فقدان الشهية
يحدث فقدان الشهية (بالإنجليزية: Anorexia) عندما تقل رغبة الشخص بتناول الطعام، وهناك أسباب كثيرة يمكنها أن تؤثر في شهية الشخص، وتشمل هذه الأسباب المشاكل العقلية والأمراض الجسدية التي يمكن أن يصاب بها الإنسان، كما ويمكن أن يسبّب فقدان الشهية أعراضاً كفقدان الوزن أو سوء التغذية، بالتالي يعدّ إيجاد السبب الكامن وراء فقدان الشهية وعلاجه أمراً ضرورياً.
أسباب فقدان الشهية
هناك أسباب طبيّة عديدة تؤدي إلى فقدان الشهية، بعضها مؤقت كأن يكون فقدان الشهيّة من الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، وبعضها يكون بسبب مشكلة صحية تستمرّ لفترة طويلة، وفي بعض الأحيان يرتبط فقدان الشهية مع فقدان الشهيّة العصبيّ (باللإنجليزية: Anorexia Nervosa)، وفي أحيان أخرى يرتبط بتغير في حاسة التذوق.
من الأسباب الطبيّة التي قد يكون من أعراضها الجانبية فقدان الشهيّة الآتي:
- مرض أديسون (بالإنجليزية: Addison disease)، وهو مرض يؤدّي إلى قصور في وظيفة الغدّة الكظرية.
- مرض الكبد الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic liver disease)، ويعني تدمير الكبد نتيجة الإكثار من شرب الكحول.
- مرض اليد والقدم والفم (بالإنجليزية: Hand, foot and mouth disease )، ويحدث هذا المرض نتيجة عدوى فيروسية تسبّب تقرّحات في الفم وعلى اليدين والقدمين.
- الربو عند الأطفال، ويعدّ مرض الربو مرضاً التهابياً مزمناً يصيب المجاري التنفّسية عند المريض.
- اضطراب نهم الطعام (بالإنجليزية: Binge eating disorders)؛ وهو أحد اضطرابات الأكل ويعاني المصاب بها من أكل كميات كبيرة من الطعام غالباً بطريقة سريعة، ثم يشعر بالذنب وقد يقوم بالتخلص من الطعام المأكول بطرق غير صحيّة.
- السرطان، والآثار الجانبية لعلاج السرطان.
- مرض حساسية القمح (بالإنجليزية: Coeliac disease)؛ ويحدث نتيجة ردّ فعل مناعي ضدّ الجلوتين الموجود في القمح والشعير والحنطة.
- داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)؛ حيث يؤثر هذا المرض في القدرة على هضم الطعام، بالإضافة إلى أعراض الألم والإسهال.
- الخرف (بالإنجليزية: Dementia)؛ وهو مصطلح فضفاض يعني تدهور القدرات العقلية عند المريض بشكل يؤثّر في حياته.
- الاكتئاب؛ حيث يؤثر في الجسم، وكذلك العقل ويمكن أن يؤثر في طريقة الأكل عند الشخص.
- داء السكري.
- الضغط النفسي.
- الزحار (بالإنجليزية: Dysentery)؛ وهو التهاب يصيب الأمعاء خاصّة القولون، وعادة ما يسبّب إسهالاً شديداً يصاحبه دم ومخاط، ويؤدّي إلى شعور المريض بالغثيان فقدان الشهيّة.
- الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy).
- التهاب شغاف القلب (بالإنجليزية: Endocarditis)؛ عدوى نادرةٌ وخطرة على الحياة، تصيبُ الطبقةَ أو البطانة الداخلية للقلب.
- مرض الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: (Gastro-oesophageal Reflux Disease (GORD)؛ وهو اضطراب يؤثّر في العضلة العاصرة لأسفل المريء التي تفصل بين المريء والمعدة، مما يؤدي إلى ارتجاع أحماض المعدّة إلى المريء.
- التهاب الكبد الفيروسي C.
- الفشل الكلوي.
- التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis).
- داء الجيارديات (بالإنجليزية: Giardiasis)؛ وهو يصيب التهاب الأمعاء الدقيقة يسبّبه طفيل الجيارديا المعويّة (بالإنجليزية: Giardia lamblia).
- التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)؛ وهو التهاب يصيب القولون والمستقيم.
علامات فقدان الشهية
أحياناً يكون من الصعب التفريق بين أعراض فقدان الشهية وسلوكيات اتباع نظام غذائي ما أو حتى سلوكيات الأكل العادي، ويمكن التفريق بين فقدان الشهية والحالات الطبية الأخرى عن طريق ملاحظة العلامات المرضية الآتية على المريض:
- فقدان الوزن الشديد.
- المظهر النحيل.
- الدوخة والإغماء.
- الإعياء العام.
- حدوث اختلاجات.
- ضعف الأظافر.
- ضعف الشعر وتكسره وتساقطه.
- انخفاض ضغط الدم.
- غياب الحيض (انقطاع الطمث).
- الإمساك.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- عدم احتمال البرد.
- ارتفاع إنزيمات الكبد.
- الجفاف.
- هشاشة العظام، وفقدان الكالسيوم من العظام مما يؤدي إلى حدوث كسور.
- تعداد الدم غير الطبيعي.
- أما العلامات المرضية الأشد خطورة، والتي قد تدلّ على أن الشخص يعاني من أحد اضطرابات الأكل وهو فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia Nervosa)، فهي كالآتي:
- رفض تناول الطعام.
- تفادي وجبات الطعام.
- إنكار الجوع، حتى عندما يتضور الشخص من الجوع.
- إيجاد الأعذار لعدم الأكل.
- الهوس بحجم وشكل الجسم.
- صعوبة في التركيز.
- تناول أصناف طعام معينة وقليلة، وعادة ما تكون منخفضة الدهون والسعرات الغذائية.
- اعتماد عادات غذائية، كبصق الطعام بعد مضغه، أو تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة.
- وزن الطعام.
- طهي الوجبات للآخرين لكن رفض تناولها.
تشخيص مرض فقدان الشهية
يتم تشخيص فقدان الشهية بدايةً بمعرفة الأعراض التي يعاني منها المريض، وقياس وزنه وطوله ومقارنته مع المتوسط الطبيعي للطول والوزن، ثم معرفة التاريخ المرضي للمريض والأدوية التي يأخذها، ومعرفة النظام الغذائي للمريض، كذلك يجب أن يعرف الطبيب وقت بداية ظهور الأعراض، ومدة شدّة هذه الاعراض، وكمية الوزن التي فقدها المريض، وهل حدثت الأعراض إثر حدث مهم في حياة المريض، وهل يعاني من أية أعراض أخرى.
بعد ذلك يمكن أن يطلب الطبيب فحوصات معينة لمعرفة سبب فقدان الشهية، كفحص البطن بالموجات فوق الصوتية، وطلب تعداد كامل للدم، وفحص لوظائف الكبد والغدة الدرقية والكلى، وصورة أشعة سينية (بالإنجليزية: X-ray image) لرؤية المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة، كما ويمكن أن يطلب الطبيب تصويراً مقطعيّاً محوسباً (بالإنجليزية: Computed Tomography) للرأس والصدر والبطن والحوض، كذلك يمكن أن يطلب الطبيب فحص حمل إذا كانت المريضة أنثى، وفحص فيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus (HIV) Test)، وفحص بول.
علاج فقدان الشهية
يعتمد علاج فقدان الشهية على السبب، فمثلاً إذا كان سبب فقدان الشهية عدوى فيروسية أو بكتيرية؛ فإن فقدان الشهية في هذه الحالة لا يحتاج علاجاً، فعند شفاء المريض من هذه العدوى تعود شهية المرء كما كانت.
الرعاية المنزلية
إذا كان سبب فقدان الشهية حالة طبية كمرض السرطان أو مرضاً مزمناً، فمن الصعب في هذه الحالة تحفيز شهية المرء، لكن الأكل مع الأهل والأصدقاء بالإضافة إلى طبخ الطعام الذي يفضله الشخص أو تناول الطعام في مطعم ما من شأنه أنه يحفّز الشخص على تناول الطعام، إضافة إلى ذلك ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة أيضاً قد تحسّن شهية الشخص.
من النصائح التي قد تجدي مع الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية، أن يتم تناول وجبات صغيرة بدلاً من الكبيرة خلال اليوم، حيث تستوعبها المعدة بصورة أفضل، مع التأكيد على أن تكون هذه الوجبات غنية بالسعرات والبروتينات، ويمكن أن يجرّب المريض مشروبات البروتين السائلة.
يمكن للمريض أن يحتفظ بمفكّرة لتسجيل الوجبات التي يتناولها على مدى عدّة أيام أو أسبوع، وهذا قد يساعد الطبيب على تقييم كمية الطعام التي يتناولها المريض ومدى انخفاض الشهية.
العلاج الدوائي
يمكن أن يصف الطبيب للمريض واحداً من الأدوية الفاتحة للشهية، وإذا كان هناك سوء تغذية، يتم تزويد المريض بالعناصر الغذائية اللازمة عن طريق الوريد، كما يتم علاج فقدان الشهية الناجم عن الأدوية بتغيير جرعات هذه الأدوية أو استبدال الدواء بآخر، لكن يجب التأكيد على عدم تغيير الدواء إلا بإعلام الطبيب واستشارته، وإذا اشتبه الطبيب أن فقدان الشهية سببه نفسيّ، فيتم تحويل المريض إلى طبيب نفسي مختص لعلاج السبب سواء أكان اكتئاباً، أم اضطراب الأكل، أم استخداماً خاطئاً للأدوية.
مضاعفات عدم علاج فقدان الشهية
إذا كان انخفاض الشهية بسبب حالة قصيرة الأجل، فمن المرجّح أن تعود الشهية طبيعية كما السابق دون أي آثار طويلة الأجل، ومع ذلك إذا كان انخفاض الشهية حالة طبية، فإن الحالة قد تزداد سوءاً إذا تُركت دون علاج، ويمكن أن ترافق انخفاض الشهية أعراض أكثر شدة، كالآتي:
- إذا استمرت حالة فقدان الشهيّة عند المريض لأكثر من بضعة أسابيع أو سبّبت لديه سوء تغذية ونقصاً في العناصر المهمة في الجسم؛ فتجب مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن كي لا يحدث للمريض مضاعفات يمكن أن تهدّد حياته.