سمك المكرونة
سمك المكرونة هو نوع من اثنين وعشرين نوعاً من جنس أسماك تسمى أسماك السحليّة (بالإنجليزيّة: lizardfish)؛ وذلك لأنّ رؤوسها تشبه في مظهرها رأس السحليّة. تعيش خمسة أنواع من هذه الأسماك في منطقة غرب المُحيط الهندي والبحر الأحمر، من ضمنها سمك المكرونة الذي هاجر عبر قناة السّويس ليستوطن في جميع أنحاء البحر الأبيض المُتوسّط وينتشر بكثرة هناك. تتشابه هذه الأنواع في عدد من الخوّاص المظهريّة؛ منها أنّ جميع زعانفها الذيليّة تظهر عليها بقع داكنة، وبأنّ طول المنطقة الأماميّة بين الرّأس وزعنفة الظّهر أطول من المنطقة الخلفيّة. صُنّف سمك المكرونة المُتعارف عليه في الدّول العربيّة حديثاً كنوعٍ مُنفصل بالاسم العلميّ Saurida lessepsianus.
تتواجد أسماك المكرونة في الغالب في المناطق الشاطئيّة بالقرب من الجُزُر أو السّواحل على أعماق 20-30 متراً، وتُشكّل جزءاً هامّاً من تجارة صيد السّمك في قناة السويس ومصر، وفي خلجان تركيا، وفي شواطئ بلاد الشّام، مثل لبنان وفلسطين.
العناصر الغذائيّة في سمك المكرونة
الجدول الآتي يُبيّن المُحتوى التقريبيّ لـ 275غم؛ أي ما يُعادل سمكةً واحدةً من سمك المكرونة من العناصر الغذائيّة::
العنصر الغذائيّ | القيمة |
---|---|
الطّاقة | 256 كالوري |
البروتين | 55.28 غم |
الدّهون | 2.2 غم |
الكربوهيدرات | 0.28 غم |
الألياف الغذائيّة | 0 غم |
مجموع السُكريّات | 0 غم |
الكالسيوم | 220 ملغم |
الحديد | 0.83 ملغم |
المغنيسيوم | 99 ملغم |
الفسفور | 715 ملغم |
البوتاسيوم | 1045 ملغم |
الصّوديوم | 330 ملغم |
النّحاس | 0.06 ملغم |
المنغنيز | 0.47 ملغم |
الزّنك | 1.1 ملغم |
الفيتامين ج | 5.5 ملغم |
فيتامين ب6 | 0.66 ملغم |
فيتامين ب2 | 0.28 ملغم |
نياسين | 9.08 ملغم |
بانثونيك أسيد | 1.4 ملغم |
الفولات | 35.75 ميكروجرام |
فيتامين ب12 | 4.68 ميكروجرام |
فيتامين ھ (ألفا-توكوفيرول) | 0.28 ملغم |
الفيتامين د | 2.75 مايكروغرام |
القيمة الغذائيّة للسمك
الأسماك من مصادر البروتين البديلة للحوم، والهامّة للحصول على نظام غذائيّ صحيّ. فيما يأتي الخصائص التي تجعل الأسماك، بما فيها سمك المكرونة، غذاءً صحيّاً:
البروتينات
الأسماك والمُنتجات السمكيّة تحتوي على بروتين عالي الجودة، في حين نسبة الدهون المُشبعة فيها مُنخفضة، ممّا يجعل البعض يتّجه لتناولها كبديل صحيّ مُفيد للقلب أكثر من اللّحوم الأخرى. يمكن أن تكون وجبة سمك المكرونة مصدر البروتين الرئيسيّ في النظام الغذائيّ؛ حيث إنّها تُوفّر تقريباً كامل احتياجات الفرد من البروتين اليوميّ؛ إذ إنّ احتياجات المرأة اليوميّة هي 46 غراماً من البروتين و56 غراماً للرّجل، مع التّشديد على أهميّة التّنويع والتّشكيل للحصول على التّغذية المُثلى.
البروتينات أساسيّة في النّظام الغذائيّ وهامّة جداً للجسم؛ فهي التي تُحافظ على صحّة وبناء عضلات الجسم جميعها وأهمّها عضلة القلب، كما أنّ البروتينات تُساعد على تقوية مناعة الجسم وحمايته من الأمراض.
الدهون
يحتوي السمك بشكل عام على كميّة قليلة من الدهون، والدهون التي يحتويها هي من الدهون المُتعدّدة غير المُشبَعة المُفيدة للصحّة. وسمك المكرونة بشكل خاص يُعتَبر من الأسماك اللحميّة قليلة الدّهون؛ حيث لا تتجاوز نسبة الدهون فيه 2-5.5% ويكون تخزينه في الكبد.
الأحماض الدهنيّة أوميغا 3
الأسماك من أكثر الأغذيّة شيوعاً باحتوائها على الأحماض الدهنيّة أوميغا 3. تناول الأسماك الدهنيّة على الأقل مرّتين في الأسبوع، بحسب توصيات جمعيّة القلب الأميركيّة، تساعد في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والموت القلبيّ المُفاجئ بشكل خاص. إنّ أكثر الأسماك احتواءً على الأحماض الدهنية أوميغا 3 هي الأسماك الدهنيّة، مثل السلمون، والرنجة، والتونة، والسردين.
إنّ دور الأوميغا 3 الوقائيّ يكمُن في قدرته على تخفيض الدّهون الثلاثيّة في الدم، وتخفيض ضغط الدم، بالإضافة إلى الحدّ من تخثّر الدم، كما تُقلّل هذه الأحماض الدهنيّة من الالتهاب الذي قد يُسبّب الضّرر للشّرايين.
إنّ أحماض أوميغا 3 الدهنيّة في الأسماك مُهمّة أيضاً في نموّ وتطوّر الدماغ والجهاز العصبيّ للجنين في مرحلة الحمل والسّنوات الأولى من العمر، وقد رُبِطَ تأخّر تطوّر دماغ الأطفال باستهلاك أمّهاتهم كميّات أقل من السّمك أو الأوميغا 3 أثناء الحمل والرّضاعة الطبيعيّة.
قد تُفيد أحماض أوميغا 3 في الوقاية من بعض الأمراض؛ فقد أظهر عدد من الدّراسات دور الأحماض الدهنيّة (أوميغا 3) المُحتَمل في الوقاية من الاكتئاب وتحسّن في الأعراض المُصاحِبة له، ولأمراض تعدّد الشخصيّة.
بالإضافة إلى أنّها قد تُساعد في الوقاية من تطوّر مرض الزّهايمر وفي تحسين الأداء الإدراكيّ لدى المرضى الذين في بدايات هذا المرض.
فيتامين د
فيتامين د مُهمّ لصحّة العظام والأسنان؛ فهو يُساعد على امتصاص الكالسيوم اللازم لعظام وأسنان صحيّة، ولكنّ الحصول على االاحتياجات من فيتامين د قد يكون صعباً كون مصدره الرئيسيّ أشعّة الشّمس ومصادره الغذائيّة قليلة، وهنا تكمن أهميّة سمك المكرونة كونه من الأطعمة القليلة الغنيّة بهذا الفيتامين، وبذلك فهو خيار جيّد للفئة المُعرّضة لنقص فيتامين د، مثل الأطفال، والمرأة الحامل والمرضع، بالإضافة إلى كبار السنّ.
اليود
السمك من أغنى المصادر بعنصر اليود المُهمّ لصحّة الغدّة الدرقيّة والوقاية من الاختلال في هرموناتها، كما أنّ اليود مُفيد للمرأة الحامل لضمان نموّ عقل الطّفل بشكل جيّد.
خلاصة فوائد سمك المكرونة
- يُفيد في المساعدة على تخفيض الوزن إذا أُدرج في نظام غذائيّ مُتوازن؛ كونه مُتوسّط السعرات الحراريّة ومنخفض الدّهون والسكّريات.
- يوفّر فيتامين د والكالسيوم، وبذلك يُساعد على الوقاية من الكُساح عند الأطفال، وهشاشة العظام عند البالغين.
- مُفيد لأسنان صحيّة وقويّة.
- الوقاية من أمراض القلب وتصلّب الشّرايين.
- يُساعد في نموّ وتطوّر الجنين العقليّ والعصبيّ لاحتوائه على أوميغا 3.
- تقليل احتماليّة الإصابة ببعض الأمراض، مثل الزهايمر والاكتئاب والتّخفيف من أعراضها.
- تناول الأسماك الغنيّة بالأوميغا 3 يُساعد على الحصول على بشرة وشعر صحيّين، وقد يُساعد في علاج بعض أمراض الجلد مثل الصدفيّة.
- يُساعد على الوقاية من مرض نقص هرمون الغدة الدُرقيّة؛ لاحتوائه على اليود بنسبةٍ جيّدة.
- يُزوّد الحامل باليود، ممّا يُبعِد عن جنينها خطر قصر نمو الدّماغ النّاتج عن نقص اليود، والذي قد يُؤدّي إلى تأخّر قدرات التعلّم والقراءة.
الكميّة المناسب تناولها من السمك
حجم الحصّة من السّمك هو ثلاثة أونصات ونصف، أي ما يُعادل 99غ من السمك، ويمكن تقديرها بحجم مجموعة ورق الشدّة. وتوصي جمعيّة القلب الأميركيّة بتناول حصّتين من السّمك على الأقل أسبوعيّاً.
استخدامات سمك المكرونة
يُستخدَم سمك المكرونة وأنواع أخرى من سمك السحليّة في مناطق جنوب شرق آسيا كلحم سمك مفروم في إعداد وتصنيع فطائر السّمك، وبرغر السّمك. وفي إيران يعدّ من أكثر الأنواع استخداماً كسمك فيليه.
نصائح تناول سمك المكرونة
- للحصول على كامل فوائد السمك يُنصح بطهيه بطرق صحيّة ومُحاولة عدم إضافة الدّهون له، لذلك فإن شيّه في الفرن يُعدّ خياراً أكثر صحيّاً من قليه بالزّيت.
- قد يتخوّف البعض من تناول الأسماك لاحتوائها على الزّئبق، ولكنّ أغلب الأسماك تحتوي عليه بكميّات بسيطة جدّاً لا تُؤثّر على صحّة الإنسان. كما أنّ تناولها باعتدال يُجنّب حدوث أية تراكمات للزّئبق في الجسم. بعض الأسماك الكبيرة، مثل الماكريل وسمك القرش وسمك أبو سيف، تحتوي نسباً أعلى من الزّئبق.
- إنّ مخاطر التعرّض للزّئبق تكون على الأطفال والرُضّع والجنين في رحم أمه؛ حيث قد يُؤدّي ذلك إلى حدوث مشاكل في نمو الدّماغ والخلايا العصبيّة لديهم، لذلك يُنصَح بتجنّب تناول الأسماك عالية النسبة بالزئبق التي تمّ ذكرها خلال فترة الحمل والرّضاعة وللأطفال. كما يُنصَح بمُراقبة الكميّة التي تتناولها هذه المجموعة من أنواع الأسماك الأخرى وأخذها باعتدال.
- تتّجه بعض الآراء إلى التّشجيع على تناول الأسماك البحريّة أكثر من الأسماك التي تُربّى في مزارع السّمك؛ تخوّفاً من تراكم المُضادّات الحيوية والكيماويّات المستخدمة. على الرغم من أنّ بعض الأسماك المُربَّية في المزارع تحتوي على نسب أكبر من الأوميغا 3. والاعتدال في الكميّات كفيل بتجنّب أيّة مضارّ مُحتملة.