متلازمة تكيّس المبايض
تُعتبر مُشكلة تكيّس المبايض من أكثر المشاكل قلقاً لدى السيدات والفتيات، فتُعتبر هي السبب الرئيسي في اضطرابات الدورة الشهرية، وتأخر الحمل، ويأتي هذا بالإضافة إلى تغيرات في المظهر، وكثيراً ما يدور في ذهن الفتاة عن أسباب هذه الاضطرابات، وأسباب تكيّس المبايض، وما أعراضها؟ وما هي طرق علاجه؟ سنتحدث عن هذا الأمر وأكثر في هذا الموضوع.
تكيّس المبايض
هُو خلل هرموني يحدث لدى السيدات، وينتج عن ذلك وجود تكيّسات صغيرة غير طبيعية على سطح المبيض، ويبلغ حجم التكيّس 8 ملم تقريباً، ويُعرقل عملية التبويض، وعملية إطلاق البويضة، وبالتالي يحدث اضطراب في الدورة الشهرية، ويعمل على تأخر الإنجاب، وقد تستمر لعدة سنوات دون أن تُلاحظيها، وتظهر عند وصول المريضة لسن الزواج، ويُصبح تأخر الإنجاب شيئاً ملحوظاً، ويُصيب تكيّس المبايض كافة السيدات من كافة العرقيات بنسب مُتقاربة، والتشخيص المُبكر للمشكلة يُساعد في حلها، وتحدث هذه المشكلة لدى السيدات بنسبة من 5 إلى 10 %، وتُعتبر هذه المُشكلة هي الأكثر شيوعاً، وتسبب تأخر الإنجاب.
أسباب تكيّس المبايض المُتعدد
على الرغم من أن طرق حدوث تكيّس المبايض الدقيقة لم تُفهم بعد، إلّا أنّنا سنُحاول جاهدين فهم تقسيم آلية حدوث تكيّس المبايض المتعدد لعدّة مراحل، وذلك من أجل التبسيط وتوضيح الخطوط العامة، وذلك لسبب حدوث الحالة، وتكون الأسباب على عدة مراحل، وهي:
خلفيات المشكلة
- الجينات: وتظهر مُشكلة تكيّس المبايض المُتعدد في العائلات، وتزداد نسبة الإصابة لسيدة ما إذا كان هُناك تاريخ عائلي للإصابة، سواء من ناحية عائلة الأب أو عائلة الأم، ويكون هذا الأمر وراثي.
- نمط الحياة: هُناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بمشكلة تكيّس المبايض، والاضطرابات الهرمونية التي تكون مُصاحبة لهذه المشكلة ترتبط بعدة عوامل كالسُمنة.
الخلل الهرموني
- زيادة الأندروجينات: والأندروجينات هي هرمونات الذكورة، وعند الحالات الطبيعية يُفرز بكميات صغيرة من المبيض، وفي حالات تكيّس المبايض يتم إفرازه بكميات كبيرة.
- مقاومة الأنسولين: ويُعتبر الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن تنظيم استعمال الدم للجلوكوز من أجل إنتاج الطاقة، وعند إصابتك بتكيّس المبايض يُصبح هُناك خلل في خلايا الجسم درجة من المقاومة لتأثير الأنسولين، وهذا الأمر يُحفز البنكرياس لإفراز كميات أكبر من الأنسولين.
الإنعكاسات العضوية للخلل الهرموني
- حب الشباب: هُناك رابط قوي بين ظهور حب الشباب بعد مرحلة البلوغ، وبين ارتفاع نسبة الهرمون الذكوري لدى السيدات المُصابات بتكيّس المبايض.
- زيادة نمو الشعر: يبدأ ظهور نمو غير طبيعي للشعر عند السيدات، وخاصة في منطقة الوجه ومناطق مُختلفة من الجسم، ويحدث هذا نتيجة لزيادة الهرمون الذكوري.
- خلل في عملية التبويض: وهُناك رابط عكسي بين زيادة الهرمون الذكوري، وبين نسبة الأنسولين، وينتج عن ذلك عدم الانتظام بالدورة الشهرية لدى الفتيات، والتي يحدث خلالها عملية التبويض، والتي تكون في فترتها البويضة مُستعدة للإخصاب بالحيوان المنوي، ويتم ذلك في الحالات الطبيعية.
- مشاكل الأيض: وتكون بسبب خلل في نسب هرمون الأنسولين، وترتبط في كثير من الأحيان بخلل في نسب السكر في الدم، وقد تُؤدي في بعض الأحيان لحدوث مرض السُكر.
الانعكاسات النفسية
تُؤثر حالة الفتاة أو السيدة المريضة بتكيّس المبايض بآثار نفسية تُؤثر سلباً عليها، ومن ضمن هذه الآثار:
- فقدان الثقة بالنفس.
- تكون صورة سلبية عن الجسد.
- الاكتئاب والعزلة والوحدة.
- التوتر والعصبية الزائدة.
أنواع تكيّس المبايض
- التكيّس الجلداني.
- سرطان المبيض.
- الكيس الوظيفي على المبيض.
- بطانة الرحم المهاجرة.
- حمل خارج الرحم.
- التكيّس المتعدد للمبيض.
كيف يتم علاج تكيّس المبايض المُتعدد
هُناك عدة طرق للعلاج، وهي:
العلاجات الدوائية
وجُل ما يحتويه الهدف من العلاجات الدوائية هو السيطرة على أبرز أعراض الخلل الهرموني بما يجعل المريض على مقدرة من العيش بشكل طبيعي، دون التأثير على وظائفه العضوية، ويتم استخدام أدويته تحت إشراف من قِبل الطبيب المُختص، وتشمل:
تنظيم الدورة الشهرية
- حبوب منع الحمل، والتي تعمل على تنظيم مستوى الهرمونات.
- حبوب البروجسترون لمدة تصل إلى 14 يوم، وقد يصاحبها حدوث نزيف متقطع .
- حبوب الميتفورمين، وتعمل على تقليل مقاومة الأنسولين في الجسم، وقد يصاحبها بعض الأعراض الهضمية، مثل: الغثيان، والإسهال، والانتفاخ .
- العمل على فقدان 5 إلى 10 % من الوزن الزائد .
- الانتظام على برنامج تمارين يومية؛ لكسب الصحة والحيوية أيضاً.
تحفيز التبويض
- دواء الكلوميفين (كلوميد): وهو مُضاد للاستروجين، ويتم تناوله من قبل المريضة في النصف الأول من الدورة الشهرية، ويعمل على غلق مُستقبلات الاستروجين، مما يُعطل تثبيط الاستروجين لهرمونات FSH وLH، التي تعمل على تنظيم عملية التبويض.
- أدوية مُساعدة: عند حدوث حالة عدم استجابة، وعدم المقدرة على ضبط نسب الهرمونات المطلوبة، يتم استعمال بعض الأدوية المُساعدة بستشارة من الطبيب المُختص.
- تعديلات في نمط الحياة العامة، وذلك لتشجيع حدوث حمل، مثل: تناول مقويات حمض الفوليك، والابتعاد عن التدخين، وممارسة الرياضة.
معالجة نمو الشعر الزائد
- حلول تجميلية: وتلجأ المريضة إليها أولاً، وفي حالة فشلها، أو كونها غير مُتاحة، ينتقل إلى العلاجات الدوائية، والتي تشمل إزالة الشعر عن طريق الليزر، أو تدمير البُصيلات عن طريق التدمير الكهربائي من قبل الطبيب المُختص.
- دواء أيفورنثين: ويُساعد في التقليل من مُعدل نمو الشعر، ويتم استخدامه غالباً عند عمليات التجميل كمُساعد.
- حبوب منع الحمل الهرمونية.
- الفينستريد : وهو من الأدوية التي تُعتبر مُضادة لهرمون الذكورة، والتي يتم استخدامه بجانب حبوب منع الحمل، في حال لم تُعطي أي من الحلول السابقة نتيجة، ويُمنع استخدامها دون استشارة الطبيب المُختص.
العلاج عن طريق العمليات الجراحية
- إزالة تكيّسات المبايض.
- عمليات التلقيح الصناعي.
العلاجات المنزلية
- فقدان الوزن الزائد: ويتم ذلك من خلال اتباع نظام غذائي مُعين، لا يحتوي على نسب عالية من السعرات الحرارية، ومُمارسة الرياضة بشكل مُنتظم.
- أن تعتمد على الكربوهيدرات المُعقدة التي يحرقها الجسم ببطء، وذلك على مدار اليوم، كالقمح والمعكرونة والأرز البني.
- التقليل من تناول الصودا والعصائر الصناعية والأصباغ.
- الحد من الوجبات السريعة، لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون غير الصحية.
- النشاط الدائم، والذي يُساعد على حرق الجلوكوز، وهذا يحمي المُصابات بالتكيّس من عدة مشاكل، كارتفاع السكر بالدم، ويساعد في شفاء الأعراض بشكل أفضل .
بعد أن تحدثنا عن الكثير في هذا الموضوع، نمتنى لكم الشفاء والصحة، وننوه لعدم استخدام أي من الأدوية دون استشارة الطبيب المُختص.