نطفئ النار ونقوم بنقل السائل الهلامي لوعاء آخر.
- بعد أن يبرد السائل نضيف إليه العسل والزيوت والمادة الحافظة.
- يتم تحريك السائل وخلط المواد جيدا، لضمان الحصول على مادة خالية من الشوائب والتكتلات.
- يتم حفظ الجل في الثلاجة وهي صالحة لمدة اسبوعين من الاستخدام، ويمكنك وضعها في الفريز إذا تم تحضير كمية كبيرة من الجل.
قواعد يجب اتباعها عند استخدام الجل
- الاختيار الأنسب لنوع الجل؛ فكل نوع من الشعر وله الجل الخاص به، ولا يستحسن استخدام أي نوع من انواع الجل فهناك الكثير من الأصناف فيجب مراعاة الدقة في الاختيار للحفاظ على سلامة الشعر.
- غسل الشعر بشكل ممتاز بالماء والصابون، ثم نقوم بتجفيف الشعر باستخدام المنشفة الخاصة بك، للحصول على شعر رطب.
- وضع كمية مناسبة من الجل على يدك وفركها جيداٌ، ثم نقوم بوضعها على الشعر ومراعاة وصل الجل لكافة مناطق الشعر في الرأس، والحرص على ألا يصل الجل إلى فروة الرأس فقد يلحق الضرر بالشعر.
- استخدام المشط وتصفيف الشعر بالشكل المطلوب حسب الرغبة، وتركه مدة بسيطة كي يجف.
- عدم التعرض لمناطق الغبار والأوساخ في حالة لم يجف الجل كي لا تلتصق بالشعر.
- غسل الشعر يومياٌ قبل الذهاب إلى النوم، وعدم ترك الجل لليوم التالي، فهذا يؤدي لتكسير خلايا الشعر وخنق مسامات التنفس لدى فروة الرأس.
الأضرار التي يسببها الجل
- تساقط الشعر: يؤدي استخدام الجل إلى التساقط الغزير للشعر وخصوصا الشعر المقصف، فهو يعمل على تكسير خلايا الشعر وبالتالي تساقطها.
- تجعد الشعر: فالجل يلحق الضرر بالشعر على المدى البعيد، فكثرة استخدام الجل لمدة زمنية طويلة يضعف الشعرة، مما قد يتسبب في انثنائها وتجعدها المشكلة التي قد تؤدي إلى التحسس عند بعض الأشخاص.
- ضعف فروة الرأس: فقد يؤدي الجل إلى مشكلة في نمو الشعر جراء خنق مسامات التنفس لدى خلايا الفروة، وهذه من المشاكل التي يصعب إيجاد الحلول لها .
- الصلع: يقود الإفراط في استخدام الجل في بعض الحلات لتساقط الشعر بشكل كبير وضعف في فروة الرأس مؤدياً لما يسمى بالصلع، وهو سقوط الشعر من فروة الرأس مع عدم إمكانية نموه ثانية، بسبب موت الخلايا.
لهذا يمكننا القول بأن لكل شيء فوائده وأضراره، وليست كل المستحضرات مفيدة للجسم، وإن كان نسبة الضرر التي تلحقها بالجسم أكبر من الفائدة المرجوة منها، ولكن للضرورة أحكام، وبالتالي أيضا ليست كل المنتجات ضارة، فالاستخدام الأمثل للمواد المصنعة يحافظ على صاحبه، ويقيه العرضة للأمراض الجلدية والسرطانية نتيجة الإفراط في المواد الكيماوية، فينبغي التعامل مع هذه المستحضرات كلها وفق وصفات طبية وتعاليم إرشادية جيدة.