ما فوائد طلع النخل

مقدمة

عرف الإنسان منذ القدم باستخدام النباتات والأعشاب؛ للتداوي والعلاج، وهي تعتبر الأساس لما يعرف اليوم بعلم العقاقير، وقد استخدم قديماً الصفصاف والكتان؛ للتخلص من الآلام وعلاج الأورام، والخردل؛ لمنع الإمساك وتساقط الشعر، واشتهر الرازي بكتابه الأبنية؛ تحدث فيه عن الأعشاب ودورها في العلاج الطبيعي، وأورد في كتابه حوالي 500 صنف من النباتات الطبية، ورغم التطور الهائل في عالم الأدوية المصنعة، إلا أنها لم تحل كل داء، ولا زال الكثير يداوم على التداوي بالأعشاب الطبيعية خاصة في الأورام الخبيثة، والعقم عن الرجال والنساء، في هذا المقال، سأتناول جانب مهم من هذه الأعشاب الطبيعية التي لها فوائد صحية جمة، وهو ما يعرف بطلع النخل.

تعريف الطلع

هو أول ما يظهر من ثمار النخيل، ثم يتحول إلى البلح أو الخلال من خلال عملية التلقيح، قبل أن يمر إلى مرحلة البسر، التي تسبق مرحلة الرطب، بعد ذلك تصل الثمرة إلى آخر مرحلة قبل القطف وهي التمر، والطلع لغوياً يعني الظهور، ومن هنا يطلق اسم طلع النخيل، على ثماره في بداية نموها، ومن الطلع ما هو أنثوي، ومنه الذكري الذي يكون في العادة أبيض اللون، يشبه الطحين ويميل إلى الصفرة في بعض الأحيان.

معروف أن أزهار النخيل المذكرة تحتوي على حبوب اللقاح والتي يطلق عليها اسم الطلع أيضاً، وتقوم بتلقيح أزهار النخيل المؤنثة، التي بدورها تنتج الثمار التي يتم قطفها وأكلها، ويتم التلقيح بشكل غير مباشر، ويعتبر طلع النخل الذي يؤخذ من الأزهار الذكرية، دواء طبيعي، له فوائد علاجية كثيرة، وهو متاح في محلات الأغذية الصحية، كما يدخل أيضاً في المكملات الغذائية الطبيعية، ويستفيد النحل من غبار طلع النخل، كمادة أولية في صنع غذائه، وهو يحتوي على مجوعة واسعة من الأحماض الأمينية والنووية والفيتامين، والبروتين والأنزيمات والسكريات والمعادن، وهي مركبات مضادة للأكسدة تحمي الجسم من تلف الخلايا.

فوائد طلع النخل

  • يقوي العظام ويقي من الهشاشة.
  • حامي من الحمية.
  • يُنشّط طلع النخل الجسم ويقويه بشكل عام، ويزيد بشكل خاصة القوة الجنسية، بحيث يعمل على زيادة كمية ونشاط الحيوانات المنوية عند الرجال، ما يمكنها من تلقيح البويضة، الأمر الذي يزيد من فرص الاخصاب والإنجاب.
  • يعمل أيضاً على تنشيط المبايض وسرعة تكوين البويضات عند النساء، وهذا مهم للمتزوجات خاصة، بحيث يساهم في تنظيم الدورة الشهرية، كما يضع حداً للبرود الجنسي عند النساء أيضا.
  • النساء المتزوجات، اللاتي يعانين من ضعف التبويض الذي يعيق الحمل، ينصحن باستخدام طلع النخل بعد الدورة الشهرية، وذلك في حمامات مائية لمدة عشرة أيام على فترتين صباحاً ومساءً، وأثبتت الدراسات أنها تعطي نتائج إيجابية.
  • يمد النساء الحوامل بطاقة كبيرة، وقدرة على التحمل، وسهولة عند الولادة، حيث يقوي طلع النخل أوتار الرحم؛ ما يسهل عملية الولادة، كما أنه يعوض كمية الدم الخارج عن إجراء عملية التوليد.
  • له فائدة للمرضعات من النساء، حيث يحتوي على كالسيوم وحديد، وهو مفيد للحليب، الذي يساعد بدوره في سرعة تشكيل وتقوية خلال الدم والنخاع العظمي للرضع، ويصبح الأطفال أسرع نمواً وأكثر صحةً وذكاءً.
  • في حالات فقر الدم (نقص الحديد) وضعف المناعة، ينصح المريض بتناول طلع النخل مع العسل، ثلاث مرات يومياً للجنسين.
  • يقوي ويجفف المعدة وهو دواء للمصاب بالإسهال.
  • يساعد في وقف نزيف الدم وتضميد الجراح وتحسين (اتش بي) في الدم، والخلاص من التقرحات والتجلطات.
  • يمكن طبخه مع السمن، فيقي من أمراض كثيرة.
  • يمنع ضيق النفس، ويقي من السعال البلغمي.
  • يبطئ عملية الشيخوخة، ويخفض نسبة الكوليسترول المتواجدة في الدم.
  • هو منعش يزيد الطاقة والقدرة عن الإنسان، ويعينه على التحمل خاصة في حالات الصيام.
  • يساعد على الهضم ويساعد في علاج التهابات الأمعاء وقرحة المعدة.
  • نظراً لأن غبار الطلع غني بالفيتامينات والأحماض الأمينية والنووية والبروتينات والأنزيمات، والسكريات، فإنه يستخدم في صناعة كريمات ترطيب البشرة.
  • وتعمل الأنزيمات على تحليل طبقة الدسم الموجودة على البشرة، وأيضاً فتحات الغدد الدهنية في الجلد، حيث تقضي على البثور إن كانت موجودة، وتمنع تشكلها من جديد، وتعطي البشرة نضارة ونعومة.

تحذيرات طبية

  • على الرغم من الفوائد الكثيرة لطلح النخل، إلّا أنه له أضرار على الجانب الآخر، لذلك ينصح باستشارة الطبيب، قبل أكله في حال تناولك لأي أدوية أخرى.
  • يحذر الأطباء من أن طلع النخل يمكن أن يتسبب بخطر ما يعرف بالارتكاس التحسسي، كضيق التنفس، ويسبب حساسية مفرطة في الجسم أيضا.
  • يعتبر أيضاً غير آمن للنساء الحوامل، وينصح بتجنب تناول في حال الرضاعة الطبيعية.
  • قد يسبب نزيف في الدم، في حال تناوله المريض مع الوارفارين.
  • ينصح المصاب بالبروستاتا بتجنب استخدامه، لأنه يسبب حبس البول وبالتالي يضاعف المشكلة.

دراسات ونجاحات

العديد من الدراسات أجريت على طلع النخل وأثبتت دوره في علاج ما يعرف بالتوتر الشرياني، وكثير من الأمراض النفسية والعصبية، وتم تحضير عقار Karnigin في سويسرا من غبار الطلع، وله دور في علاج أمراض كثيرة، أهمّا الالتهاب الدماغي، والقصبات وتصلب الشرايين، كما أن هناك مستحضرات دوائية تم تصنيعها في بريطانيا يدخل غبار الطلع في تركيبها وتساعد في علاج النقرس، كما يساعد إضافة غبار الطلع إلى أكل الحيوانات على نموها وزيادة وزنها.

باختصار، فإن الدراسات الحديثة في الطب، أكدت بالدليل القاطع أن هناك فوائد علاجية كثيرة ومؤكدة لغبار الطلع، خاصة في علاج فقر الدم المصنف بأنه خبيث، حيث يزيد نسبة الدم من الخضاب، ويزيد أيضاً الكريات الحمراء في الدم، أيضاً يعمل كناظم للمعدة خاصة عند من يعانون من الإمساك الشديد والمتكرر، والتهابات القولون، كما يحسن الشهية ويخفض ضغط الدم، يساعد أيضاً في علاج إضرابات الغدد الصماء والتهابات الدماغ، ويدخل في تركيبات علاجية للتجميل ومكافحة الآفات الجلدية.

يبقى أن أشير إلى أن أي وصفة طبية باستخدام طلع النخل، لا تؤخذ إلّا بعد استشارة طبيب مختص بهذا الشأن، حتى لا يكون لذلك انعكاسات سلبية، خاصة في قضايا الحمل والعقم عند النساء، حيث تسارع كثير من النساء إلى استخدام خلطات طبية بناء على نصائح دون مصدر طبي، قد تنفع أحياناً لكنها غير مضمونة النفع، وقد تكون مضرة.

كثير من النساء يعتقدن أن تناول طلع النخل مع العسل، يعين على التلقيح والإنجاب خاصة عند الأزواج المصابين بالعقم، مثل هذه الوصفات وفق مختصين وخبراء، هي اجتهادات لا مراجع طبية لها، رغم أن بعض من تناولها يؤكد فاعليتها، إلّا أنه لا توجد دراسات طبية يمكن الاعتماد عليها في ذلك، لتأكيد فائدتها وفاعليتها، وهناك من ينصح باستخدام طلع النخل والعسل، كطريقة مساندة للعلاج، لكن لا تكون لوحدها المعتمدة في العلاج، ويشترط أن تكون غير مخلوطة بمواد أخرى.

مرد هذا الخوف والقلق هو أن يتم الترويج لهذه المواد على أنها طبيعة وهي على عكس ذلك تماما، بمعنى أن يتم خلطها بمواد مجهولة المصدر والتركيب، فتلحق بالجسم أضرارا جسيمة، ومع تطور العلم والطب، أصبح بالإمكان تحديد سبب تأخر الحمل، وبناء عليه يتم وضع العلاج المناسب أو وصفة مناسبة بناء على استشارة طبيب مختص وليس اجتهادات، فهذا أسلم.