ما فوائد وجبة الافطار

وجبة الإفطار هو الوجبة الأولى التي يأكلها الإنسان في اليوم، ويكون موعد تناولها غالبًا عند الكثير من الناس في الصباح قبل الظهيرة، وتعد هذه الوجبة في نظر العديد من الخبراء والباحثين أهم وجبة في اليوم، ويوصي الكثير منهم بالالتزام بتناولها، ويحذرون من إهمالها وتركها.

بعض الناس يتجاهلون هذه الوجبة، ويكتفون بوجبة الغداء والعشاء، ظانين بأنها ليست مهمة كثيرًا، وبعضهم يكون راغبًا بتناولها، ولكن تمنعه العديد من الموانع من تناولها، مثل الانشغال والنوم طيلة الفترة الصباحية، وبعض الظروف الأخرى.

هناك حكمة تقول: « افطر كالملك، وتغدى كالأمير، وتعشى كالفقير. » ، ومعنى هذه الحكمة أن الإنسان يجب عليه حتى يحافظ على صحته أن يجعل فطوره غنيًا وفيرًا كفطور الملوك! بحيث يكثر من تناول الطعام في وجبة الإفطار، وأن يجعل الغداء كغداء الأمراء بحيث يتناول على وجبة الغداء كمية طعام أقل من الطعام الذي تناوله على وجبة الفطور، وأن يجعل وجبة العشاء كعشاء الفقراء، بحيث يأكل قليلًا، ولا يكثر من الطعام. وأعتقد أن في هذه الحكمة شيء من الخلل، ويتضح هذا الخلل عندما قيل فيها: (افطر كالملك)، إذ أن الإكثار من تناول الطعام مضر بالصحة، فلا ينصح للشخص بأن يفرط ويكثر من تناول الطعام، وذلك عملًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطنه…)، فالإنسان يجب عليه أن يعتدل ويقتصد في تناول الطعام في الوجبات الثلاث على حد سواء، من دون إفراط أو تفريط حتى يحافظ على صحته، فكما أن إهمال تناول الطعام، والتقليل منه إلى حد كبير يسبب العديد من المشاكل للشخص من سوء التغذية، وضعف البنية، ويعرضه للعديد من الأمراض، فكذلك الإكثار منه إلى حد كبير له جانب سلبي وسيء على الشخص، ويسبب له الكسل والخمول وكثرة النوم والسمنة وغير ذلك.

إذا كان الإنسان قد تناول وجبة العشاء في الساعة التاسعة مساءً، وتناول وجبة الإفطار في صباح اليوم التالي في الساعة الثامنة، ففي هذه الحالة يكون قد مر عليه مدة عشر ساعات فاصلة بين الوجبتين، وهذه المدة طويلة، ومن هنا تكمن أهمية وجبة الإفطار، حيث أنها تعوض النقص الحاصل في جسم الإنسان من المواد الغذائية اللازمة له بعد انقضاء تلك الساعات الطويلة من انقطاعه عن تناول الطعام، وهنا يتبين أيضًا خطورة إهمال هذه الوجبة، فإهمالها يعني التعرض للنقص في المواد الغذائية الضرورية للجسم، مما قد يؤدي للعديد من المشاكل الصحية.

لا بد من بيان الفوائد الصحية التي تتحقق للإنسان من وجبة الإفطار، والتي يغفل عنها الكثير من الناس، وهذه الفوائد استنتجتها الكثير من الدراسات والأبحاث التي قامت في هذا الصدد، ويمكن تلخيص تلك الفوائد في عدة نقاط على النحو التالي:

1- تساهم وجبة الإفطار في التحسين من صحة القلب.

2- تمد الجسم بالطاقة اللازمة للنشاط اليومي.

3- تقوي التركيز، وتزيد من القدرات الذهنية.

4- تحسن المزاج.

5- تحافظ على صحة البشرة.

6- تخفض من مستوى الكولسترول في الدم.

في ظل هذه الفوائد التي سبق ذكرها لا بد لكل شخص أن يعتني بوجبة الإفطار، ويحاول أن يدركها ويتناولها يوميًا، وينظم وقته بحيث لا تفوته، وعليه أن يتخلص من كل الموانع التي تمنعه من تناولها.

وختامًا لا بد من التذكير بأن من الأمور التي يجب على الشخص أن يراعيها في طعام الإفطار، هي نوعية الطعام الذي يرغب في تناوله، فيجب عليه أن يختار الأطعمة الصحية والمغذية، ويبتعد عن الطعام الرديء والضار، وعليه أن لا يغفل أيضًا عن تناول الفاكهة إذا توفرت لديه، وقد جاء في السنة النبوية المطهرة استحباب الإفطار على سبع تمرات، لما في التمر من فوائد جمة.