الطّب مهنة شريفة تحتاج إلى شخص مسؤول وقادر على ممارستها. وتختلف فروع الطّب وتتنوّع، ففي عصرنا الحاليّ هناك العديد من المجالات الطبيّة التي أصبح التّخصص بها مهنة لا يستهان بها. للطّب مجالات كثيرة ومتنوّعة، فلدينا طبيب جلديّ، وطبيب لأمراض القلب والشرايين، وطبيب باطنيّ، وطبيب جراحيّ، وطبيب نفسيّ،وطبيب للنسائيّة والتّوليد، وطبيب للأسنان. وطبعاً غيرها الكثير من الفروع والمجالات المختصّة بأعضاء معيّنة من أعضاء الجسم.
طب الأسنان هو أحد فروع الطّب البشريّ، على الرّغم من أنّ الكثير من النّاس من يستهين بهذا النوع من التخصصات، لكون الأسنان ليست عضواً مهمّاً بالجسم مقارنة بالقلب أو الدّماغ مثلاً. إلّا أنّ هذا كلام واعتقاد خاطئ، فطبيب الأسنان ليس فقط الشّخص الذي يقوم بخلع الأسنان، وإنّما يقوم بالعناية بالفم والأسنان بشكل عام.
سنتحدّث بدايةً عن تاريخ طبّ الأسنان، حيث أنّ الأسنان واللّثة وأمراضهما شكلّت مشكلة للكثير من النّاس. ولذلك فقد سعى الكثير إلى إيجاد حلول وأدوية فعّالة لهذه الأمراض منذ قديم الزّمن، ففي مصر بدأوا بطبّ الأسنان منذ 3500 قبل الميلاد، كما نجد في بعض الكتابات المصريّة القديمة، وقاموا بمعالجة إلتهابات اللّثة بالكمّون، والبصل. وفي عام 3000 ق.م. أصبحت مهنة طبّ الأسنان مهنة رسميّة يمارسها من يعرف فيها، وقد تم بدأ استخدام الإبر آنذاك. وفي الصّين، كان الصينيّون أول من بدأ بحفر الأسنان، واستخدموا الزئبق والفضة في علاجهم.
في أماكن أخرى أهمل النّاس علاج أسنانهم وإنّما اكتفوا بتزيينها بأحجار كريمة، أمّا الرّومان، فقد اهتمّوا بأسنانهم وعالجوها. الإسلام كذلك أولى الأسنان والحفاظ عليها العناية والإهتمام، من خلال الحفاظ على نظافة الفمّ ففرض المضمضة في الوضوء خمس مرّات في اليوم.
في عصرنا الحاليّ تطوّر طبّ الأسنان بشكل كبير، وتوّسعت المجالات والتكنولوجيا التي تهتم بالعناية بالأسنان وصحّتها، حيث كان الطبيب الفرنسيّ “بيبر فتشرد” أبّ طبّ الأسنان الحديث أوّل من وضع تصوّراً علميّاً لطبّ الأسنان. ففي القرن التاسع عشر حدثت ثورة كبيرة في هذا المجال، حيث تمّ تأسيس أوّل مدرسة لتعليم طبّ الأسنان في الولايات المتّحدة الأمريكيّة “كليّة بولتي مور سميت”، وفي عام 1844 ميلادية تم استخدام التّخدير في طب الأسنان، وبعد سنوات قليلة تمّ اختراع آلة حفر الأسنان، والتي كان لها أثر كبير في عمليّات الأسنان.
كما قلنا لا يقتصر طبّ الأسنان على خلعها فقط، وإنّما هناك مجالات كثيرة وتخصّصات عديدة لطبّ الأسنان. فإختصاص “العلاج التّحفظيّ” هو العلاج الذي يهتم بعلاج مشاكل تسوّس الأسنان، وعمل الحشوات التجميليّة والتكميليّة. وهناك أيضاً أطبّاء تختص بعلاج لبّ جذور الأسنان والأعصاب، وأطبّاء تختص بجراحة الفم والفكيّن، وبعض أمراض الفم التي تحتاج إلى علاج جراحيّ وتخدير موضعيّ أو عام، وهناك أيضاً أطّباء مختصّة بعلاج اللّثة ومشاكلها الكثيرة، كإلتهابات اللّثة وتشوّهاتها وأمراضها. وقد انتشر حديثاً الكثير من اختصاصي تقويم الأسنان وعظام الفكّ، مما يحسّن من شكل الأسنان ويرّتبها، وقد تطوّر أيضاً إلى “تبييض الأسنان” من خلال الليزر.