فوائد أكل الأخطبوط

الأخطبوط

الأخطبوط حيوان بحريّ بثماني أذرع وثلاثة قلوب، ينتمي إلى مجموعة الرّخويات أو اللافقاريّات بحيث لا يمتلك عموداً فقريّاً أو هيكلاً عظميّاً، يمتاز بذكائه بين الحيوانات، وبقدرته على تغيير لونه حين يشعر بالخطر. قد يصعب على الكثير تخيّل تناوله، لكنّه شائع كطعام عند بعض الثقافات والشّعوب، حتّى أنّه يُعتبر من أطايب الطّعام التي لا تُقدَّم إلّا في المُناسبات الرّاقية، كما يُعرف بسعره المرتفع.

إنّ الإقبال على تناول الأخطبوط في تزايدٍ مُستمرٍّ حول العالم، وينتشر خصوصاً عند دول البحر الأبيض المُتوسّط، ودول شرق آسيا في اليابان وكوريا، حيث تؤكل جميع أجزاء جسد الأخطبوط، وتستخدَم في تحضير الأطباق المُختلفة أو المُقبّلات. الأخطبوط يُؤكَل مسلوقاً، ومشويّاً على الفحم، أو مُجفّفاً مع صلصة البندورة، كما يشتهر طبق الساناكجي في كوريا بأكل الأخطبوط نيئاً لدرجة أنّ أجزاء الأخطبوط النيئة تكون ما تزال تتلوّى على الصّحن، ويجب توخّي الحذر عند تناولها؛ لأنّه خلال مضغها قد يتعرّض الشخص للاختناق في حالة التصاق أكواب شفط إحدى الأذرع في الحلق أو الفم.

العناصر الغذائيّة في الأخطبوط

الجدول الآتي يُبيّن مُحتوى 100غم من الأخطبوط من العناصر الغذائيّة الأساسيّة بحسب قاعدة بيانات وزارة الزّراعة الأمريكيّة:

العنصر الغذائيّ القيمة
الماء 80.2 غم
الطّاقة 82 كالوري
البروتين 14.9 غم
الدّهون 1.04 غم
الكربوهيدرات 2.2 غم
الألياف الغذائيّة 0 غم
مجموع السُكريّات 0 غم
الكالسيوم 53 ملغم
الحديد 5.3 ملغم
المغنيسيوم 30 ملغم
الفسفور 186 ملغم
البوتاسيوم 350 ملغم
الصّوديوم 230 ملغم
الزّنك 1.68 ملغم
السيلينيوم 44.8 ميكروغم
الفيتامين ج 5 ملغم
الثّيامين 0.03 ملغم
الرّيبوفلافين 0.04 ملغم
النّياسين 2.1 ملغم
فيتامين ب6 0.36 ملغم
الفولات 16 ميكروجرام
فيتامين ب12 20 ميكروجرام
فيتامين أ 150 وحدة عالمية، أو 45 ميكروجرام
فيتامين ھ (ألفا-توكوفيرول) 1.2 ملغم
الفيتامين د 0 وحدة عالمية
فيتامين ك 0.1 ملغم
الكافيين 0 ملغم
الكولسترول 48 ملغم

فوائد أكل الأخطبوط

تزويد الجسم بالمغذّيات

  • إنّ الأخطبوط من اللّحوم قليلة الدّهون، عالية المُحتوى من البروتين، كما أنّه مُنخفض السّعرات الحراريّة.
  • لحم الأخطبوط مصدرٌ جيّدٌ للحديد، ويُزوّد الجسم بأغلب احتياجات الرّجال من الحديد اليوميّ، وتقريباً ثلث احتياجاته للنّساء. بحسب مُنظّمة الصحّة العالميّة يُوصى بـ 8 مغ/يوم للرّجال، و18 مغ/يوم للنّساء، لذلك فهو مُفيد في حالات فقر الدّم النّاتجة عن نقص الحديد.
  • لحم الأخطبوط مصدر جيّد للسّيلينيوم؛ حيث إنّه يُزوّد الجسم بأغلب احتياجاته اليوميّة التي بحسب مُنظّمة الصحّة العالميّة حوالي 55 ميكروغرام يوميّاً. السّيلينيوم من مُضادّات الأكسدة الهامّة في مُقاومة الأمراض والمُحافظة على صحّة الجسم، كما أنّ السّيلينيوم مُهمّ لعمل جهاز المناعة، وله دور خاصّ في منع تطوّر فيروس مرض نقص المناعة المُكتَسب.
  • الأخطبوط مصدر من مصادر فيتامين B12 المُهمّ لصحّة الجهاز العصبيّ، والوقاية من فقر الدم المُرتبط بنقص هذا الفيتامين.

الوقاية من أمراض القلب

إنّ ظاهرة قلّة انتشار أمراض القلب التاجيّة عند المُجتمعات التي تتناول الأسماك والمأكولات البحريّة قد أثارت اهتمام العلماء، ويعوز ذلك غالباً لاحتواء المأكولات البحريّة على الأحماض الدهنيّة المُفيدة (الأوميغا 3) والتي تمتلك خواصّاً مُخفِّضة للكولسترول في الدم، ولكن وعلى الرغم من احتوائه على نسبة قليلة جداً من الأوميغا 3، فقد وُجد أن تناول الأخطبوط بانتظام قد يقي من أمراض القلب، ويُخفِّض مُستويات الكولسترول والدّهون الثلاثيّة في الدم، لذلك توجّهت الدّراسات للنّظر في دور البروتينات الموجودة في الأخطبوط في تخفيض مُستويات الكولسترول.

زيادة إنتاج الحليب

من اعتقادات الطبّ الصينيّ التقليديّ أنّ تناول حساء الأخطبوط مع البابايا يزيد من إنتاج الحليب لدى الأم المُرضع، وقد دَعَمت نتائج دراسة أُجرِيت في الصّين هذا الاعتقاد؛ حيث قاموا بدراسة أثر الإنزيمات الموجودة في الأخطبوط على إنتاج الحليب لدى فئران التّجارب، ووجدوا ازدياداً في إنتاج الحليب اليوميّ ومُستويات هرمونات النموّ في الحليب، ممّا أدّى إلى ازدياد أوزان صغار الفئران. وبذلك يكون الأخطبوط غذاءً مُحتملاً مُدرّاً للحليب للأمّهات المُرضعات.

السرطان

في دراسة أُجرِيت على الفئران، وُجِدَ أنّ مُستخلص سمّ الأخطبوط حين يُعطَى بكميّات قليلة غير ضارّة يُحفّز موت الخلايا السرطانيّة، ويُحسّن من عمل أعضاء الجسم المُتأثرة بالسّرطان، مثل الكبد، وبهذا يكون له تأثيرٌ محتملٌ مُضادٌّ للأورام.

خصائص لحم الأخطبوط

يتميّز الأخطبوط بقساوة عضلاته؛ لذلك فهو يحتاج لوقت طويل عند طهيه. وُجِدَ أنّ إضافة الخلّ له قبل طهيه يُساعد على أن يصبح طريّاً، كما أن زيادة وقت تعرّضه للحرارة قد يُساعد على ذلك أيضاً.
يجب توخّي الحذر عند حفظ الأخطبوط؛ فهو سريع التّلف بسبب ارتفاع مُستوى عمليّات الأيض لديه، ممّا يجعل عضلاته سريعة الانحلال، الأمر الذي يُشجّع نمو الميكروبات، وحتّى عند حفظه مُبرداً يتعرّض الأخطبوط للتّلف بسرعة، فيلجأ المُصنّعون إلى ضغطه حتّى يزيدوا من مدّة صلاحيّته.

محاذير تناول الأخطبوط

يجب التنبّه لبعض النّقاط المُتعلّقة بالصحّة عند تناول الأخطبوط:

  • هنالك تخوّف من تركّز المعادن، مثل الكادميوم والزّئبق، في بعض أنواع الأخطبوط عن النّسب المسموح بها، والتي تُشكّل خطراً على صحّة الإنسان. ووُجد في دراسة أُجريت في كوريا أنّ هذه المعادن تتركّز في الأعضاء الداخليّة للأخطبوط؛ لذلك فإنّ إزالة الأعضاء الداخليّة للأخطبوط قبل أكله قد يُساعد على تجنّب هذه الأخطار.
  • إنّ الأخطبوط يحتوي على مُستوياتٍ عاليةٍ نسبيّاً من الكولسترول الذي يجب التّقليل من تناوله للحفاظ على صحّة القلب والشّرايين.
  • قد يتعرّض بعض الأشخاص للحساسيّة عند تناول الأخطبوط، وتختلف الأعراض من شخص إلى آخر، فقد تشمل ظهور طفح جلديّ، وانسداداً في الأنف، وقد تكون حادّةً إلى درجة مُهدِّدة للحياة.
  • يمكن تناول المرأة الحامل للأخطبوط حيث إنّه من المأكولات البحريّة التي لا تحتوي مُستويات عالية من الزّئبق وتُعَدّ آمنةً لها ولجنينها، ولكن بالطّبع يجب تجنّب تناوله نيئاً لخطر احتوائه على البكتيريا.

حكم أكل الأخطبوط

هنالك اختلاف في رأي العلماء في حكم أكل الأخطبوط؛ فمنهم من أحلّها استناداً إلى قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ)، وبذلك إباحة بأكل كل حيوانٍ بحريّ، وفي قول النبيّ عليه
الصّلاة والسّلام عن البحر: (هوَ الطَّهورُ ماؤُهُ، الحِلُّ ميتتُهُ).

ورأى البعض الآخر من العلماء أنّ نهي النبيّ عليه الصّلاة والسّلام عن أكل الحيوانات المُفترسة بقوله: (كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ فَأَكْلُهُ حَرَامٌ)، وهذا يشمل الحيوانات البحريّة، وبذلك كان رأيهم أن تناول الصّغير من الأخطبوط حلال، في حين يَحرُم تناول الكبير المُفترس منها.