ما هي آلام الحوض المزمنة ؟
هي آلام تصيب بعض النساء في منطقة الحوض ، وهي المنطقة الواقعة في أسفل البطن (تحت الصرة و فوق الورك )، وتكون هذه الآلام لمدة أكثر من ستة شهور ، الألم قد يكون مستمرا ً أو أنه قد يأتي و يذهب على فترات، يمكن لهذه الآلام أن تكون خفيفة أو شديدة لدرجة أنها قد تؤثر على حياة المرأة اليومية الإعتيادية.
هناك عدة أسباب بعضها أسباب نسائية وبعضها غير نسائية ، نذكر منها :
بطانة الرحم الهاجرة (Endometriosis) :
وهو مرض له علاقة ببطانة الرحم ، حيث تتحرك الأنسجة المكونة لبطانة الرحم من خلال أنابيب الحمل إلى منطقة الحوض وتستقر هناك ، فقد تستقر هذه الأنسجة في المبايض أو في جدار الحوض أو المثانة أو في أي عضو في منطقة الحوض كالأمعاء مثلا ً أو غيرها ، وعندما يأتي موعد الدورة الشهرية فإن هذه الأنسجة التي هي خارج الرحم تنتفخ وتنزف تماما ً مثلما يحصل للأنسجة المبطنة للرحم نفسه ، وهذا عادة يسبب آلاما ً ويمكن أن يؤدي إلى إلتصاقات و ندب في منطقة الحوض ، وسنتكلم بالتفصيل عن هذا المرض في العدد القادم إن شاء الله .
إلتهاب الحوض (Pelvic Inflammatory Disease) :
وهو عبارة عن إلتهاب يصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية التي تقع في الحوض كالرحم أو أنابيب الحمل أو المبايض .
فمن الطبيعي أن يمنع عنق الرحم البكتيريا الموجودة في المهبل من الانتقال إلى الأعلى إلى هذه الأعضاء ، ولكن في بعض الأحيان يلتهب عنق الرحم وهذا يسمح لبعض أنواع البكتيريا للإنتشار إلى باقي أعضاء الحوض العلوية الداخلية ، مما يسبب إلتهاب لهم ويؤدي ذلك إلى آلام وفي كثير من الأحيان يؤثر هذا الإلتهاب على أنابيب الحمل ، مما يؤدي إلى عقم وتلف هذه الأنابيب .
الألياف الرحمية ( Uterine Fibroids ) :
وهو عبارة عن ورم حميد (ليس سرطان) في عضلات الرحم ،ويختلف حجمه من مريضة إلى أخرى ، فبعضه قد يكون بحجم حبة الحمص ، والبعض الآخر قد يصل حجمه إلى أكثر من 20 سم .
تهيج القولون (Irritable Bowel Syndrome) :
وهو مرض يصيب الأمعاء و يؤدي إلى حركة غير منتظمة للأمعاء فيمكن أن تنقبض الأمعاء بشكل كبير أو على العكس بشكل غير كافي ، مما يؤدي إلى تحرك الطعام داخل الأمعاء إما بسرعة كبيرة أو ببطء شديد ، وهذا ما يسبب الألم .
إلتهاب المثانة المزمن (Interstitial Cystitis):
وهي أحد المشاكل المزمنة التي تصيب المثانة ، و تؤدي إلى جعل جدار المثانة ملتهب ومتهيج ، مما قد يؤدي إلى تشكل ندب في هذا الجدار وجعله متشنجا ً ، ونتيجة هذا التشنج فإن المثانة لا تتوسع بزيادة كمية البول القادمة من الكلى ، وحتى في بعض الأحيان فإن جدار المثانة قد ينزف، ويتغير لون البول .
السيرة المرضية مهمة جدا ً لتشخيص هذه الأمراض ، وعادة ما يقوم الطبيب المعالج بطرح أسئلة عديدة على المريضة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
– ما هو علاقة الألم بالدورة الشهرية ؟
– هل الألم يصاحب خروج البراز؟
– هل يزداد الألم مع البول أو أثناء الإتصال الجنسي ؟
– هل حصل هناك إلتهابات نسائية قوية في السابق ؟
– هل أجري لك عملية نسائية في منطقة الحوض سابقا ً ؟
– هل تعانين أو عانيت من صعوبة في الحمل أو عقم في السابق ؟
بعد السيرة المرضية ، قد يضطر الطبيب لعمل بعض الفحوصات للوصول إلى التشخيص الصحيح ، وهذا قد يشمل فحوصات دم ، فحص بول أو أشعة ،وفي بعض الأحيان قد نحتاج إلى عمل عملية جراحية بسيطة ( عملية منظار) وفيها يقوم الطبيب بإدخال كاميرا صغيرة من خلال البطن ويتم النظر إلى جميع أعضاء الحوض .
العلاج دائما ً يعتمد على التشخيص الصحيح ، و الطبيب عادة ما يقرر أفضل الطرق لعلاج كل مريضة على حدة، وعادة ما يشمل العلاج على أدوية أو بعض التمارين الإسترخائية لأعضاء الحوض ، أو في بعض الاحيان عن طريق إجراء عمليات جراحية بواسطة المنظار .
بقي أن نذكِّر هنا أن أشهر أسباب آلام الحوض المزمنة هو ما يسمى ببطانة الرحم الهاجرة (Endometriosis) وسنتكلم عن هذا المرض بالتفصيل في العدد القادم إن شاء الله.