ما هي أسباب وجود كيس على المبيض

المبيض

يتكوّن الجهاز التناسليّ الأنثويّ بشكل رئيسي من المبيضين، وقناة فالوب، والرحم، والمهبل، أما المبيضان فلهما دور مهمّ في الجهاز التناسليّ عند كل أنثى، وعددهما اثنان يقعان على جانبي الرحم في تجويف الحوض ويتصلان من الجانبين بقناة فالوب التي تنقل البويضات التي تُنتج شهريّاً إلى الرحم، كل شهر من مبيض على التناوب.

أما عن وظيفة المبيض؛ فله وظيفتان رئيسيّتان؛ الأولى الإباضة؛ حيث إنّه المسؤول عن إنتاج البويضات، والوظيفة الثانية إفراز الهرمونات الجنسية، حيث يفرز المبيض هرمون الإستروجين (Estrogen) وهرمون البروجسترون (Progesterone)، أما عن وظيفة كلٍّ منهما، فإنّ الإستروجين هو الهرمون المسؤول عن ظهور الصفات الجنسية الأنثويّة، مثل بروز الثديين عند البلوغ، وأيضاً هو الهرمون المسؤول عن الدورة الشهريّة، وهرمون البروجسترون هو الهرمون المسؤول عن تهيئة بطانة الرحم لاستقبال البويضة، وتحضير الرحم لأن يكون جاهزاً للحمل إذا كانت البويضة مخصّبة، ويمنع هذا الهرمون انقباضات الرحم التي يمكنها أن تؤثّر في استمراريّة الحمل، ورفض الرحم للبويضة، كما أنه يساهم في تحفيز نمو الأوعية الدمويّة في بطانة الرحم لتغذية الجنين، وله دور في تحضير الثدي لإنتاج الحليب.

أكياس المبيض وأسباب تكوّنها

أكياس المبيض (بالإنجليزيّة: Ovarian Cysts) هي عبارة عن أكياس غالباً ما تكون مملوءة بسائل، تتشكّل هذه الأكياس في المبيض أو عليه، ويمكن أن تكون بأحجام وأعداد مختلفة، قد تكون هذه الأكياس سرطانيّة، ولكنها في الغالب تكون حميدة، ويمكن أن تتشكل في أي وقت من عمر المرأة، لكن غالباً ما تتكوّن في عمر الإنجاب أو عمر النشاط التناسلي،. أما إذا كانت أكياس المبايض سرطانية؛ فغالباً ما تكون عند النساء اللاتي وصلن سن اليأس، لكن بشكل عام عادة ما تكون أكياس المبايض حميدة، وتختفي وحدها خاصة إذا لم تؤدِّ إلى ظهور أي أعراض على المريضة.

أنواع أكياس المبايض

أكياس المبيض الوظيفيّة

وهي أكياس تظهر كجزء طبيعيّ من وظيفة المبيض، وكجزء من الدورة الشهريّة الطبيعيّة، وعادة ما تكون غير خطيرة أو مؤذية، وهناك أنواع مختلفة من الأكياس الوظيفيّة يمكن أن تنشأ خلال التغيّرات التي تحصل في المبيض في كل شهر، أما عن أنواع أكياس المبيض الوظيفيّة فهي:

  • الكيس الجريبي (Follicular cysts): حيث إنّه في كل شهر يتم إنتاج بويضة داخل جراب صغير محاط بسوائل وموجود في قشرة البويضة، وإذا فشل هذا الجراب في الانفجار عند موعد الإباضة لتنطلق البويضة عبر قناة فالوب إلى الرحم؛ فإن السوائل تتراكم في هذا الجراب ويصبح كيساً.
  • كيس الجسم الأصفر (Corpus leteum cyst): عمر مرحلة الجسم الأصفر من الدورة الشهريّة هي 14 يوماً، وتكون مرحلة الجسم الأصفر ثابتة عند كل النساء باختلاف عمر باقي مراحل الدورة الشهريّة، هذا في حال عدم حدوث حمل، أما إذا حدث الحمل، فإن الجسم الأصفر يستمر بإفراز البروجسترون لمدة 5-9 أسابيع، حتى يتحلّل الجسم الأصفر وعمره 14 أسبوعاً، وإذا فشل الجسم الأصفر في التحلّل، فهذا يؤدّي ذلك إلى نشوء كيس الجسم الأصفر، وعادة ما يكون قطر كيس الجسم الأصفر 3 سم، ويمكن أن ينفجر مكوّناً ما يُسمّى بنزيف الجسم الأصفر.
  • كيس لوتيني قريبي (Theca-lutein cysts): وهذا الكيس هو الأقل شيوعاً من بين الأكياس الوظيفيّة التي تظهر في المبيض، ويتكوّن عند المرأة الحامل، وعادة ما يتكوّن في مبيضَي المرأة الحامل، وعادة أيضاً ما يكون أكثر من كيس.

أكياس المبيض المرضيّة

وهي أكياس تنتج من النمو غير الطبيعيّ للخلايا، ونسبة تكوّن هذه الأكياس أقل من نسبة حدوث الأكياس الوظيفيّة. ويمكن أن تكون:

  • الكيسة الجلدانية (Dermoid Cyst): والكيس الجلداني لا يحتوي فقط على سائل، بل يحتوي أيضاً على دم ودهون وعظام وشعر، وللكيسة الجلدانيّة أن تنمو لحجم كبير، وعادة ما تكون غير سرطانيّة.
  • ورم غدّي كيسي (Cystadenomas): وينشأ من الخلايا التي تحيط بالبويضة، ويمكن أن تكون مصليّة أو مخاطيّة، وعادة ما يتضخّم حجم الورم الغديّ الكيسيّ المخاطيّ، ويصل لأحجام كبيرة تضغط على الأعضاء المجاورة، في حين أنّ الورم الغديّ الكيسيّ المصليّ عادة ما لا يتضخّم لأحجام كبيرة.

حالات تؤدّي إلى تكيّس المبايض

  • متلازمة تكيّس المبايض (Polycystic ovarian syndrome): حوالي 6-10% من النساء مصابات بمتلازمة تكيّس المبايض،وتحدث هذه المتلازمة بسبب نمو عدة أكياس صغيرة الحجم غير مؤذية بحد ذاتها في المبيض، حيث تؤثّر هذه الأكياس وتحدث خللاً في الهرمونات التي تُنتجها المبايض، ممّا يؤثّر في الوظائف التي تقوم بها هذه الهرمونات، بالإضافة إلى ارتفاع هرمون الأندروجين وانعدام أو قلة الإباضة.
  • الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis): عندما تنمو الأنسجة المكوّنة لبطانة الرحم في أماكن خارج بطانة الرحم، ويُسمّى ذلك الانتباذ البطانيّ الرحميّ، كأن تنمو الأنسجة في قناة فالوب أو في المبايض أو في المثانة والمستقيم، كما يمكن أن تتكوّن أكياس مملوءة بالدم في هذه الأنسجة.

عوامل الخطر

هناك عدة عوامل إذا كانت عند المرأة، فإنها تزيد من فرصة إصابتها بأكياس المبايض، منها:

  • الحمل.
  • التدخين.
  • تناول مضاد الإستروجين؛ تاموكسيفين (Tamoxifen)؛
  • قصور الغدة الدرقيّة.
  • كما أنّ هناك عقاقير يمكن أن تؤدي إلى تكوّن أكياس على المبايض، مثل العقاقير التي تُستخدم في علاج العقم، كعقار الغونادوتروبين (Gonadotropins) أو دواء كلومفين سيترات (Clomiphene Citrate).

أعراض تكيّس المبايض

من الصعب اكتشاف وجود أكياس في أو على المبايض إذا لم تظهر أعراض على المريضة تدلّ على احتمالية وجودها، وتظهر الأعراض إذا تعرّض الكيس إلى انفجار أو كان كبيراً، أو تم انقطاع التغذية الدمويّة عن المبايض، وتظهر أحد الأعراض الآتية:

  • شعور بالألم في منطقة الحوض.
  • شعور بعدم الراحة وألم في منطقة الحوض أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
  • عدم انتظام في الدورة الشهرية.
  • حدوث إمساك.
  • الحاجة المتكررة للتبوّل.
  • انتفاخ البطن وشعور بالحرقة في منطقة المريء.
  • شعور بالشبع السريع حتى لو تم تناول القليل من الطعام.

علاج أكياس المبيض

يعتمد علاج أكياس المبايض على حجم الأكياس، وهل تسبّب أعراضاً للمريضة أم لا، وهل المرأة في سن اليأس أم لا، ولأنه في الغالب تختفي هذه الأكياس من تلقاء نفسها بعد أسابيع؛ فالخطوة الأولى لعلاج أكياس المبايض هي المراقبة والانتظار، ويجب المتابعة عن طريق عمل صورة تلفزيونيّة، لكن يمكن اللجوء إلى الحل الجراحيّ إذا كان حجم أكياس المبايض كبيراً أو إذا سببت أعراضاً، وإزالة الأكياس يقي أيضاً من إمكانية تحوّل الأكياس إلى أكياس سرطانيّة خبيثة مستقبلاً.