مقدمة
من أروع فترات العمر التي يعيشها المرء في هذه الحياة هي مرحلة الشباب، فهي فترة العطاء والعمل وبناء الذات، وجمال الحياة من جمال الأشخاص عامة وروعة الحياة من رونقهم الخلاب، ولكن قد يواجه الشباب العديد من المشاكل التي قد تؤثّر عليهم وعلى معاملاتهم مع الناس، بل إنّ هناك العديد من المشاكل التي قد تؤدّي لإصابة الأشخاص بالاكتئاب، ومن بين هذه المشاكل الشائعة هي ما يسمّيه الأطباء “حب الشباب” وقد يسميها البعض الآخر “الرؤوس السوداء” فما هذه المشكلة؟ وكيف يتعامل معها الشباب، وكيف تؤثر على حياتهم وعلى معاملاتهم مع الآخرين؟ والأهم من هذا ما هي أسباب هذه المشكلة وما هي كيفية علاجها؟
فحب الشباب هي أقرب إلى مرض يصاب به الغالب من الشباب بدءاً من فترة المراهقة حتى يبلغ الشاب سن العشرين من العمر، وقد يطول هذا المرض مع بعض الشباب لبعد هذا العمر، وقد وصفه المختصون أنه عبارة عن بثور تظهر على الجلد في عدة مناطق من الجسم مثل الوجه والكتفين والظهر والرقبة والصدر، وتظهر بشكل كبير لذوي البشرة الدهنية، فهم يعانون من مشكلة وهي كبر المسامات بين خلايا الجلد، فهم اكثر عرضة من غيرهم للإصابة به، وسنعرض فيما يلي عن الأسباب المحدثة لهذه الظاهرة وطريقة التعامل معها.
الفرق بين حب الشباب والرؤوس السوداء
ليس هناك الفارق الكبير بين حب الشباب والرؤوس السوداء، ولكن هناك بعض التأشيرات التي يجب معرفتها عند دراستنا موضوع حب الشباب، ومن هذه التأشيرات التالي:
- من ناحية العدد: أي إذا كانت الكمية التي تظهر على الجلد قليلة فإنّنا نسمّيها “رؤوس أو بثور سوداء” أما إذا كان العدد كبير فهنا نطلق عليه اسم “حب الشباب.
- طريقة التكوين: فتتكون الرؤوس السوداء من حركة السائل الذي يفرز من قبل الغدد الدهنية من الداخل للخارج أي إلى سطح الجلد، أما حبوب الشباب فهي نتيجة طبيعية للمسامات المفتوحة لذوي أصحاب البشرة الدهنية فيخرج لسطح الجلد بشكل طبيعي.
- الشكل: فتظهر الرؤوس السوداء على شكل رؤوس مفتوحة سرعان ما يتحول لونها للرمادي أقرب للأسود بعامل التلوث، أما حبوب الشباب فهي تظهر وكأنّها التهابات أو انتفاخات بسيطة في الجلد.
العوامل التي تتسبب في ظهور حبوب الشباب
- انسداد مسامات الجلد: جراء العديد من العوامل من غبار وأوساخ ناتجة سواء من العمل، أو باقي مكياج عند البنات، وعدم تنظيف الوجه بالشكل الجيد، فيؤدي هذا لإعاقة عمليّة التنفس لدى الجلد مكوناٌ إفرازات تنتج التهابات.
- الميكروبات والبكتيريا: التي تعيش على سطح الجلد، وفي حال كانت الظروف ملائمة مثل وجود أوساخ وما شابه، فهي تتغذى على الخلايا الدهنية مكوّنة انتفاخات في الوجه.
- الملابس: فبعض أنواع الملابس يساعد في تكوين حبوب الشباب مثل الضيق والخشن منها فهو يساعد بشكلٍ كبير في تكوين العرق وبالتالي تكاثر البكتريا.
- التوتر والضغط الفكري: حيث يزيد التفكير والارهاق الذهني من الارهاق البدني، الذي سيمح بالإصابة بالأمراض.
- الإفراط في استخدام مستحضرات التجميل عند البنات.
هناك العديد من العوامل المساعدة لتكوين هذه الرؤوس، ولكنها تصب معظمها في قلة النظافة والاعتناء بالبشرة، ما لم تكن البشرة دهنية؛ فهي مسألة خلقية لا يمكن السيطرة عليها إلّا بالعلاج المستمر.
كيفية علاج مشكلة حب الشباب
هناك العديد من الطرق للتخلص من حب الشباب، وتختلق هذه الطريقة من شخص لآخر، معتمدا على طبيعة بشرته، ومن هذه الطرق التالي:
- غسل الوجه جيداٌ بالماء والصابون يومياٌ وبشكلٍ متواتر، فالغسيل يقلل من حجم البكتيريا المتراكمة على أسطح الجلد.
- مسح البشرة بالليمون قبل عملية الغسل، ويكون المسح بقشرة الليمون من الداخل، فالليمون يعطي للبشرة نضارة، وهو مقاوم جيد للبكتريا.
- تنظيف البشرة ومسحها جيداٌ بماء الورد أو بأي معقم جيد.
- خلط قليل من الخل والملح ومن ثم فرك المنطقة المصابة جيداٌ وتركها لمدة 15 دقيقة وبعدها يتم غسل الوجه بماء دافئ.
- الزيادة والإكثار من استخدام الكريمات المرطبة، وخاصة عند البنات فيمكن استخدامها قبل وضع مساحيق التجميل.
- عمل ما يسمى “ماسك العسل” أي القناع، ويتم تحضيره بتدفئة العسل على النار ومن ثم توضع على المناطق المصابة لمدة 15 دقيقة، ثم يتم غسل الوجه جيداٌ.
- حمام البخار: وهذه الطريقة تساعد في توسيع مسامات البشرة وتجعل البشرة أكثر عرضة للتنفس بشكل جيد، فيتم تسخين الماء وتعريض البخار للوجه لمدة 15 دقيقة، وهناك بعض المختصون ينصحون بإضافة البهارات إلى الماء عند التسخين، وبعد تعريضها للبخار يتم استخدام شرائط لاصقة تساهم في السيطرة على مناطق الصابة والتقليل من الضرر للبشرة.
- يمكن استخدام قشر البرتقال المطحون وسائل الحليب ويتم خلطهما حتى نصل لما يشبه بالعجينة، ونصنع منها قناعاٌ للوجه ويوضع لمدة عشر دقائق، وبعدها يتم غسل الوجه جيداٌ.
- الشاي الأخضر: فرك البشرة جيداٌ بالمسحوق لمدة ثلاث دقائق، ثم غسل الوجه بشكل جيد بالماء الفاتر، فالشاي الأخضر يحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد على تنقية البشرة.
- القرفة: فرك الوجه جيداٌ بعجينة القرفة والعسل قبل النوم، ويتم تركها حتى الصباح، ثم غسل الوجه بالماء الفاتر، مع مراعاة تكرار هذه العملية.
كيفية الوقاية
- ممارسة الرياضة اليومية باستمرار؛ فالرياضة تعطي القوة البدنية وبالتالي قوة نمو الخلايا وتقلل فرصة الإصابة بالأمراض، وأيضاٌ لا تسمح للبكتريا بالتطفل على خلايا الجسم.
- تجنب جميع الظروف الجوية المليئة بالأوساخ والغازات الضارة، وبعض المواد الضارة, كأماكن العمل, وغيرها من المناطق غير الصحية.
- تجنب تناول المواد كثيرة الدهون، والتقليل من تناول الشوكولاتة والمواد كثيرة الزيوت مثل “الشيبس” وتجنيب الوجه الزيوت الخارجية، والمسارعة لغسل اليدين والوجه والمحافظة على النظافة العامة للجسم.
مشكلة حب الشباب وتأثيرها على الأشخاص
لأي مرض في جسم الإنسان وقع على شخصيته وكيفية تعامله مع نفسه أولاً ومع الناس ثانياٌ، فمشكلة كحب الشباب هي مشكلة ذات علامات ظاهرة فحبوب الشباب كل من ينظر لوجه شاب يستطيع أن يراها، فكيف تؤثر هذه المشكلة على الشباب؟
- ترتبط مشكلة حب الشباب بالتوجه الفكري السلبي للشاب، فقد يصاب الشاب أو الفتاة بالحرج من مظهره، ويسعى لأن يكون في أفضل مظهر أمام الآخرين فلا يستطيع أن يتعامل بأريحية في كل المواقف، وقد يصل به المطاف لأن يفكر في كل كلمة تقال عن هذه المشكلة.
- من جانب آخر فإنّ مشكلةٌ كظهور الرؤوس السوداء قد تؤثر على الفرد، من ناحية بدنية ؛ فالإرهاق الفكري كما ذكرنا يؤدي لإرهاق بدني، فبدلاٌ من أن نجد حلاٌ للمشكلة تتفاقم ويصعب السيطرة عليها.
- هناك بعض الحلات النادرة جداٌ التي يصاب أصحابها بظهور رؤوس سوداء بشكل مفرط في الوجه، فيعزم صاحبها على عدم الخروج من المنزل فترة من الزمن؛ حتى يستكمل علاجه لما قد يسبب له الحرج مع زملائه في الدراسة وبين أصدقائه وأفراد عائلته، فيتسبب هذا بضيق له وقد يودي به للإصابة بأمراض أخرى.
من واقع دراستنا لموضوع مهم مثل “ظهور حب الشباب والرؤوس السوداء على البشرة ” يمكننا الحصر بأننا نستطيع تقليص حجم الضرر الواقع على الفرد، وذلك من خلال الالتزام بقواعد النظافة التامة والعامة للجسم والابتعاد عن أماكن التلوث الجوي، أما في الحديث عن الأضرار النفسية فهي مسألة تتعلق بثقة الشخص بنفسه، فبالرغم من أن الاعتناء بالمظهر من ضرورات الأناقة والجمال، لكن أيضاٌ اللباقة والجمال والتأدب في الحديث والمعاملة مع الآخرين تظل متصدرة المقام الأول في الحكم على الآخرين وانتقاء العلاقات وبناء المودة بين الناس في المجتمعات.