متى يتم تلقيح البويضة

الجهاز التناسلي الأنثوي

من المُفيد لكل زوجة تُفكّر بالإنجاب أن تعرف طريقة عمل جسمِها وتركيب الجهاز التناسليّ لديها بصورة أفضل، وأن تتعرّف على كيفيّة حدوث الحمل، بدايةً من الاتّصال الجنسيّ مروراً بتكوّن البويضة، ورحلة الحيوان المنويّ عبر قناة المهبل حتى يتكوّن الجنين. يتكوّن الجهاز التناسليّ من أعضاء خارجيّة وأعضاء داخليّة، وهي:

  • الأعضاء الخارجيّة التي لها دور في حماية الجهاز التناسليّ من الكائنات الحيّة المُسبّبة للأمراض، وتمكين الحيوانات المنويّة من الدخول إلى الجسم.
  • الأعضاء الداخليّة وتتكوّن من:
    • المهبل: وهي قناة تتّصل بعنق الرّحم.
    • الرّحم: وهو عضو شبيه بالإجاصة قابل للتمدّد ليكون مُلائماً لحجم الجنين، ويُسمّى الجزء السُفليّ للرّحم عنق الرّحم، ويسمح بدخول الحيوانات المنويّة وخروج دم الحيض.
    • المبايض: تمتلك الأنثى زوج من المبايض؛ وهي غدد بيضاويّة الشّكل على جانبَي الرّحم، تُنتِج البُويضات والهرمونات الجنسيّة.
    • قناتا فالوب: وهما قناتان تتّصلان بالجزء العلويّ للرّحم، وتمرّ من خلالهما البويضة من المبيض إلى الرّحم، ويتمّ فيهما إخصاب البويضة.

متى يتم تلقيح البويضة

تعيش الحيوانات المنويّة لمدّة تتراوح بين (3-5) أيّام، بينما تعيش البويضة من 12-24 ساعة، ولزيادة احتمال حدوث الحمل لا بدّ من حدوث المُعاشرة الزوجيّة في اليومين الذين يَسبقا يوم الإباضة، وفي يوم الإباضة أيضاً؛ وذلك لضمان وجود حيوانات منويّة في قناة فالوب وقت خروج البويضة من المبيض. إذا كانت الدّورة الشّهرية منتظمّة وتحدث كلّ 28 يوم فيكون موعد الإباضة هو اليوم الرّابع عشر من أوّل يوم لنزول دم الحيض، أمّا إذا كانت الدّورة غير مُنتظمة فربما تجد بعض السّيدات صعوبةً في تحديد موعد الإباضة، لذا من المُفيد لمن ترغب بالإنجاب أن تبدأ بمُراقبة دورتها الشهريّة لدورتين مُتتالين. ومن علامات حدوث الإباضة الواجب الانتباه إليها ما يأتي:

  • زيادة في الإفرازات المهبليّة التي تكون سائلةً ورطبةً بلون بياض البيض.
  • وجود ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم ما بين (0.4 – 1) درجة مئويّة، ويمكن الكشف عن تغيُّر درجة الحرارة عن طريق قياس درجة الحرارة كلّ صباح.
  • كما يُمكن استخدام أدوات رصد الإباضة، التي تقيس مُستوى الهرمون اللوتينيّ في البول الذي يُحفّز حدوث الإباضة، وبالتّالي يُمكن معرفة موعد الإباضة.

الدّورة الشهريّة

هي دورة من التغيّرات الطبيعيّة التي تحدث في الرّحم والمبيض بهدف تمكين عمليّة التّكاثر؛ ففيها يتمّ إنتاج البويضات وتجهيز الرّحم للحمل، والمُتوسّط لطول الدّورة الشهريّة هو 28 يوم، ولكنّه قد يختلف بين النّساء بمدىً يتفاوت بين (21-35) عند البالغات، وبين (21-45) يوم بين المُراهقات، وغالباً تحدث الإباضة في وسط الدّورة الشهريّة؛ أي في اليوم الرّابع عشر من الدّورة المُنتظمة كلّ 28 يوم.

الإباضة

كل شهر يبدأ واحد من المبيضين بتطوير البويضات غير النّاضجة داخل أكياس صغيرة مملوءة بسائل تُسمّى الحويصلات، واحدة فقط من هذه الحويصلات ستصل لمرحلة النّضج وتُسمّى الحويصلة السّائدة، تقوم الحويصلة السّائدة بتثبيط تطوّر باقي الحويصلات، وتحدث الإباضة في اليوم الرّابع عشر من الدّورة، وتُكمل طريقها عبر قناة فالوب. تتحوّل الحويصلة بعد خروج البويضة منها إلى تركيب بني اللّون يُسمّى الجسم الأصفر، ويقوم الجسم الأصفر بانتاج هرمونَي الإستروجين والبروجسترون؛ إذ يعمل هرمون البروجسترون على زيادة سُمك بطانة الرّحم استعدادا لانزراع الجنين فيها. أمّا في حال لم يتمّ تلقيح البويضة فإنّها تتحلّل، وتهبط مُستويات هرمون الإستروجين، وتبدأ بطانة الرّحم والأوعية الدمويّة فيها بالانسلاخ ويحدث الحيض.

الإخصاب

عند حدوث الجِماع يَقذف الرّجل السّائل المنويّ داخل قناة المهبل، يحتوي السّائل المنويّ في المُتوسّط على ما يَقرُب مليون حيوان منوي، تستطيع الحيوانات المنويّة العيش لمدّة خمسة أيّام داخل جسم الأنثى، إذ يتمكّن حيوان منويّ واحد فقط من تلقيح البويضة. تقطع الحيوانات المنويّة لتصل إلى البويضة رحلة صعبة عبر قناة فالوب تموت خلالها الكثير منها، وما تبقّى منها يكمل رحلته ليصل الى البويضة، وفي النّهاية لن يتمكّن من إخصاب البويضة إلا الحيوان المنويّ الذي يمتلك أفضل الصّفات الوراثيّة والتي سيتمّ نقلها للطّفل المُرتَقب. بعد ذلك تبدأ البويضة بتكوين قشرة سميكة تمنع اختراق الحيوانات المنويّة الأُخرى للبويضة المُخصبة.

بعد حدوث الإخصاب تندمج نواة الحيوان المنويّ بنواة البُويضة، وتنتج البويضة المُخصبة (بالإنجليزية: zygote). في غضون 24 ساعة من الإخصاب تبدأ البُويضة المُخصبة بالانقسام السّريع، وتبقى في قناة فالوب لمدّة ثلاثة أيام، ثم تُكمل عمليّة الانقسام أثناء رحلتها البطيئة عبر قناة فالوب لتصل إلى الرّحم حيث تبدأ باختراق بطانة الرّحم بعملية تُسمّى الانزراع (بالإنجليزية: implantation).

الأسباب التي تمنع حدوث الحمل

من الأسباب التي تُؤدّي إلى فشل التّلقيح وبالتّالي عدم حدوث الحمل، عدم انتظام الدّورة الشهريّة عند المرأة، أو وجود بعض المشاكل الهرمونيّة عند المرأة أو الرّجل، وبشكل عام هناك أسباب تتعلق بالمرأة وأُخرى تتعلق بالرّجل ومنها:

الأسباب التي تتعلّق بالرّجل

من الأسباب التي تتعلّق بالرّجل وتمنع حدوث الحمل ما يأتي:

  • وجود خلل في إنتاج ووظائف الحيوانات المنويّة، وقد تحدث لعدة أسباب منها:
    • عدم نزول الخصيتين لكيس الصفن، أو ما يُعرف بالخصية الهاربة.
    • وجود عيوب وراثيّة.
    • وجود بعض المشاكل الصحيّة، مثل السُكريّ، أو الالتهابات، أو دوالي الخِصية.
  • وجود مشاكل في نقل الحيوانات المنويّة قد يرجع إلى:
    • بعض المشاكل الجنسيّة، مثل سرعة القذف.
    • بعض الأمراض الوراثيّة، مثل التليُّف الكيسيّ.
    • وجود انسداد في الخِصية.
    • تلف أو إصابة الأعضاء التناسليّة.
  • التعرّض المُفرط لعوامل بيئيّة مُعيّنة منها:
    • المُبيدات الحشريّة والمواد الكيميائيّة الأخرى.
    • الإشعاع.
    • التّدخين أو تعاطي الكحول والمُخدّرات.
    • بعض الأدوية، مثل: بعض المُضادّات الحيويّة، وخافضات ضغط الدّم، والمُنشّطات.
  • الأضرار المُرتبطة بالإصابة بالسّرطان وعلاجه، بما في ذلك العلاج بالإشعاع أو العلاج الكيميائيّ؛ لأنّ علاج السّرطان يُمكن أن يُضعِف إنتاج الحيوانات بشدّة.

الأسباب التي تتعلّق بالمرأة

قد تكون أسباب عدم الحمل تتعلّق بمشاكل مُعيّنة عند المرأة ومنها:

  • اضطرابات التّبويض، والتي تُؤثّر على إنتاج البويضات. وتنتج عن:
    • الاضطرابات الهرمونيّة، مثل مُتلازمة المبيض مُتعدّد الكيسات.
    • زيادة تركيز هرمون الحليب.
    • زيادة أو نقص هرمون الغدّة الدرقيّة.
    • مُمارسة الأنشطة الرياضيّة المُفرطة.
    • اضطرابات الأكل.
    • الجروح أو الأورام.
  • تشوّهات الرّحم أو عنق الرّحم، بما في ذلك تشوّه فتحة عنق الرّحم، والأورام الحميدة في جدار الرّحم التي قد تُسبّب انسداد قناة فالوب وتمنع انزراع البويضة المُخصبة.
  • انسداد قناة فالوب، ويُمكن أن يَنجم عن مرض التهاب الحوض النّاتج عن الإصابة بالأمراض المَنقولة جنسيّاً.
  • نمو بطانة الرّحم خارج الرّحم، ممّا قد يُؤثّر على وظيفة المِبيض أو الرّحم أو قناة فالوب.
  • قصور المِبيض الأساسيّ (انقطاع الطّمث المُبكّر)، أي توقّف عمل المبايض وتوقّف الحيض قبل سنّ 40. وعلى الرّغم من أسباب هذه الحالة غير معروفة إلا أنّ عواملَ مُعيّنة قد تُسبّب انقطاع الطّمث في وقت مُبكّر، بما في ذلك أمراض الجهاز المناعيّ، وبعض الحالات الوراثيّة مثل مُتلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner syndrome)، أو مُتلازمة الكروموسوم x الهشّ ( بالإنجليزية: Fragile X syndrome)، والإشعاع أو العلاج الكيماويّ، والتّدخين.
  • وجود التصاقات الحوض: وهي ندوب تنمو في تجويف الحوض وتربط الأعضاء وتَنتج عن التهاب الحوض، أو التهاب الزّائدة الدوديّة، أو عن عمليّات جراحيّة في البطن أو الحوض.
  • الإصابة بسرطان في الأعضاء التناسليّة في كثير من الأحيان تضرّ بشدّة على خصوبة المرأة، والإشعاع والعلاج الكيميائيّ قد تُؤثّر على الخصوبة أيضاً.
  • الظّروف الطبيّة المُرتبطة بتأخّر سنّ البلوغ وغياب الدّورة الشهريّة (الطّمث)، مثل مرض الاضطرابات الهضميّة، ومرض السُكريّ، وبعض أمراض المناعة الذاتيّة مثل الذّئبة (بالإنجليزية: lupus).