تكوين البُويضات
يبدأ تكوين البُويضات في جسم الجنين الأنثى في الأسبوع السّادس عشر من الحمل، حيث يكون هناك ما يقارب ستّة ملايين إلى سبعة ملايين بُويضة خلال المراحل الجنينيّة، ولا يتم إنتاج البويضات بعد ذلك أبداً، وعند الولادة يصبح عددها قرابة المليون، وعند الوصول لسنّ البلوغ أو السنّ الإنجابي الذي يقع في الغالب بين السنة الحادية عشر إلى السنة السادسة عشر من العمر يكون قد تبقّى ثلاثمئة ألف فقط، ويتم إخراج ثلاثمئة إلى أربعمئة بويضة خلال عمليّات الإباضة الشهريّة طول فترة حياة المرأة الإنجابيّة.
دورة الحيض الشهرية
هي مجموعة من التغيّرات الهرمونيّة والجسميّة التي تحدث بشكل شهري لتحضير رحم المرأة لاحتماليّة حدوث الحمل، حيث تخرج بُويضة واحدة من أحد المبيضين في عملية تُسمّى التبوييض (بالإنجليزية: ovulation) وإذا لم يتمّ تخصيبها من قبل حيوان منوي تحدث عملية انسلاخ لبطانة الرحم المتشكلّة سابقاً ويُرافق ذلك نزول الدم، وهذا ما يُعرف بالدّورة الشّهريّة (بالإنجليزيّة: Menstrual Period). يبدأ الحيض عند الإناث من سنّ البلوغ ويستمر حتى سنّ اليأس (بالإنجليزية:Menopause).
تختلف النّساء في مدّة الدورة الشهريّة التي تمتدّ من اليوم الأوّل في الدورة الشهريّة إلى اليوم الأوّل في الدّورة الشهريّة التالية، حيث إنّ المتوسّط الطّبيعي ما بين ثمانية وعشرين إلى اثنين وثلاثين يوماً، وقد تكون أطول أو أقصر عند بعض النّساء، أمّا عن دم الحيض فيكون معدل نزوله من يومين إلى سبعة أيام عادةً.
أطوار دورة الحيض الشهريّة
هناك ثلاثة أطوار تمرّ فيها الدّورة الشّهرية:
- الطّور الجُريبي: (بالإنجليزيّة: Follicular Phase) مرحلة ما قبل خروج البُويضة.
- الطّور الإباضي: (بالإنجليزيّة: Ovulatory Phase) مرحلة خروج البُويضة.
- الطّور الأصفري: (بالإنجليزيّة: Luteal Phase) مرحلة ما بعد خروج البُويضة.
الطّور الجُريبي
يبدأ الطّور الجُريبي مع أوّل يوم من نزول الدم حيث تتحلّل وتنسلخ الطبقات العُلويّة لبطانة الرّحم (بالإنجليزيّة: Endometrium) وتنزل على شكل دم الحيض. ومن الجدير بالذكر أنّ هرمون الإستروجين (بالإنجليزيّة: Estrogen) يكون قليلاً في بداية هذا الطور مما يدفع غدة تحت المهاد (بالإنجليزيّة: Hypothalamus gland) لإرسال إشارات للغدّة النّخاميّة (بالإنجليزيّة:Pituitary gland) لتُفرز الهرمون المُنبّه للجُريب (بالإنجليزيّة: Hormone Follicle Stimulating) الذي بدوره يحفّز أكثر من جُريب للنموّ والتطوّر إلى بُويضة ناضجة داخل المبيضَين، ولكن يتغلّب جُريب واحد على الجميع حيث يتطوّر ليُعطي البُويضة النّاضجة ويُنتج هذا الجُريب هرمون الإستروجين أما بقية الجُريبات فتتحلّل. تختلف النساء كثيراً في مدّة هذه المرحلة إذ تتفاوت المدة من سبعة أيام إلى أربعين يوماً.
الطّور الإباضي
مرحلة التّبويض عند المرأة
يبدأ الطّور الإباضي بالازدياد المفاجئ والسريع للهرمون المُلوتِن (بالإنجليزيّة: Luteinizing Hormone) الذي يُحفّز الببُويضة على الخروخ من المبيض في عمليّة تسمّى الإباضة أو التّبويض، وقد تحدث خلال مدّة أقصاها ستٍ وثلاثين ساعة من ظهور الهرمون المُلوتِن، ومن ثم تبدأ البُويضة رحلتها خلال قناة فالوب (بالإنجليزيّة: tube Fallopian) بانتظار الحيوان المنوي لإتمام عمليّة التّخصيب.
ومن المُلاحظ أن عمليّة التّبويض لا تكون بالتّناوب بين المبيضين شهريّاً بل تكون بشكل عشوائي، حيث يستمرّ المبيض نفسه في إخراج بُويضة شهريّاً في حال تم استئصال المبيض الآخر. ومن الجدير بالذّكر أن هرمون الإستروجين يزداد ليصل أعلى ما يكون هذه المرحلة بينما يبدأ هرمون البروجسترون (بالإنجليزيّة: Progesterone) بالزّيادة التدريجيّة.
أهميّة معرفة فترة التّبويض
تكمن أهميّة معرفة وقت التّبويض عند المرأة في التّخطيط للحمل أو منع الحمل، حيث تكون المرأة في قمّة خصوبتها في يوم التبويض، وخلال الأيام الخمسة السابقة ليوم التبويض، ويعود السبب في ذلك إلى قدرة الحيوان المنويّ على البقاء حيّاً داخل جسم المرأة حتّى خمسة أيام بعد الجماع، بينما تبقى البُويضة حيّة لمدّة تتراوح بين اثنتي عشرة ساعة إلى أربع وعشرين ساعة فقط بعد خروجها من المبيض.
عوامل تؤثّر في عمليّة التّبويض
قد تؤثّر العوامل الخارجيّة؛ مثل التّعب والضّغط والمرض والتغيُّر في النّشاطات اليوميّة الطبيعّة على موعد التّبويض، وبالتّالي على موعد الدّورة التي تليها. كما تتراجع كميّة ونوعيّة البُويضات مع التّقدّم في العمر بحيث تصبح عمليّة الإباضة غير منتظمة ممّا يجعل الخصوبة تقلّ عند النّساء بعد سنّ الخامسة والثلاثين، وبالتالي تقلّ فرصة الحمل لديهنّ.
بعض صعوبات مرحلة التّبويض
تلاحظ بعض النّساء وجود بقع من الدم خلال مرحلة التّبويض، والبعض الآخر يشعر بألم في أحد الجانبَين السفليين للبطن، ويُسمّى ألم الإباضة (بالألمانية: Mittelschmerz) ويعني حرفيّاً ألم منتصف الدّورة، ويكون الألم جهة المبيض الذي خرجت منه البُويضة، وقد يستمرّ الألم من عدّة دقائق إلى عدّة ساعات.
طرق معرفة يوم التّبويض
- العدّ العكسي: تُناسب المرأة ذات الدّورة الشّهريّة المنتظمة -كل ثمانية وعشرين يوماً- حيث تقوم بالعدّ العكسي أربعة عشر يوماً من الموعد المتوقّع للدّورة التالية.
- درجة حرارة الجسم الأساسيّة: إن قياس درجة حرارة الجسم الأساسيّة في كل صباح قبل النّهوض من السّرير قد يُعطي مؤشّراً لموعد الإباضة، حيث تكون هناك زيادة طفيفة في درجة حرارة الجسم بعد التّبويض، وذلك بسبب هرمون البروجسترون.
- الإفرازات المهبليّة: تتغيّر طبيعة الإفرازات المهبليّة خلال فترة الإباضة حيث تصبح مشابهةً لزُلال البيض.
- جهاز فحص الإباضة: طريقة دقيقة جداً وسهلة الاستخدام تقوم على مبدأ فحص مستوى الهرمون المُلوتِن في بول المرأة، حيث يزداد الهرمون زيادة مفاجئة قبل ستٍ وثلاثين ساعة من التّبويض.
الطّور الأصفري
يبدأ الطّور الأصفري بعد الإباضة ويستمرّ أربعة عشر يوماً تقريباً، إذ ينتهي قبل بداية الدّورة الشهرية التالية. وفي هذا الطور يشكّل ما تبقّى من الجُريب بعد خروج البُويضة منه ما يُسمّى بالجسم الأصفر (بالإنجليزيّة: Corpus Luteum) الذي يقوم بإنتاج هرمون البروجسترون المسؤول عن زيادة سُمك بطانة الرّحم، وامتلائها بالسوائل والمواد المغذيّة للجنين، ومن الجدير بالذكر أن هرمون الإستروجين يكون عالياً في هذا الطور؛ إذ يساعد على زيادة سُمك الرحم أيضاً. إذا لم تتمّ عمليّة الإخصاب للبُويضة أو عمليّة الانغراس للبُويضة المخصّبة في الرّحم فإن الجسم الأصفر يتحلّل بعد أربعة عشر يوماً، وتنخفض مستويات هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون ثمّ تبدأ دورة حيض جديدة.