تليّف الرّحم ليس إلا عبارة عن ورم حميد ، و لا يتحوّل إلى ورم خبيث عادة . و السّبب الرئيسي لحدوث تليّف الرّحم غير معروف إلى الآن ، لكنّه يعزى لإفراز الهرمون الأنثوي ( الإستروجين ) ، فهذا الهرمون يزيد من نموّها . و أكثر النساء عرضة لتليّف الرحم هن اللاتي جاوزن الأربعين من العمر و أيضاً اللاتي تجاوزن العشرين من العمر بالنسبة إلى النساء الإفريقيات ، و نادراً ما تصاب الفتيات المراهقات بتليّف الرّحم .
إنّ التقدّم في العمر يساعد على نمو و تضخم الألياف العضليّة بالرّحم ، و تشكل كتلة عضليّة واحدة أو عدّة كتل مستديرة الشكل ذات أحجام متفاوتة .
شدّةالأعراض و نوعيّتها تختلف باختلاف حجم الألياف و موقعها في الرّحم ، فبعضها قد لا تُظهر عوارض ملموسة ، و لكن البعض الآخر له أعراض مثل آلام و تقل أسفل البطن و قد يصاحبها شعور بالرّغبة في التبوّل باستمرار بالإضافة إلى نزيف مستمر حتى بعد إنتهاء الدّورة الشهريّة . و كما يصاحبها اضطرابات في الدّورة الشهرية .
من العوامل المساعدة على حدوث التليّف في الرحم : العامل الجيني ، التاريخ العائلي ( وجود حالات تليف الرحم في العائلة ) ، العِرق ( فالنساء الإفريقيات أكثر عرضة لتليف الرحم من غيرهن كما ذكرنا سابقاً ) ، شرب الكحول بكثرة ، ارتفاع في ضغط الدم ووجود أوعية دموية غير طبيعية بالدم ، تكرار الإلتهابات البكتيرية في الرحم .
الحمل قد يساعد على تقليل من ظهور الألياف ، حيث أنّ في حالة الحمل قد تتضخّم الألياف خلال أوّل ثلاثة أشهر منه ثم تضمر بعد الولادة .
و الجدير بالذّكر أنّ استخدام حبوب منع الحمل تقلّل من خطر الإصابة بتليّف الرحم ، كما سنوضّح لاحقاً .
و من أكثر مضاعفات تليّف الرحم خطورة ، مضاعفات أثناء الحمل قد تؤدّي للإجهاض ، و قد تؤدّي إلى عدم القدرة على الإنجاب كما أنّ النزيف المستمر يؤدّي إلى ضعف الدّم و الأنيميا .
قبل أن نتطرّق إلى كيفيّة العلاج ، لا بد أن نذكر أساليب الوقاية من تليّف الرحم :
1. المحافظة على الوزن الطبيعي و المثالي ، و ذلك لأنّ زيادة الوزن ترفع من احتمال الإصابة بالتليّف بنسبة ثلاث أضعاف .
2. ممارسة التّمارين الرياضية .
3. عدم الإكثار من تناول اللّحوم الحمراء .
4. تناول الكثير من الخضروات و بالأخص الخضراء منها .
العلاج :
1. قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عمليّات جراحيّة لمعالجة تليّف الرّحم و بالأخص عند الشك بتواجد ورم سرطاني خبيث و منها :
- استئصال الرحم كلياً .
- استئصال الكتل اللّيفية فقط .
- إزالتها عن طريق اللّيزر أو أو التجميد باستخدام النيتروجين السائل .
- إيقاف تغذية الألياف عن طريق سد الشريان المغذي لها .
2. استخدام الأدوية : و هنا يتم استخدام العلاج الهرموني و منها :
هرمونات لتقليل نسبة الإستروجين ، و هنا يؤدّي ذلك إلى جعل المرأة في مرحلة ( سن يأس وهمية ) ، و هي تساعد على إزالة الألياف حيث أنّ المرأة في سن اليأس تضمر لديها الألياف ، و لكن هذا العلاج غير فعّال حيث أن الألياف تعود لظهور بعد انتهاء العلاج ( فهو يستمر إلى ستة أشهر على الأكثر ) و إذا استمرت أكثر من ذلك فإنّ السيّدة معرّضة لهشاشة العظام .
حبوب منع الحمل حيث أنّها تسيطر على هرمون الإستروجين و تنظم الدّورة الشهريّة و منها ما تقلّل من النّزيف ، و معظمها تقلّل من خطر الإصابة بالتليّف و تساعد في معالجته .