حمض اليوريك
حمض اليوريك (بالإنجليزية: Uric acid) ويُعرف أيضاً باسم “حمض البوليك” وصيغته الكيميائية هي C5H4N4O3، هو مركّب كيميائي يتواجدُ بصُورةٍ طبيعيّةٍ في الجسم، ويُعتبر الناتج النهائي لعمليّة التمثيل الغذائي (الأيض) لمجموعة مُركّبات البيورين (بالإنجليزية: Purine) في الإنسان، ويتكوّن هذا الحمض من عناصر الكربون والأكسجين والنيتروجين والهيدروجين، وتُفرزه الكبد إلى الدم، بينما تنقله الكلية إلى البول.
توجد مادّة البيورين في بعض أنواع الطعام الغنيّة بالبروتينات مثل اللحوم الحمراء ومُنتجاتها من الكبدة والكلاوي وما سوى ذلك، كما توجد في لحوم الطيور مثل الدجاج، وفي الحبوب والبقوليات (كالعدس والشوفان والحمص والفول)، وفي بعض المأكولات البحريّة كأسماك السردين وأسماك الماكاريل وغيرها من أنواع الأسماك والمَحار والروبيان، وقد يكونُ للكحول دورٌ خطيرٌ في رفع نِسبة حمض اليوريك أيضاً.
إنتاج حمض اليوريك
حمضُ اليوريك هو واحدٌ من الأحماض الطبيعيّة التي تكونُ مُتواجدةً في جسم الإنسان والكائنات الحيّة الأخرى، وهو يتكوّنُ من عناصر الكربون والأكسجين والنيتروجين والهيدروجين. ينتج حمض اليوريك من أيض البروتينات وبعض أنواع الطّعام المُحتوية على مادة البيورين، وينتقل هذا الحمض من الكبد إلى الكلى عبر الدَّم لتتمّ تصفيته هناك، ويتم إخراجه مع نواتج البول كون الجسم لا يَستفيد منه، وبالتالي يعملُ الجسم على تصريفه تلقائياً، ولكن قد ترتفعُ نِسبته بحيث يُصبح ذلك صعباً بطريقةٍ طبيعية.
المستوى الطبيعي لحمض اليوريك
يصلُ المُعدّل الطبيعي لحمض البوليك عند الإناث إلى 2.4-6.0 مغ/ ديسيلتر، أمّا لدى الذكور فهو 3.4-7.0 مغ/ ديسيلتر، مع العلم بأنَّ المُعدّل يختلفُ قليلاً من شخصٍ للآخر، وعندما تختلُّ النسبة الطبيعيّة المُفترض وجودها لدى الإنسان من حمض اليوريك فإنّ ثمة اعتلالاتٍ صحيّة مُختلفة قد تُصيبه، ويجبُ الحذر بشكل خاص من ارتفاعه نسبته في الدم، لما لذلك من آثارٍ مرضيّة كثيرة.
تقولُ الإحصائيّات إنّ حوالي واحد من كل خمسة أشخاص لديهم مُستوياتٍ عالية من حمض اليوريك، وقد تكونُ هذه الزيادة ذات صلةٍ بهجمات النقرس أو حصى الكلى التي تَحدث لهؤلاء المرضَى لاحقاً، ولكنّ مُعظَم النّاس ممّن لديهم مُستوياتٍ عالية من حمض اليوريك ليست لديهم أعراض أو مشاكل ذات صِلة بهذه الأمراض.
مخاطر ارتفاع حمض اليوريك
يؤدّي ارتفاع مُستويات حمض اليوريك فوق المُعدّل الطبيعي في الدم إلى مشاكل صحية؛ بحيث لا تستطيع الكلى تصفيته، فيترسذب فيها مُشكّلاً حصاة الكلى، ويؤدّي أيضاً إلى الإصابة بأمراضٍ مثل السكري وانتشار السرطان وأمراض العظام، كما يُساهم في اضطرابات النخاع الحادة، ويذهبُ إلى المفاصل – وخاصّةً مفاصل أصابع القدم – ويترسَّبُ هناك مُسبباً التهاب المفاصل وآلاماً شديدة فيها، مُحدثاً داء النقرس. يُعرف داء النقرس بداء الملوك أو داء الأغنياء، والسبب في ذلك أنَّه ُيصيب في الغالب طبقة الناس المُرتاحة مادياً، كونهم يَتناولون اللحوم بكثرة.
يُعتبر انخفاض مستويات حمض اليوريك تحت المُعدّل الطبيعي مُشكلةً صحيّةً لها أسبابٌ عِدّة، وغالباً ما تكونُ أمراضاً في الكلى أو الكبد تتسبَّبُ بخسارة حمض اليوريك، وقد تُشير إلى وجود أيٍّ من المُشكلات الصحية الآتية:
- استهلاكُ الكثير من الكحول.
- متلازمة فانكوني: داءٌ يُصيب الكلية.
- داء ويلسون: هو مرضٌ وراثيّ يُسبّب تراكمَ النحاس في الجسم.
- قد يشير هذا الانخفاض إلى أنّ الشخص يتّبع نظاماً غذائيّاً مُنخفضاً في البيورين.
أسباب ارتفاع حمض اليوريك
هناك العديد من العوامل التي قد تؤدّي إلى مشكلة ارتفاع مستوى اليوريك في الدم، ومنها:
- السمنة وقلة النشاط والحركة.
- مُقاومة الإنسولين: أي فشلُ الخلايا في الاستجابة لهرمون الإنسولين.
- قصور الغدّة الدرقية.
- قصور الكلية أو الفشل الكلوي، وذلك بسبب قُصور آلية ترشيحه من الجسم.
- تجاهل ضغط الدم المرتفع أو عدم أخذ العِلاج اللازم.
- تناول الكحوليّات.
- تناولُ العقارات المُسبّبة لإدرار البول.
- تناول الأطعمة الغنية بمركبات البيورين مثل الكبد والكلاوي واللحوم الحمراء.
- العوامل الوراثية.
أعراض زيادة حمض اليوريك
هناك أعراض مُعيّنة لزيادة حمض اليوريك في الدم؛ حيث تحدثُ الكثير من الاعتلالات التي تُنسَب طبياً في حالاتٍ مُعيّنة إلى ارتفاع نسبة حمض اليوريك أكثر من اللازم، ومن أهمّ هذه الأعراض ما يأتي:
- ألم المفاصل: ظهور ألم أو التهاب شديد بأحد المفاصل، مثل الكوع أو الرّكبة أو أسفل القدم، ويمكن عند إهماله أن يؤدّي لارتفاع ضغط الدم ثمّ يليه تَكوّن بلّورات حول المفاصل.
- عُسر شحميّات الدم (بالإنجليزية: Dyslipidemia): يعني ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون في مَجرى الدّم فوق المستوى الطبيعي.
- ارتفاعُ نسبة السكّر في الدم (بالإنجليزية: Dysglycemia): هو يزيدُ عن المستوى الطبيعي، وقد يُؤدّي لأمراض أو اعتلالاتٍ صحيّة مُختلفة.
- السّمنة المُركّزة: هي حالةٌ من تراكُم الدهون في مناطق مُعيّنة من وسط الجسم، كالبطن مثلاً، وتُسمّى بالعامية “الكرش”.
- انخفاضُ ضغط الدّم: بحيثُ يصل إلى مستوياتٍ قد تكونُ خطرةً على الصحّة.
إلى جانب الإحساس بألم في المفاصل (خاصّةً في أصابع القدمين) من الضّروري التوجّه إلى الطبيب فوراً إذا أحسّ الشّخص ببعضٍ من هذه الأعراض:
- ضيق في التنفس وألم في الصدر أو الشعور بعدم الراحة.
- خفقان القلب بسرعة.
- النّزيف الذي لا يتوقّف بعد بضع دقائق.
- طفح على الجلد – خاصّةً مع بداية استخدام أية أدوية جديدة.
- أيّ مؤشّرات للانسداد في الحالب، مثل التبول المُتكرّر وبكميّاتٍ قليلة في كلّ مرة٬ أو انحباس البول٬ أو ظهور دم فيه، وما سوى ذلك من مَشاكل إخراجه.
علاج ارتفاع حمض اليوريك
يكون علاج ارتفاع اليوريك عن طريق إعطاء الأدوية التي تَمنع امتصاص اليوريك أسيد، مثل: البروبينسيد (بالإنجليزية: Probenecid)، أو إعطاء الأدوية التي تمنع إنتاج هذا الحمض، أو التي تساعد على إخراجه من الجسم والتخلَص منه، مثل: الألوبيورينول (بالإنجليزية: Allupurinol)، والسالفينبايرازون (بالإنجليزية: Sulfinpyrazone).
يُمكن أيضاً علاج الارتفاع في حمض اليوريك عن طريق الأغذية الصحيّة المُنخفضة في البيورينات، والتي تُساهم في إدرار البول مثل (الخس، والجزر، والبصل، والطماطم، والخيار، والملفوف، والبطيخ)، كما يُمكن شرب الماء بكثرة – حوالي لترين يومياً – لتحفيز عمل الكليتين، والتخلّص من الأملاح الزائدة، كما من المُمكن شرب الأعشاب المُدرّة للبول كمشروب مغلي (البقدونس، واليانسون، والقرفة، والنعناع، والكمون، والشعير)، والابتعاد عن المشروبات التي تُسبّب الجفاف كالشاي والقهوة والكحوليات.