شجرة النيم وفوائدها

تعتبر شجرة النيم (أزدر خت هندي) إحدى الأشجار التي خلقها الله للفائدة، فهي تشفي الكثير من الأمراض المعروفة، وتنمو في بلدان شرق آسيا، وفي البلدان الاستوائية والممطرة، ومنبتها الأصلي في الهند حيث تعرف هناك باسم “المرجوسا” وتكنى بشجرة القرية لأنها مزروعة منذ القدم، ويستعمل الجميع أجزاءها في التداوي و الاستشفاء.

وهي من الأشجار دائمة الخضرة و التي يزيد ارتفاعها عن 16-25 متر، وتمتد جذورها تحت مساحات كبيرة وبشكل عرضي وليس في العمق، وعند زراعتها يجب ترك مسافة لا تقل عن الثلاثة أمتار بين كل شجرة و أخرى، ولها جذع قاسٍ وصلب، قطره يبلغ حوالي 75-150 سنتيمتر، ولونه بني داكن وقشرته بنية متشققة، تجتمع أوراق الشجرة عند نهايات الأغصان، ولها ثمرة متطاولة خضراء يصل طولها إلى سنتيمتر واحد، ولبُ الثمرة يؤكل وله بذرة واحدة.

والشجرة تعطي أزهارًا بيضاء وأوراقها مقسمة لعدة أجزاء، ويوجد لها ثمار طرفية لونها أخضر قريب من الأصفر، وكل أجزاء الشجرة غنية بالفوائد بدءاً بالجذور انتهاءً بثمارها، فتكثر فيها الزيوت حيث يبلغ الزيت 40% من وزنها، ويحتوي على مواد مرارية مثل الـ “النيمبين”، و” النيمبنين”، و “النيمبسيدين”، و” الأزدراكتين”، و ” السالنيين” وهي مواد ذات منفعة كبيرة.

وتعالج أوراق الشجرة التخلص من الغازات المحبوسة في الجهاز الهضمي، والتخلص من المخاط المتراكم في الجهاز التنفسي وطرد البلغم وتهدئة السعال، كما أنها مدرة للبول، وتقتل الحشرات والميكروبات الضارة، وهي علاج سريع وفعال للكوليرا والملاريا والحمى التي تسببها أمراض مختلفة.

بينما يوقف لحاء الشجرة أي ينزيف يحدث للجسم، ومضاد لأنواع عدة من التقلصات الجسدية، وينتج اللحاء مادة صمغية تعتبر مقوي عام للجسم، وملطف للجلد، والغشاء المخاطي.

وتتعدد استخدامات شجرة النيم، حيث ثبت أن زيت بذور الشجرة يساعد على منع الحمل للأزواج الذين يرغبون بعدم الإنجاب، ومستخلص عروق الشجرة منظف جيد للأسنان ويمكن استخدامه كسواك، وأغصانها تحتوي على مواد مضادة للبكتيريا بسبب مادة “النيم بيدين “وهي أيضاً مسكنة.

وكغيرها من الاشجار ، فقد اعتبرت أشجار النيم من أهم الموارد البيئية التي تمد البيئة بالأكسجين الضروري جداً لحماية البشرية ، فزراعة هذه الشجرة بالذات يخفف من العبء الحاصل على مخزون الاكسجين ، ويقلل من نسب ثاني أكسيد الكربون المنتشرة في الجو ، فتعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون ، وتقوم من خلاله بعملية البناء الضوئي المسؤولة عن تأمين الغذاء للنبات ، وبعدها تفرز غاز الاكسجين الضروري جداً لاستمرار الحياة على كوكب الأرض .

وختاماً ، فإنّ معجزات الله على هذه الأرض لا تنتهي ، وما زلنا في كل يوم نرى ونكتشف ماذا خلق الله في هذه الحياة ، ولماذا نحن نحاول أن ندمر هذه البيئة الجميلة بأيدينا ، فهذه البيئة لو دمرت اليوم ، لن يجد أبناءنا مكاناً يعيشون به ، وستكون حياتهم أشبه بالجحيم على الأرض .