الطفل والتغذية
الأطفال هي الفئة العمريّة التي تتراوح بين فترة ما بعد الولادة ومرحلة البلوغ، ويجب أن يتلقّوا رعاية واهتماماً خاصّةً من الأهل والأم خصوصاً، فهم في مرحلة النموّ الجسديّ والعقليّ وبحاجة لتغذية سليمة وصحية ومدّ الجسم باحتياجاته الأساسيّة من العناصر الغذائية المختلفة، وبالتالي مساعدة جسم الطفل على النموّ بشكل طبيعيّ دون التعرّض لأيّ مشاكل صحيّة، وتُنصح الأمهات بالتنويع في أشكال الأطعمة الصحيّة المقدّمة للطفل لتزويده بالعناصر الغذائيّة المهمّة لنموّ جسده بشكل صحيّ وسليم.
يعرض هذا المقال أحد أهمّ المكوّنات التي يجب تقديمها للأطفال لمساعدتهم على بناء أجسام قوية، وهو الأرز، فما هي فوائد الأرز للأطفال؟ وكيف يساعد في تقوية الجسم وحمايته من الأمراض؟
الأرز
الأرز (بالإنجليزية: Rice) هو محصول من أقدم محاصيل الحبوب الغذائيّة، وقد وجد منذ أكثر من 5000 سنة على الأقلّ، ويعتبر غذاءً أساسياً لأكثر من نصف سكان العالم وخاصّةً أولئك الذين يقطنون في جنوب وشرق آسيا كالهند، والصين، وسريلانكا، وإندونيسيا، وبنغلاديش والفلبين، وماليزيا، وتايلاند، وفيتنام، وكوريا الشمالية، وكوريا الجنوبية، واليابان، والموطن الأصلي له كان في شرق قارة آسيا في وادي يانغستي الصيني، وقد انتشرت زراعته بعد ذلك للهند ثمّ إلى بقية دول العالم.
للأرز نوعان هما الأرز الأبيض وهو الأكثر شيوعاً واستخداماً، والأرز البنيّ والذي تزداد شعبيّته في الدول الغربية نظراً لفوائده الصحية، وقد يكون الأرزّ البني بعدّة ألوان من درجات البني، كالبني المحمرّ والأرجوانيّ والأسود.
القيمة الغذائيّة للأرز
تكمن القيمة الغذائيّة للأرز في احتوائه على نسبة عالية من الكربوهيدرات، والتي تتواجد في الأرز على شكل نشا (بالإنجليزية: Starch)، وتشكّل الكربوهيدات 90% من وزن الأرزّ الجافّ و87% من السعرات الحراريّة المكتسبة من الأرز، وهو بالتالي مصدر مهمّ للحصول على الطاقة، من ناحية أخرى يحتوي الأرزّ الأبيض على نسبة أقلّ من الألياف مقارنةً بالأرز البنيّ، كما يحتوي الفيتامينات والمعادن كمعدن المنغنيز، والسيلينيوم، وفيتامين B1 وفيتامين B3، بالإضافة إلى الأحماض الأمينيّة التي تساعد في بناء عضلات الجسم.
الفرق بين الأرز الأبيض والأرز البنيّ
على عكس الأرزّ الأبيض الذي يتمّ تكريره وتجريده من النخالة (قشرة البذرة) وجنين البذرة بهدف التحسين من مذاقه وخصائصه أثناء الطهي وزيادة مدّة صلاحيته، يتكوّن الأرز البني من الحبوب كاملة مع النخالة والجنين، ولهذا يحتوي على نسبة أعلى من الألياف ويعد صحياً أكثر من الأرز الأبيض، كما أنّ نخالة البذور تحتوي على نسبة جيدة من الفيتامينات والمعادن ومضادّات الأكسدة والتي يخسرها الأرزّ الأبيض بسبب إزالة القشور عنه. نظراً لهذه الاختلافات بين النوعين، يعد الأرز البني الأفضل من الناحية الصحيةّ والغذائية، وينصح المرضى المعرضين للإصابة بمرض السكري أو المصابين بتناوله، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف التي تقلل من امتصاص الجسم للنشويات والتي يحتويها الأرز وبالتالي التقليل من نسبة السكر بالدم، وبنفس الوقت ينصحون بتجنّب الأرز الأبيض الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
فائدة الأرز للأطفال
يعد الأرزّ ذا فوائد كبيرة للأطفال، كما يعتبر من الأطعمة الأقل احتماليّة لإحداث تحسّس للأطفال، ويمكن أن يبدأ الطفل بتناوله على عمر خمس شهور فما أكثر، ومن الفوائد التي يمنحها الأرز نذكر:
- يعتبر علاجاً لمشاكل الإسهال عند الأطفال، ومشاكل الجهاز الهضميّ الأخرى، كما يخفّف من مشاكل التهابات المعدة والأمعاء.
- يقلّل من إنتاج البراز لدى الأطفال، وذلك يكون بشرب ماء الأرز، حيث يغلى الأرزّ والماء على النار لمدّة ربع ساعة تقريباً، ويشرب الطفل من هذا المغليّ كل أربع ساعات تقريباً.
- يساعد على إمداد جسم الطفل بالطاقة والحيوية وزيادة نشاطه، وذلك نتيجة احتوائه على نسبة عالية من الكربوهيدرات، ويفضّل غلي الأرز وخلطه بالحليب ويعطى للطفل كوجبة تمدّه بالطاقة طوال اليوم.
- يعدّ الأرز وجبة غذائيّة جيّدة للأطفال لخلوّه من الكولسترول والدهون.
- يحتوي الأرز على العديد من العناصر الغذائيّة المهمّة لنموّ الطفل الجسديّ والعقليّ، كفيتامين ب المركب، وفيتامين د، والحديد، والكالسيوم وغيرها.
نصائح عامة عند استخدام الأرز كطعام للأطفال
عند استخدام الأرز كطعام للطفل تنصح الأم بمراعاة بعض الأمور منها:
- اختيار نوعية جيدة من الأرز لطفلك، حيث يتواجد الأرز بعدة أشكال وأنواع، فمنها الحبوب الطويلة والمتوسطة وقصيرة الطول، وتعتبر الحبوب الطويلة هي الأغلى ثمناً بينما تكون حبوب الأرز متوسطة الطول والقصير أقلّ تكلفة، وعلى الرغم من اختلاف أسعارها إلا أنّها تتشابه كثيراً في خصائصها وفوائدها، وبالتالي تستطيع الأم استخدام الحبوب المتوسّطة والقصيرة للطفل.
- عند إعداد الأرز يجب أن يتم غسله بالماء، والأفضل أيضاً أن يتم نقعه بالماء لمدة ساعة تقريباً ليصبح طبخه سهلاً.
- عند إعداد الأرز للأطفال الرضع يفضل أن يتم غليه لمدة أطول حتى يصبح أقرب للعجينة.
- الحرص على إطعام الطفل وجبات الأرز بكمّيات معتدلة وبما يتناسب مع احتياجات جسمه، فالإفراط في تناول الأرز قد يكون سبباً للسمنة عند الأطفال نتيجة لاحتوائه على النشويات.
- على الرغم اعتبار الأرزّ من أقلّ البذور المسبّبة للتحسس عند الأطفال، إلا أنّ الفرصة تبقى وارده لإصابة الطفل بالتحسس ضدّ الأرز، لذلك إذا لوحظ ظهور أعراض كالطفح الجلدي، أو القيء، أو تورم الفم واللسان عند الطفل بعد تناوله للأرز، يجب أن استشارة الطبيب ونقل الطفل إلى الطوارئ إذا استلزم الأمر.
إعداد الأرز المهروس للأطفال
تعدّ طريقة تحضير طبق الأرز المهروس للأطفال سهلة ولا تحتاج منّا إلى الكثير من الوقت، ولإعداد هذا الطبق تُستخدم ملعقتان كبيرتان من الأرزّ الأبيض المغسول والمصفّى من الماء بعد نقعه لفترة من الزمن، ونصف كوب من حليب الأطفال الصناعي أو حليب الأم، ونعدّ الطبق بغسل الأرز وتصفتيه من الماء، ثمّ وضع الأرز في قدر على نار هادئة وتغطيته بالماء إلى أن يسلق جيّداً أو يصبح ليّناً، وبعد سلقه يتمّ وضعه في الخلّاط ويضاف إليه الحليب الصناعيّ أو حليب الأم، ثمّ يقدم للطفل.