الولادة
تُعتبر الولادة من التجارب الَّتي تثير الكثير من المشاعر لدى الحامل، وتكون هذه المشاعر مزيجاً من مشاعر الترقب، والشوق، والخوف، فالأم الحامل تتطلع بشوق لرؤية طفلها، وخاصةً إذا كان طفلها الأول، ومن جهةٍ أخرى تتوجس خيفةً من تجربة الولادة وما يرافقها من آلام، ولكن باتت تجربة الولادة أكثر سهولة مما سبق، مع وجود الكثير من المراكز الَّتي تعطي دروساً للأم عن الولادة، وأنواعها، ومراحلها، وعلاماتها، وكيفية التجهيز لها.
مراحل الولادة الطبيعيّة
تقسم الولادة الطَّبيعيّة إلى ثلاث مراحل وهي:
- مرحلة انقباضات عضلات الرَّحم، وتقسم بدورها إلى ثلاث مراحل هي:
- المرحلة المبكِّرة: وهي أطول مراحل الولادة، وتمتد أحياناً من يومين إلى ثلاثة أيام، وتكون أطول عند الحامل للمرة الأولى (البكر)، وتكون الانقباضات فيها غير منتظمة، وتأتي بالتناوب على الحامل كل (5-20) دقيقة، وتستمر حوالي (30 -45) ثانية، وتكون ما بين خفيفة إلى متوسطة الشِّدة، وتنتهي بتوسُّع عنق الرَّحم سنتيمترات تقريباً، ويمكن للأم أن تقوم ببعض الأمور لتشعر بالراحة في هذه المرحلة، مثل: ممارسة تمارين التَّنفس والاسترخاء، وشرب كمية كافية من الماء للمحافظة على رطوبة الجسم، والتبوُّل باستمرار؛ لأنَّ المثانة الفارغة تُسهّل نزول الجنين، كما يمكنها الاستحمام، أو ممارسة بعض الأنشطة الَّتي تشغل وقتها، مثل القراءة، والمشي، والاستماع إلى الموسيقى، أو حتى مشاهدة فيلم.
- المرحلة النَّشطة: تصبح الانقباضات في هذه المرحلة أكثر تواتراً، وتستمر لمدة أطول، إذ تمتد من (50-70) ثانية، وتتكرر كل دقيقتين أو ثلاث دقائق، تنتهي هذه المرحلة بتوسُّع عنق الرَّحم، وقد ينفجر الغشاء الأمنيوسي في نهايتها، ويمكن للأم في هذه المرحلة أن تقوم بما يلي لتشعر بالراحة: المشي في أرجاء الغرفة، أو الاستلقاء على السَّرير على الجانب الأيسر، أو الحصول على تدليك، أو التمايل على كرة الولادة، كما يمكنها الحصول على حمام دافئ.
- المرحلة الانتقالية: تختلف مدة هذه المرحلة من سيدة لأخرى، وعادة تستمر لمدة ساعة تقريباً، إلا أنَها قد تستمر ثلاث ساعات عند المرأة التي تخوض تجربة الولادة للمرة الأولى، وتمتاز الانقباضات في هذه المرحلة بأنها أطول، وأكثر تقارباً، وفي هذه المرحلة قد يُفيد الأم تغيير وضعيتها، كأن تمشي على أطرافها الأربعة للتخفيف من الضَّغط على أسفل الظَّهر، بعض السَّيدات قد يجدن الراحة إذا حصلن على بعض التَّدليك، بينما قد ترفضه بعض السَّيدات، كما يمكن استعمال كمادات باردة أو دافئة على الجبهة، أو الظهر حسب رغبة الحامل.
- مرحلة خروج الوليد: تستمر هذه المرحلة ما بين عدة دقائق إلى عدة ساعات، وتكون أقصر عند الأم الَّتي خاضت تجربة الولادة من قبل، تستمر الانقباضات في هذه المرحلة ما بين (60 -90) ثانية، وتتكرر كل (2-5) دقائق، وتنتهي هذه المرحلة بخروج الجنين من المهبل.
- مرحلة نزول المشيمة: بعد خروج الجنين تستمر انقباضات الرَّحم لدفع المشيمة خارج الرَّحم، وقد تستمر إلى ما بعد خروج المشيمة الَّتي تخرج غالباً خلال نصف ساعة بعد خروج الجنين، وتفيد الانقباضات في إعادة الرَّحم إلى وضعه الطَّبيعي، وتمنع فقد الكثير من الدِّماء، كما تُنصح الأم بالبدء في الرِّضاعة الطبيعيّة بعد الولادة مباشرةً إن تمكنت من ذلك، للمساعدة في إفراز هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الَّذي يشجع الرَّحم على الانقباض، وفي حال الحاجة لعمل الغرز، فإن الطبيب سيُقرر ذلك.
علامات الولادة
من علامات اقتراب موعد الولادة الَّتي يجب على الحامل الانتباه لها:
- نزول الجنين إلى منطقة الحوض، مما يُشكل ضغطاً على المثانة، وزيادة الرغبة في التبوُّل، وهذا ما قد يحدث مبكراً قبل بضعة أسابيع من الولادة، أو قبل ساعات فقط من الولادة.
- خروج سدادة الغشاء المخاطيّ من عنق الرَّحم إلى المهبل، وهي إفرازات مخاطيّة تكون ورديّة اللون أو مختلطة بالدَّم، و قد تحدث الولادة بعد هذه العلامة بفترة بسيطة، أو بعد أسبوع، أو أسبوعين.
- انقباضات عضلات الرَّحم: تتحرك هذه الانقباضات بحركة تموجيّة من أعلى الرَّحم إلى الأسفل، وتسبب آلاماً في الظهر، وأسفل البطن، وتختلف عن انقباضات الطلق الكاذب بأنَّها منتظمة، ولا تتوقف عند تغيير الحامل لوضعيتها، أو عند الحركة، وتؤدي انقباضات عضلات الرَّحم إلى قصر الرَّحم وترقق جداره، وتوسع عنق الرَّحم إلى أن يصل إلى (10) سم.
- تمزُّق الغشاء الأمنيوسي الَّذي يحيط بالجنين، وخروج السَّائل منه، الَّذي يكون لونه صافياً أو شبيهاً بلون القش، وعديم الرائحة.
كما أنه يجب على الحامل الذَّهاب إلى المستشفى في حالة:
- الشعور بالانزعاج عند حدوث الانقباضات التي تتكرر كل خمس دقائق لمدة ساعة.
- تمزق الغشاء المنيوسي.
- إذا خَفّت حركة الجنين عن المعتاد.
- حدوث نزيف مهبليَ.
أنواع الولادة
يمكن للحامل أن تختار نوع الولادة الَّذي يُريحها ويُشعرها بالطمأنينة، فهناك الكثير من الخيارات الَّتي يمكن أن تناقش طبيبها حولها، وتختار الأنسب لها، ومنها:
- الولادة الطَّبيعيّة (بالإنجليزية: Vaginal delivery): وهي الولادة الَّتي تتم عن طريق المهبل، وهي الخيار الَّذي تميل إليه أغلب الأمهات؛ لأنّ الأم تتمكن بعدها من مزاولة حياتها الطَّبيعيّة سريعاً، كما أنّ احتمال تعرُّض الأم والطفل للإصابة بالعدوى تكون أقل.
- الولادة المائيّة (بالإنجليزية:Water birth): تختار بعض السَّيدات أن تتم الولادة في حوض كبير من الماء الدافئ، لأنَّ هذا النَّوع من الولادة يُقلل من الإحساس بالألم، ويُشعر المرأة بالاسترخاء، إلا أنَّه يجب التأكد من نظافة الماء الموجود في الحوض لتجنُّب حدوث العدوى.
- الولادة القيصريّة (بالإنجليزية:C-Section): وتتضمن إحداث شق في بطن الحامل، ورحمها لإخراج الجنين، ومن مزايا هذه الطريقة أنَّ الأم يمكنها اختيار موعد الولادة مسبقاً، إلا أنَّها تحتاج للبقاء في المستشفى لمدة ثلاثة أيام للحصول على الرِّعاية الطِّبية اللازمة، كما أنها لن تتمكن من التعافي التام قبل مرور ثمانية أسابيع على الولادة.
- الولادة عن طريق الشفط (بالإنجليزية:Vacuum extraction): وتتم عن طريق تثبيت كوب موصول بمضخة يدويّة على رأس الجنين أثناء وجوده في قناة الولادة، ويتم استخدام المضخة لسحب الجنين خارج القناة، وبالرغم من أنها أقل خطورة من العملية القيصريّة إلا أنَّها قد تسبب جروحاً، أو نزيفاً، أو رضحاً (بالإنجليزية: Trauma) في رأس الوليد.
- الولادة باستخدام الملقط (بالإنجليزية: Forceps delivery): قد يلجأ الطَّبيب لاستخدام الملقط، إذا لم تتمكن الأم من دفع الجنين، أو عندما يُقرر الطَّبيب ضرورة إخراج الجنين بسرعةٍ من الرَّحم.