اليانسون
اليانسون (الاسم العلميّ: Pimpinella anisum) هو نبات عُشبيّ حَوليّ يصل ارتفاعه إلى 30-50سم، ذو مذاق شهيّ، ورائحة مُنعشة، له أسماء مُتعدّدة عربيّاً؛ كالحَبَّة الحُلوة، أو الكَمُّون الحُلو، يتميّز بزهورٍ بيضاءَ وبذور خضراءَ وصفراءَ صغيرةٍ، يعود أصله لدول البحر الأبيض المُتوسّط. تحتوي بذوره على نسبة 1.5 – 5.0% من الزّيوت الطيّارة؛ الأنيثول كمكوّن رئيسيّ، ويحتوي على كميّة صغيرة من الأستراجول (بالإنجليزية: estragol) والمواد الفعّالة الأُخرى، يُستخدَم منقوع البذور كمشروب ساخن في الطبّ التقليديّ عند العرب وفي إيران كمطهّر، وطارد للرّيح، ومدرّ للبول، ومُسكّن، ومُهدِّئ للأعصاب، ولزيادة إنتاج الحليب عند المُرضِعات، كما يُريح الأطفالهنّ من مشاكل الجهاز الهضمي والمغص. ولمعالجة عسر الهضم ونزلات الجهاز التنفسي وكما يستخدم كمقشّع معتدل لتخفيف السعال المرتبط بالرشح والإنفلونزا.
يُزرع اليانسون في مناطق إقليم شرق البحر الأبيض المُتوسّط، وغرب آسيا، والشّرق الأوسط، والمكسيك، ومصر، وإسبانيا، وإيران، وتُحصَد ثماره (بذوره) في شهرَي أغسطس وسبتمبر. يدخل اليانسون في صنع الكثير من المأكولات؛ فهو يُستخدَم كمُنكّه، ويُضاف مع التّوابل على الأطباق خاصّةً السَمَكيّة منها، والآيس كريم، والحلويّات، والعلكة، وفي صنع الخبز، والكعك، وأصناف من الحلويات العربيّة لإضافة نكهته الخاصّة الشهيّة على الأطعمة.
فوائد اليانسون
اكتسبت الأعشاب أهميّةً بالغةً في مجال الصحّة والعلاج البديل، ولليانسون الكثير من الفوائد الصحيّة منها:
اليانسون مهدّئٌ للأعصاب
قد يكون لليانسون دور في العلاجات المُحتمَلة للتّعامل مع الاضطرابات المُسبّبة للاكتئاب باعتباره مُضادّ للاكتئاب، والقلق، ومُهدِّئ للأعصاب، ويُساعد على الاسترخاء.
اليانسون للوقاية من الأمراض
يحتوي اليانسون على مُركّبات تمتلك خصائصَ مُضادّةٍ للأكسدة تقوم بحماية الخلايا ضدّ التَّلَف التَأكسُديّ؛ وبالتّالي تتصرّف بمثابة دروعٍ واقيةٍ ضدّ السّرطان. كما أنّها اكتسبت مُؤخّراً اهتماماً كبيراً في استخدامها كعواملَ مُضادّةٍ للسّرطان في حَدّها من تكاثر الخلايا السَرطانيّة. كما أنّ الموادّ المُضادّة للأكسدة تلعب دوراً وقائيّاً وعلاجيّاً في الأمراض المُختلفة التي تُسبّبها الجذور الحرّة، كأمراض القلب والشّرايين، ومرض السُكريّ.
اليانسون مُرخٍ للعضلات
إنّ لمستخلص زيت اليانسون بتراكيزَ مُعيّنةٍ من الإيثانول القدرةَ على العمل كمُضادّ للتَشنُّج ومُرخٍ للعضلات. وفي دراسة أجراها باحثون في جامعة بيرزيت في فلسطين للتحقيق في تأثير المستخلصات المائيّة لأوراق وسيقان بعض النّباتات الطبيّة العربيّة -بما في ذلك اليانسون- على النوبات التشنجيّة في الفئران، تم العثور على أنّ لمستخلص اليانسون قدرةً على تأخير ظهور النّوبات التي سبّبها البيكروتوكسين وعلى خفض مُعدّل الوفيّات النّاتجة عن النّوبات.
اليانسون والجهاز الهضميّ
يُفيد اليانسون في حماية الغشاء المخاطيّ في المعدة بدرجة كبيرة من الأضرار، وبالتّالي الوقاية والتّخفيف من أعراض القرحة. كما يُمكن استخدامه كعلاج بديل للأدوية في حالات الإمساك. ويمكن أن يُساعد اليانسو إلى جانب العلاجات الأُخرى في التّخفيف من القيء والشّعور بالغثيان.
يُعالج اليانسون أيضاً اضطرابات الجهاز الهضميّ، فهو طارد للغازات، ومُخفّف للمغص المعويّ، ويُساعد على تحسين عمليّة الهضم، وتخليص البدن من الفضلات والسُّموم، كذلك فهو فاتح للشهيّة.
اليانسون مُسكّنٌ ومٌضادّ طبيعيّ للالتهابات
أظهرت الدّراسات أنّ لمُستخلصات زيت اليانسون تأثيراً ملحوظاً كمسكّن ماثَلَ في نتائجه تأثير المورفين والأسبرين. بالإضافة لدوره القويّ كمُضادّ للالتهابات.
اليانسون للنّساء
يَمتلك اليانسون مركبات تشبه في خواصّها هرمون الإستروجين، ممّا يجعل اليانسون مُساعداً على تحسين أعراض سنّ اليأس عند النّساء عن طريق التّقليل من عدد هبّات الحرارة، والتّخفيف من شدّتها في النّساء بعد سنّ انقطاع الطّمث.
وفي دراسة قارنت بين فعاليّة كبسولةٍ عشبيّةٍ تحتوي على مُستخلصاتٍ مُجفّفةٍ من الكرفس، والزّعفران، واليانسون مع كبسولة حمض الميفيناميك المُستخدم في التّخفيف من آلام الطّمث، أظهرت النّتائج انخفاضاً كبيراً في شدّة الألم، وأنّ فعاليّة الكبسولة العشبيّة كانت أفضل من حمض الميفيناميك في التّخفيف من الألم. وبهذا يمكن لليانسون أن يكونَ بديلاً مُناسباً في علاج عسر الطّمث.
يُساعد اليانسون أيضاً على إدرار حليب الأُمّهات المُرضعات، وذلك بسبب غِنى اليانسون بالإثينول الذي يمتلك خواصاً شبيهةً بالإستروجين في الجسم.
اليانسون ومَرضى السُكريّ
يُعدّ اليانسون مُضاداً للسُكريّ، حيث يُساعد على خفض مستويات السكر، والكولستيرول، والدّهون الثلاثيّة في الدم. وفي مَرضى السُكريّ اللّذين يستخدمون المُحلِّيّ الصناعيّ الأسبارتام، يُمكن لليانسون أن يلعب دوراً وقائيّاً من التعرّض للتسمّم العصبيّ الذي قد يُصيب مَنطقة الدّماغ عند استخدام الأسبارتام.
اليانسون مُوسّعٌ للقصبات
يعمل الزّيت العطريّ في اليانسون على توسيع وإرخاء القصبات الهوائيّة، ولذلك فإنّ له دوراً ملحوظاً في علاج السّعال الجافّ، وطرد البلغم، والالتهابات الرئويّة، ومشاكل الرَّبو، وضيق التنفّس.
اليانسون مُضادّ للبكتيريا والفطريات
تأكّدت فعاليّة مُستخلصات اليانسون المُضادّة للجراثيم والمُضادّة للفطريات في عدد من التّقارير، حيث تعود هذه الخاصيّة إلى المُكوّن الرئيسيّ لليانسون وهو الإنيثول. ولليانسون أيضاً خصائصُ مُضادّة للفيروسات والبكتيريا، إلى جانب إمكانيّة استخدام مُستخلص زيت اليانسون ضدّ بعض الحشرات خلال دورة حياتها كبيوضٍ أو شرانقَ.
أُجريت دراسة في قسم الميكروبيولجي في كليّة الصّيدلة في جامعة زغرب في كرواتيا لمعرفة أثر زيت اليانسون على الفطريّات المُختلفة، فخلُصَت إلى نتيجةِ أنّ لزيت ومُستخلص اليانسون أثراً مُضادّاً لعدّة فطريّات، مثل الكانديدا، والتّروبيكالس، وكروسي. وكذلك أثبت أثره القويّ على مُعالجة الشّعر من مشاكل القمل والصّئبان.
اليانسون وتخفيف الوزن
يُعتبر اليانسون من التّوابل بحسب قاعدة بيانات وزارة الزّراعة الأمريكيّة. والتّوابل من الأطعمة الحُرّة التي لا تحتوي على سُعرات حراريّة. يُمكن تحضير شاي اليانسون وشربه كوسيلة إلهاءٍ عن تناول الطّعام للرّاغبين بخسارة الوزن، وكبديلٍ للمشروبات الدّسمة التي تحتوي على مُبيّضات القهوة والكريمة وغيرها.
لا يوجد دراسات وأدلّة كافية لدعم الافتراض بأنّ اليانسون يُساعد على تخفيض الوزن، ولكنّ خصائصَه وفوائدَه التي يُقدّمها للإنسان قد تدعم هذا الافتراض؛ فاليانسون تمّ استخدامه منذ القِدَم في مُعالجة أمراض الكبد كونه يُساعد على حماية الكبد وزيادة إنتاج إنزيماته، وبهذا يُساعد اليانسون الكبدَ على التخلّص من السّموم المُتراكمة في الجسم، وتحسين مُستوى عمليّات الأيض التي من شأنها تسريع إنقاص الوزن.
كما أنّ اليانسون يقوم بتنظيم عمليّة الهضم والتخلّص من الإمساك، وبذلك يُمكّن الجسم من الاستفادة من العناصر الغذائيّة الموجودة به، والتخلّص من فضلات الطّعام ومنع تراكمها في الجسم، والتي قد تُسبّب تراكمَ الدّهون وتجمّعها في عدّة مَناطق. وتجدُر الإشارة إلى أنّه من الضّرورة أن يترافق تناول اليانسون مع تغيير في العادات الغذائيّة وجعلها أكثرَ صحيّة، بالإضافة إلى التّمارين الرياضيّة كي تُساعد في الحصول على النّتيجة المرجوّة.
الأعراض الجانبيّة لليانسون
فيما يتعلّق بالسّلامة في تناول اليانسون، هنالك بعض الحالات من الحساسيّة لمُكوّنات اليانسون، ويُمكن أن تظهر على شكل التهاب الأنف،
أو مشاكلَ في التنفّس، أو إكزيما جلديّة، أو آلام البطن، أو القيء، أو الإسهال.
على الرّغم من عدم وجود دراساتٍ سريريّةٍ على البشر، إلّا أنّ العديد من الدّراسات الدوائيّة التي أُجريت على الحيوانات المُختبريّة تُشير إلى أنّ تناول مُستخلص زيت اليانسون مُصاحباً للمُنتجات الطبيّة التي تُؤثّر على الجهاز العصبيّ المركزيّ قد يُسبّب بما يُسمّى تفاعل بين العشبة والدّواء (بالإنجليزيّة: herb -drug interaction)، ممّا يعني أنّه يُؤثّر بمدى فاعليّة الدّواء أو يُقلّل من امتصاصه.