سن اليأس عند المرأة

سِنّ اليأس

يُعرّف سن اليأس (بالإنجليزية: Menopause) على أنّه انقطاع الطمث لمدة 12 شهراً بسبب توقّف عملية الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)، فلا تعود المرأة قادرةً على الحمل والإنجاب، ويُعدّ حدوثه تغيّراً بيولوجياً طبيعيّاً، ويحدث هذا التغيّر بشكلٍ تدريجيّ، فبتقدّم المرأة في العمر ينخفض مخزون البويضات في الجسم، ويقل إنتاج هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) بمختلف أشكاله؛ الأمر الذي يجعل جسد المرأة يتصرّف بطريقةٍ مختلفةٍ عن الوضع الطبيعيّ مسبّباً ظهور بعض الأعراض والعلامات التي تتفاوت من امرأةٍ إلى أخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ متوسط عمر النساء عند بلوغهنّ سنّ اليأس هو 51 عاماً.

أعراض وعلامات سِنّ اليأس

تظهر أعراض وعلامات سنّ اليأس قبل انقطاع الطمث بعدة أشهر أو سنوات في مرحلةٍ تُدعى فترة ما حول اليأس (بالإنجليزية: Perimenopause)، ولكن قد يبدأ سنّ اليأس بشكلٍ مفاجئٍ في حالاتٍ خاصة كالحالات التي يتم فيها تناول أدوية السرطان، وعندها تكون الأعراض أشدّ وأسوأ. وغالباً ما تستمر الأعراض بالظهور لما يقارب أربعة أعوام من آخر دورة شهرية، ومن أعراض وعلامات سنّ اليأس ما يلي:

  • الهبّات الساخنة (بالإنجليزية: Hot flushes): وتعني الشعور المفاجئ بالحرارة والتعرّق، وخاصةً في الوجه، والرقبة، والصدر.
  • التعرّق الليليّ (بالإنجليزية: Night sweats): و ينتج عن الهبات الساخنة التي تحدث أثناء الليل.
  • جفاف المهبل (بالإنجليزية: Vaginal dryness):مما يُسبب الألم وعدم الراحة أثناء ممارسة الجنس.
  • ضعف الرغبة الجنسيّة (بالإنجليزية: Reduced sex drive).
  • تقلّبات في المزاج كالاكتئاب والهلع.
  • مشاكل في الذاكرة والتركيز.
  • الخفقان (بالإنجليزية:palpitations) .
  • التهابات المسالك البولية المتكررة.
  • تيبّس المفاصل.
  • صعوبة النوم.
  • الصداع.
  • تساقط الشعر.
  • جفاف الجلد.

مضاعفات سِنّ اليأس

قد تحدث بعض المضاعفات بعد سنّ اليأس، ويجدر التنبيه إلى أنّ حدوثها لا يُعزى لوصول سنّ اليأس فقط، بل إنّ التقدم في العمر بحدّ ذاته يلعب دوراً مهمّاً في ظهورها، ومن هذه المضاعفات ما يلي:

  • أمراض القلب: ترتفع احتمالية إصابة النساء بأمراض القلب (بالإنجليزية: Heart Diseases) بعد بلوغهنّ سنّ اليأس، مما يجعل النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالنّوبات القلبية (بالإنجليزية:Heart attack) في هذا العمر، وكذلك قد تُعاني النساء من عدم انتظام ضربات القلب بسبب الانخفاض الحادّ في مستوى هرمون الإستروجين في الجسم، ويمكن تقليل فرص حدوث أمراض القلب باتّباع نمط حياةٍ صحيّ؛ كالامتناع عن التدخين، وتناول الأغذية الصحية كالخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة.
  • هشاشة العظام: يلعب هرمون الإستروجين دوراً مهمّاً في صحة العظام؛ إذ يدعم الخلايا المكوّنة للعظام، وبنقص الإستروجين يضعف بناء العظام ويزداد معدّل هدمها، ممّا يزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)، وتكمن خطورة هشاشة العظام في الكسور الناتجة عنها، وغالباً ما تحدث هذه الكسور في الحوض، والعمود الفقريّ، والرسغ، هذا وإنّ حدوثها عند التقدّم بالعمر يجعل عملية الشفاء بطيئة، ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام عن طريق تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • مشاكل بولية: تظهر مشكلة سلس البول بشكلٍ كبيرٍ في كبار السن، وخاصة بعد سنّ اليأس؛ إذ تفقد المرأة القدرة على التحكم بخروج البول وخاصة عند السعال أو الضحك، ويمكن الحدّ من هذه المشكلة بالامتناع عن التدخين، وإنقاص الوزن، مع ضرورة إخبار الطبيب بالمشكلة لصرف الدواء المناسب.
  • زيادة الوزن: وخاصةً في منطقة البطن، وتجدر الإشارة إلى أنّ زيادة الوزن في هذه المنطقة ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك يجدر بالمرأة الانتباه لكمية السعرات الحرارية المتناولة والحرص على تقليلها، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

علاج أعراض سنّ اليأس

يهدف العلاج إلى السيطرة على أعراض وعلامات سنّ اليأس، ومحاولة تجنّب المضاعفات المحتملة، والسيطرة عليها في حال ظهورها، ومن العلاجات المستخدمة ما يلي:

  • العلاج الهرمونيّ (بالإنجليزية: Hormone therapy): يصف الطبيب المختصّ العلاج الهرموني المناسب اعتماداً على التاريخ الصحيّ للمرأة وعائلتها، فمثلاً إذا كان الرحم لا يزال موجوداً؛ فإنّ الطبيب سيصرف البروجسترون والإستروجين معاً، وسيصرف الإستروجين وحده إذا كان الرّحم مُستأصلاً، وعلى الرغم من اعتبار الإستروجين العلاج الأكثر فعالية للهبات الساخنة التي ترافق سنّ اليأس، وقدرته على منع فقد الكتلة العظمية، إلا أنّ استخدامه لفتراتٍ طويلة قد يُسبّب بعض المتاعب والأعراض الجانبية مثل ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي.
  • الإستروجين المهبلي (بالإنجليزية: Vaginal Estrogen): يُعطى الإستروجين في المهبل مباشرةً على شكل كريم أو قرص مهبليّ لتخفيف جفاف المهبل والألم الناتج عنه أثناء الجماع، وكذلك قد يساعد على تخفيف بعض المشاكل البولية.
  • مضادّات الاكتئاب بجرعاتٍ منخفضة (بالإنجليزية: Low-dose antidepressants): قد يلجأ الطبيب لوصف مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: selective serotonin reuptake inhibitors) بجرعاتٍ منخفضة إذا كانت المرأة تعاني من الهبات الساخنة ولا تستطيع أخذ الإستروجين بسبب وجود مانعٍ صحيّ، أو إذا كانت تعاني من اضطرابات المزاج وتحتاج بالفعل لمضادٍ للاكتئاب.
  • دواء غابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin): أظهر دواء غابابنتين فعاليّةً في تخفيف الهبات الساخنة وخاصة أثناء الليل، وقد يلجأ الطبيب لوصفه إذا كان استعمال الإستروجين غير مسموحٍ لمانع صحيّ.
  • دواء كلونيدين (بالإنجليزية: Clonidine): من الممكن أن يساعد دواء كلونيدين على التخفيف من الهبات الساخنة.
  • أدوية هشاشة العظام: (بالإنجليزية: Osteoporosis Medications): قد يصف الطبيب فيتامين د لتقوية العظام في هذه المرحلة، وقد يلجأ لأدوية أخرى من شأنها أن تمنع أو تعالج هشاشة العظام اعتماداً على صحة وتاريخ المرأة الطبيّ.