البشرة والغذاء
إنّ الحفاظ على بشرة صحيّة وجميلة هو أمر يهمّ الجميع، ولذلك يبحث الكثيرون عمّا يمكنهم فعله أو تناوله للحصول على بشرة جميلة، ويلعب الغذاء المتناول دوراً هامّاً في صحة البشرة، ذلك أنّ جمال البشرة وصحّتها يتأثر من الخارج ومن الدّاخل أيضاً، حيث أنّ الحمية الصحيّة قد تساعد الشّخص ليظهر في أجمل وأفضل أشكاله، وعلى الرّغم من أنّ الدراسات العلميّة التي تبحث أفضل الأغذية لصحّة البشرة وجمالها تعتبر محدودة وقليلة، إلّا أنّه ممّا لا شك فيه وجود أهميّة كبيرة بديهيّة ومعروفة لمضادّات الأكسدة، ومن الهام أن لا يعمل الإنسان على التركيز على الأغذية الهامّة لصحة البشرة وحسب، بل يجب الاهتمام بالحصول على حمية صحيّة وتناول الأغذية الصحيّة بشكل عام، والتي بدورها تمنح ما تحتاجه البشرة من تغذية سليمة، ويهدف هذا المقال للحديث عن التّغذية السّليمة وأهم الفيتامينات لصحة البشرة وجمالها.
التغذية السّليمة والفيتامينات لجمال البشرة
إنّ ما يتمّ تناوله من غذاء يؤثر على صحّة البشرة وجمالها، ولذلك فإنّ الاهتمام بالحمية الصحيّة قد يكون أكثر أهميّة من الاهتمام بالمستحضرات التّجميليّة والخلطات المختلفة التي يتمّ شراءها أو صنعها، كما أنّ الاهتمام بحمية صحيّة لابدّ وأن يتبعه بروز للجمال الطبيعيّ، ومن الهامّ عدم التركيز على تناول فيتامين أو عنصر غذائيّ محدّد للحصول على بشرة جميلة كما يفعل البعض، بل لابدّ من الحصول على جميع الاحتياجات اليوميّة من جميع الفيتامينات والمعادن، أمّا بالنّسبة للفيتامينات فيُعتبر كل من فيتامين أ، وفيتامين ھ، وفيتامين د، وفيتامين ج، من أهمّ الفيتامينات لصحّة البشرة، ذلك أنّها تعمل على محاربة الأضرار النّاتجة عن الأكسدة، وتعمل على محاربة الجذور الحُرّة التي تضرّ بالبشرة وتسّرع من ظهور علامات التّقدم في السّن والشيخوخة.
ويضمن تناول الكثير من الخضروات والفواكه الحصول على مضادات الأكسدة بكميّات جيّدة، الأمر الذي يفيد الجسم عامّة والبشرة خاصّة، ويُنصح بالتنويع وتناول الخضروات والفواكه بالألوان المختلفة لضمان الحصول على العديد من أنواع مضادات الأكسدة والفيتامينات اللازمة لصحة البشرة.
وبالإضافة إلى الفيتامينات، تلعب مضادات الأكسدة الأخرى، كالكاروتينات، دوراً هامّاً في صحّة البشرة، كما الأحماض الدهنية وأوميغا-3 المتواجدة في الأسماك الدّهنية، كالسالمون والتونا وغيرها، وزيت الكانولا، وزيت بذر الكتّان تساعد في الحفاظ على الطّبقة الخارجيّة من البشرة قويّة لتحميها من السّموم والملوّثات وتبقيها خارجاً، ذلك أنّ هذا النّوع من الأحماض الدّهنية يلعب دوراً في الحفاظ على صحّة أغشية الخلايا، ممّا يجعلها أفضل في وظيفتها كحاجز، كما ويجعلها أكثر قدرة أيضاً على الحفاظ على الماء، ومن تأثيراتها الهامّة والتي تؤثّر في صحّة وجمال البشرة خفضها لمعدّل إفراز الجسم للمركّبات الالتهابيّة (بالإنجليزيّة: Inflammation compounds) والتي تلعب دوراً في عمليّة التّقدم في السن وظهور علامات الشيخوخة.
ويُمكن التّحكم في الحالة الالتهابيّة في الجسم وضبطها عن طريق تجنّب الأغذية التي ترفع من إنسولين الدّم بشكل كبير، مثل الكربوهيدرات البسيطة، كالسّكر والدقيق الأبيض وغيره من النّشويات.
وتشمل الأغذية المفيدة للبشرة الجزر والمشمش وغيرها من الفواكه والخضروات ذات اللون الأصفر، والسّبانخ وغيره من الخضروات الورقيّة الخضراء، والبندورة، والتّوت الأزرق، والبقوليّات كالفاصوليا والبازيلاء والعدس، وسمك السّالمون وغيره من الأسماك الدّهنيّة، والمكسّرات والبذور، والحليب ومنتجاته منخفضة أو منزوعة الدّسم، وزيت الزّيتون، والحبوب الكاملة، وسمك التونا ولحم الدّيك الروميّ الذي يحتوي على السيلينيوم، والشّاي، وقد وجدت دراسة أنّ تناول 3 أكواب من شاي الأولونج (بالإنجليزيّة: Oolong tea) في اليوم يُخفّض من أعراض الأكزيما في 54% من الأشخاص الذين تناولوه، ولذلك يُنصح بالتّنويع وتناول الأغذية من جميع الألوان واتّخاذ الاختيارات الصحيّة الصّحيحة من جميع المجموعات الغذائيّة.
المُكمّلات الغذائيّة لجمال البشرة
لا يُعتبر تناول المُكمّلات الغذائيّة ضروريّاً من قبل الأشخاص الذين يتناولون حمية متوازنة تحتوي على الخضروات والفواكه والحبوب والبروتينات الليّنة والدّهون الصحيّة، أمّا في حال عدم تناول حمية متوازنة والحاجة للمُكمّلات الغذائيّة فليس من الضّروريّ تناول المُكمّلات الخاصّة بالبشرة، ولكن يكفي تناول المُكمّلات الاعتياديّة التي تحتوي على الاحتياجات اليوميّة من الفيتامينات والمعادن، كما أنّ الأشخاص الذين يقضون وقتاً كبيراً في الخارج ويتعرّضون للملوّثات والتّدخين السّلبي قد يستفيدون من تناول هذه المُكمّلات أيضاً.