الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يكتمل إسلام المسلم إلا بها فعلاً وإيماناً. والصوم هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر حتّى غروب الشمس، مع وجود النيّة بالصّيام. والصيام في الإسلام له حكمان: أوّله فرض على كلّ مسلم، وهو صيام شهر رمضان. وثانيه: النّوافل وصيام الأيّام المحبّبة للصيام عند الله تعالى.
وللصّيام فضل كبير وحكمة بالغة في فرضه على المسلمين؛ فالله سبحانه وتعالى فرض علينا الصيام للإحساس بغيرنا من الفقراء، فيحسّ الغنيّ بالفقير ويعطف عليه، مما يقوّي أواصر الترابط الإجتماعي بين أفراد المجتمع. كما أنّ الصيام يساعد النّفس على تهذيبها وتعويدها على الصبر والتحمّل، والصّيام كذلك هو محرّر للإنسان من عاداته وروتينه اليوميّ. ولا ننسى أيضاً أنّ الصائم مفضّل على غيره من المسلمين، فله باب في الجنّة يدخل منه الصائمون، وهو باب الريّان، كما أنّ الصائم دعوته مستجابة؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله “صلّى الله عليه وسلّم”: “ثلاثة حق على الله ألا يرد لهم دعوة: الصائم حتّى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع”. أمّا الفضل الكبير للصيّام فهو يعود كذلك لفائدته الصحيّة والطبيّة على جسم الإنسان، وما للصوم من فوائد جمّة في نفسيّة الإنسان وصحّة جسده.
يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون” (سورة البقرة: 184)؛ فلو تأملنا هذه الآية الكريمة لوجدنا أنّ الصيام لم يفرض على المسلمين عبثاً، وقد أكدّت الدراسات والأبحاث الحديثة أهميّة الصيام وتأثيره الإيجابي على الجسم. فالصّوم له قدرة عجيبة في مساعدة الجسم في التخلّص من السموم التي توجد في أطعمتنا بكثرة في هذه الأيّام، حيث أنّ المواد الحافظة المضافة للطعام يتحوّل إلى دهون وسموم تتخزّن في الجسم، والصّوم يساعد الجسم في التخلّص منها عن طريق الكبد والكليتين. كما أنّ الصّيام يساعد في راحة الجهاز الهضميّ، حيث تقلّ فيه إفرازات المعدة.
إضافة إلى ما سبق، فإنّ الصّوم يساعد في تسريع علاج وشفاء كثير من الإلتهابات التي قد تصيب الجسم، كما ويساعد في خفض نسبة السكّر في الدّم، ونسبة الإنسولين كذلك. ومما لا شكّ فيه أنّ الصوم أحد العوامل المساعدة للجسم في حرق الدّهون السلبيّة المخزّنة في الجسم، وهذا يساعد بالتّالي في زيادة عمليّة خسارة الوزن، والحفاظ على معدل وزن طبيعي ومثاليّ. وهو أحد أفضل العلاجات التي يتمّ اللجوء إليها لمرضى ضغط الدّم المرتفع، وبتخفيضه لضغط الدّم فهو يساعد أيضاً في تقليل أخطار الإصابة بتصلّب الشرايين والنّوبات القلبيّة.
الصّيام أيضاً له دور كبير في تقويّة جهاز المناعة في الجسم، وهو يساعد الشخص في إتّباع نظام غذائيّ صحّي وسليم، فالصّوم يجبر الشخص على شرب كميّات كبيرة من الماء لتعويض ما فقده خلال النّهار، ويزيد من رغبة الصائم في تناول المزيد من الخضراوات والفواكة، مما يسهم بطريقة أو بأخرى في تقوية جهاز المناعة للجسم. وكذلك، فإنّ الصّيام يساعد الصائم المدمن على النيكوتين والتّدخين والكافايين في التخلّص منهم، فهو يجبره أن لا يقترب إليهم وهذا يساعده في زيادة إرادته في التخلّص منهم للأبد.