تعتبر الذرّة أصغر جزء في العناصر الكيميائيّة، وتتكوّن من مجموعة شحنات سالبة تتجمّع حول نواة تتكوّن من النيوترونات متعادلة الشحنة ومن البروتونات موجبة الشحنة، وتعمل الذرّة على التمييز بين العناصر الكيميائيّة؛ حيث إنّ ذرة النحاس تختلف عن ذرة الحديد، وكلتاهما تختلف عن ذرة النحاس.
يسمّى العالم الذي قام باكتشاف الذرة لأول مرة جون دالتون، وهو عالم كيمياء من إنجلترا، وكان يعاني من الفقر الشديد قبل أن يصبح مدرّساً، وكان يتحدّث اللغة الفرنسيّة واللاتينيّة واليونانية، وقد قام جون دالتون بتصميم الجدول الذي يحتوي على الأوزان الذريّة للكثير من العناصر الكيميائيّة، وكان دوماً يقوم بإجراء التعديلات على هذا الجدول عند اكتشافه شيئاً جديداً، وقام جون دالتون بابتكار فئة الأوزان النسبيّة الذريّة للعناصر الكيميائية، واشتهر جون دالتون باكتشاف النظرية التي سمّيت باسم نظريّة دالتون، والتي اختصّت بالنظريّة الذريّة للمادة، والتي قام من خلالها بشرح أنّ العناصر الكيميائيّة تتكون من العديد من الذرات غير القابلة للانقسام، وهذه الذرّات توجد في العناصر بنفس الكتلة والشكل والحجم، وتضمّنت نظريّة دالتون ما يلي:
- إنّ الذرّة هي جزء صغير جدًّا من العناصر الكيميائيّة، وهي غير قابلة للانقسام.
- عند حدوث تغيير في توزيع الذرّات يؤدّي إلى الاتّحاد الكيميائي.
- تتشابه الذرّة في العنصر الواحد بنفس الصفات، وتختلف من عنصر إلى عنصر آخر من ناحية الشكل والكتلة والحجم.
- عند اتّحاد ذرّات عناصر مختلفة يؤدّي ذلك إلى تكوين عدّة مواد.
وقد لاقى قانون جون دالتون نجاحاً كبيراً في وقت اكتشافه، بعد ذلك ظهر العديد من العلماء الّذين قاموا باكتشاف العديد من النظريّات المختلفة أمثال فاراداي الّذي قام بالعديد من التجارب لتحليل الأملاح، والّذي اكتشف الإلكترونات التي توجد في الذرّة، وبعد فاراداي ظهر طومسون الّذي أوضح أنّ الإلكترونات حجمها أصغر بكثير من الذرّة، كما أنّه قام باكتشاف أنّ الذّرة قابلة للانقسام والتجزئة، وليس كما كان معتقداً في السابق أنّ الذرّة جزء غير قابل للانقسام.
وقام طومسون باكتشاف أنّ الذرّة تحتوي على شحنات موجبة، وتوجد بداخل الذرّة إلكترونات سالبة الشحنة، أمّا الذرّة فهي متعادلة إلكترونيّاً، وبعد ذلك قام العالم روذرفورد بالقول إنّ الذرة تحتوي على نواة تدور حولها شحنات سالبة، وأنّ الذرّة فارغة من الداخل، ولا تحتوي إلّا على النواة الّتي تدور حولها الإلكترونات، وهكذا تطوّرت الاكتشافات والنظريّات التي تتعلّق بالذرة، ونستنتج أنّ الذرّة تحتوي على نواة موجبة يحيط بها الإلكترونات السالبة، وبذلك تكون شحنة الذرّة متعادلة.