فوائد شرب اليانسون

اليانسون

يحملُ اليانسون الاسم العلميّ (“Pimpinella anisum”)، وهو أحدُ النّباتات العشبيّة التي تُعتبر من أقدم النّباتات الطبيّة، وهو ينتمي إلى الفصيلة المظليّة (الّتي تحملُ الاسم العلميّ: Umbelliferae family)، ويبلغُ ارتفاع عشبة اليانسون ما يتراوح بين 30-50 سم، وهي تحملُ أزهاراً صغيرةً ذات لونٍ أبيض، وبذوراً صغيرة لونها بين الأخضرِ والأصفر، وهو نباتٌ حوليّ يتميّز بطعمه الحلو ورائحته العطرة، ويُستعمل نبات اليانسون في العديد من الأغراض، مثل النّكهة، وعلاج تقلّصات الجهاز الهضميّ، والمساعدة على الهضم، وطرد الغازات، وتستعمله المُرضعات لزيادة إدرار الحليب، كما أنّه يريح الأطفال الرضّع من المشاكل الهضميّة، هذا بالإضافة إلى استخدامه في العديد من الصّناعات الغذائيّة.

ويُزرع اليانسون في شرقِ بلاد حوض البحر الأبيض المتوسّط، وغربِ آسيا، والشّرق الأوسط، والمكسيك، ومصر، وإسبانيا، أمّا بالنّسبة لموطنه الأصليّ فهو غير معروف، ولكنّ الواضح أنّ أصله من الشرق الأدنى، ويتمّ إنتاج اليانسون المُستخدم عادةً عن طريقِ تجفيفِ ثمارِه ويتحدّث هذا المقال عن فوائد شرب اليانسون المثبتة علميّاً، كما سيتناول استخداماته الشّعبيّة.

التركيب الكيميائي لليانسون

يحتوي اليانسون على زّيتٍ طيّار يحتلّ ما نسبته 1.5- 6% من كتلته، ويتكون هذا الزّيت بشكل رئيسي من الأنيثول المتحول (بالإنجليزيّة: Trans-anethole)، والذي يُشكّل حوالي 93.9% منه، بالإضافة إلى الإستراجول (بالإنجليزيّة: Estragole) بنسبة 2.4%، كما تشمل المواد التي وجدت فيه بتركيز أكبر من 0.06% كل ممّا يلي: (بالإنجليزيّة: (methyleugenol), (α-cuparene), (α-himachalene), (β-bisabolene), (p-anisaldehyde), و(cis-anethole))، ويختلف تركيب هذا الزّيت من دراسة إلى أخرى بحسب طريقة التّحليل الكيميائي الذي استخدمته الدّراسة، واختلاف مصدر اليانسون، واختلاف موعد حصاده، ويحتوي اليانسون أيضاً على الليبيدات (الدهون) الغنيّة بالأحماض الدهنيّة، مثل حمض البالمتيك وحمض الأوليك، وهي تشكّل حوالي 8-11% من كتلته، وعلى الكربوهيدرات التي تشكّل حوالي 4% من كتلته، والبروتينات التي تحتل 18% منها.

فوائد شرب اليانسون

يمنح شُرب اليانسون العديد من الفوائد الصحيّة، وتشمل فوائده المثبتة علميّا ما يأتي:

  • يفيد شرب اليانسون في علاج الإمساك، حيث إنّه يُعتبر مليّناً طبيعياً للأمعاء ومعالجاً للغثيان، كما أنّه مستخدم في طرد الغازات وتخفيف ألم تقلّصات الجهاز الهضميّ، وتخفيف حالات المشاكل الهضميّة وسوء الهضم.
  • يُستعمل اليانسون بهدف إدرار حليب الأم المُرضع وتخفيف المشاكل الهضميّة عند الرّضيع، ولكن لا زالت البحوث التي تدعم دوره في زيادة إدرار الحليب غير كافية لإثبات هذا التأثير.
  • يعتبر اليانسون مرخياً للعضلات ومضادّاً للتشنّجات.
  • يعتبر اليانسون فاتحاً للشّهية.
  • يحتوي اليانسون على مضادات أكسدة قويّة تقاوم الجذور الحرّة.
  • يساهمُ اليانسون في طردِ البلغم.
  • يساهمُ اليانسون في تخفيفِ أعراض الكحة، حيث قامت إحدى التّجارب العلميّة بدراسة تأثير خلطة أعشاب تتكون من مُستخلص ورق اللبلاب الجاف ومغلي اليانسون والزّعتر والمواد الهلاميّة (بالإنجليزيّة: Mucilages) لجذر نبتة الخطمى (بالإنجليزيّة: Marshmallow root) على 62 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 16-89 عاماً مصابين بالكحّة بسبب الرّشح العادي أو التهاب القصبات الهوائيّة أو غيرها من أمراض الجهاز التنفسيّ التي يتكوّن فيها البلغم، وقد وجدت هذه الدّراسة تحسّناً في أعراض الكحّة بعد تناول هذا العلاج، كما وتقترحُ بعضُ البحوث الأوليّة أنّ تناولَ كوبٍ من شاي خلطة اليانسون، والبابونج، والزّعفران، والشّمر، والكراوية، وعرق السّوس، والهيل، والحبّة السوداء، يخفّف الكحة وعدم الرّاحة في النوم في الأشخاص المصابين بالرّبوِ التّحسّسي.
  • يساهمُ شربُ اليانسون في علاج قرحة المعدة عن طريق خفض الضّرر الذي يصيب الغشاء المخاطيّ بسبب المواد المحفّزة للقرحة.
  • يعمل اليانسون كمضاد بكتيري وفطري، حيث وُجد أنّ كل من مستخلصات اليانسون وزيته الطيار له فاعليّه في القضاء على العديد من أنواع البكتيريا والفطريّات.
  • يُساهم شرب اليانسون في مقاومة الفيروسات.
  • يساهم اليانسون في مقاومة مرض السّكري، حيث وَجدت دراسة أنّ تناول 5 جم من مسحوق بذور اليانسون يوميّاً لمدة 60 يوماً قد نتج عنه انخفاض في مستوى سكّر الدم بمعدل 36%، بالإضافة إلى خفض الدهون الثلاثية، وخفض الكولسترول، وخفض أكسدة بروتينات الدم والليبيدات (الدهون).
  • يساهم اليانسون في تخفيف آلام الدّورة الشّهرية، حيث وجدت دراسة أنّ تناول مُنتج يحتوي على اليانسون والزّعفران وبذور الكرفس يقلّل من مدّة وشدّة آلام الدّورة الشّهرية.
  • يُمكن أن يساهم اليانسون في تجديد خلايا الكبد.
  • وجدت بعض الدّراسات العلميّة قدرة للأنيثول (المكوّن الرّئيسيّ لزيت اليانسون الأساسيّ) على قتلِ الخلايا السّرطانية وتصغير حجم الأورام.
  • تشيرُ بعضُ الأبحاث الأوليّة إلى دورٍ لليانسون في تحفيز نزول الدّورة الشهرية، وفي زيادة الرّغبة الجنسيّة، ولكن تحتاج هذه النتائج إلى المزيد من البحث العلميّ لإثباتها.

الاستخداماتُ الشّعبيّة لليانسون

يٌستعمل الياسنون شعبيّاً في العديد من الأغراض، مثل:

  • تخفيف آلام حالات الشّقيقة.
  • طرد الغازات.
  • التّعقيم.
  • إدرار البول.
  • زيادة إدرار حليب المُرضع.
  • زيادة التّبول.
  • زيادة التّعرق.
  • تحفيز نزول الحيض.
  • تلميع الأسنان.
  • المساعدة على الهضم والمساهمة في علاج حالات الإمساك.
  • تذكرُ بعضُ كتب الطب الشعبيّ استعمال اليانسون لحالات الحزن والكوابيس، وكعلاج لحالات الصّرع ونوبات التشنّج العصبيّ والأرق وبعض الاضطرابات العصبيّة.
  • تخفيف الآلام المصاحبة للدورة الشهرية.
  • يتم استعمال اليانسون كفاتح للشهيّة عند الأشخاص المصابين بفقدان الشهيّة.

استخدامات أخرى لليانسون

  • يحملُ زيت اليانسون الطيّار تأثيرات مبيدة للحشرات.
  • إنتاج الأغذية، حيث إنّه يستعمل للنّكهة وللرّائحة الزّكية.
  • تشيرُ بعض الدّراسات الأوليّة إلى أنّ استعمال بخاخ يحتوي على زيت اليانسون، وزيت جوز الهند، وزيت الزهرة اليابانية اليلانج يلانج على فروة الرأس يساعد على التخلص من قمل الرّأس.

جرعة اليانسون

لا تُوجد دراسات علميّة تُحدّد الجرعات التي يجب تناولها من اليانسون، ولكن تمّ تحديد الجرعات التّالية من قبل الخبراء عن طريق التّجارب السريريّة، حيث تم تحديد جرعة للبالغين والأطفال من عمر 12 سنة وأكثر لعلاج حالات ألم تقلّصات الجهاز الهضميّ والنّفخة، وكطارد للبلغم في الكحّة ونزلات البرد، إذ تمّ تحديد إعطاء شاي اليانسون المحضر من 1-5 جم من ثمار اليانسون المطحونة مع 150 ملل من الماء مرتين إلى ثلاث يومياً في هذه الحالات، ويجب الأخذ بعين الاعتبار عدم تناول أي مستخلص لليانسون يحتوي على أكثر من 5 جم لمدة تتجاوز الأسبوعين دون استشارة الطّبيب، أمّا في الأطفال الرّضع فيمكن إضافة ملعقة صغيرة من اليانسون المطحون مع حليب الرّضاعة.

محاذير استعمال اليانسون

يعتبرُ تناول اليانسون بالكميات الاعتياديّة الموجودة في الحمية آمناً، ولكن يجب أخذ الحذر عند تناوله في الحالات الآتية:

  • الأطفال: لا يُنصح بإعطائه للأطفال بجرعات علاجيّة للاحتياط، حيث لا توجد دراسات علميّة تفيد بإمكانية إعطائه لهم بأمان، ولكن لا بأس بتناوله من قبل الأطفال بالكميّات الموجودة في الحمية بشكلٍ اعتياديّ.
  • الحمل والرّضاعة: وُجد للأنيثول المتحوّل (المكوّن الرّئيسيّ لزيت اليانسون الأساسيّ) تأثير إستروجيني وتأثيرات مضادّة للإخصاب وقاتلة لخلايا الجنين في التّجارب التي أجريت على جرذان التجارب، ولذلك يجب تجنّب زيت اليانسون خلال فترات الحمل والرّضاعة، أما بالنسبة للتحضيرات المائيّة لليانسون فلا بأس من تناولها أثناء الحمل والرضاعة بالجرعات العادية.
  • يجب تجنّب استعمال زيت اليانسون الطيّار دون استشارة الطّبيب وتحديد الجرعات المُتناولة منه؛ وذلك لما يمكن أن ينتج عنه من سمية.
  • الحالات الصحية الحسّاسة للهرمونات، مثل سرطان الثّدي، وسرطان الرّحم، وسرطان المبايض، وداء بطانة الرّحم المُهاجرة (بالإنجليزيّة: Endometriosis) والألياف الرّحميّة (بالإنجليزيّة: Uterine fibroids): يجب تجنّب اليانسون في هذه الحالات بسبب ما يحمله من نشاط مشابه لهرمون لإستروجين.
  • حساسيّة اليانسون: يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسيّة اليانسون تجنّبه وتجنب كل ما يحتوي عليه.

تداخلات دوائية لليانسون

يتفاعل اليانسون مع الأدوية التالية:

  • أدوية منع الحمل، والتي يمكن أن يقلل اليانسون من فعاليتها.
  • حبوب الإستروجين، حيث يمكن أيضاً أن يقلل من فعاليتها.
  • التاموكسيفين، وهو عقار مُستخدم في العلاج والوقاية من أنواع السّرطان الحسّاسة لهرمون الإستروجين، ويمكن أن يقلّل اليانسون من فعاليّة هذا الدواء، ولذلك يجب تجنب اليانسون في حال تناوله.