الطب
تُشير كلمة الطب إلى معنى علم الشفاء وممارسة التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض، وتعزيز الصحّة، ويُشير أيضاً إلى الأدوية والعقاقير والمواد المستخدمة للعلاج والشفاء من الأمراض. مرّ الطب في العديد من المراحل عبر العديد من العصور المختلفة بدءاً من الفراعنة، والرومان، وغيرهم إلى عصرنا الحالي.
لم يَكن الحُصول على تاريخ الطب سهلاً، وذلك لأنّ مُعظمه قد كان مكتوباً كرسومات وبقايا عظمية، لذلك كان يجب استخلاصه واستنتاجه وتفسيره، كذلك الأمر على الأدوات الجراحية، إضافةً إلى اكتشاف الاستخدامات العشبية للنباتات والأطعمة، وذلك عبر عملية التجربة والخطأ. سنتعرّف خلال هذا المقال على أوّل طبيب في العالم وهو فرعوني يُعرف باسم إمحوتب.
كان إمحوتب أول طبيب في العالم، وهو فرعوني ولد في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد، عرف كذلك في مجالات مختلفة أخرى، مثل: الهندسة المعمارية -كوالده- حيث بنى أوّل هرم في مصر بارتفاع يصل إلى 200 قدم (61 متراً)، وهو كذلك كاهن، وكاتب، وحكيم، وشاعر، وعالم فلك، ووزير، ورئيس وزراء.
ما اشتهر به إمحوتب
كان إمحوتب وزيراً في عهد الملك زوسر؛ حيث وصف بأنه “المشرف على كل شيء في هذه الأرض بأكملها.”، كما كان كبير مستشاري زوسر في جميع الأمور الدينية والعملية، وكان يُسيطر على إدارات السلطة القضائية (نظام المحاكم)، والخزانة، والحرب، والزراعة وغيرها.
إنجازات إمحوتب
شخّص إمحوتب وعالج أكثر من 200 مرض، 15 منها باطني، و11 مرضاً يتعلّق بالمثانة، و10 بالمستقيم، و29 مرضاً يتعلق بالعيون، و18 مرضاً يرتبط بأمراض الجلد، والشعر، والأظافر واللسان. تعامل إمحوتب مع حالات مرضية مختلفة، مثل: السل، وحصى المرارة، والتهاب الزائدة الدودية، والنقرس، والتهاب المفاصل، وإضافةً إلى كلّ ذلك كان قد استخرج الأدوية من النباتات. حاز إمحوتب على مكانةٍ عظيمة عند اليونانيين، وقام الرومان بنقش بعض المَعالم المُرتبطة به على جدران مَعابدهم.
لا توجد سجلّات تاريخيّة لأعمال إمحوتب باعتباره شخصيّةً سياسية، ولكن حكمته كمستشار ديني تمّ الاعتراف بها على نطاق واسع بعد أن أنهى المجاعة الرهيبة (من نقص حاد في المواد الغذائية) التي سيطرت على مصر خلال سبع سنوات من حكم زوسر.
ما بعد إمحوتب
حصّصت بعض المعابد قاعات لتدريس الطّرق الطبية وكذلك للحفاظ على المواد الطبية، كما وقد حدث بعد ذلك تطوّر على الطب في عهود مختلفة، وإنّ أشهر من عرف في نفس المجال هو أبقراط وكذلك ابن سينا وغيرهم.