فوائد الشاي الأخضر على الريق

الشّاي الأخضر

يحضّر الشاي بكل أنواعه من أوراق نبتة الشاي المعروفة علميّاً باسم الكاميليا سايننسز (Camellia sinensis)، وهو مشروب شائع جداً، حيث إنه يعتبر ثاني أكثر مشروب تناولاً في العالم بعد الماء، حيث إنه يسبق القهوة والمشروبات الغازيّة وغيرها من المشروبات الشائعة والكثيرة الاستهلاك، ويتم تحضير ثلاثة أنواع من الشاي من أوراق هذه النبتة، وهي الشاي الأخضر، وشاي الأولونج (Oolong tea)، والشاي الأسود أو الأحمر.

حيث يتم تحضير الشاي الأخضر عن طريق تجفيف وتبخير أوراق نبتة الشاي الطازجة دون حدوث أكسدة للمركبات المتعددة الفينول الموجودة فيها، حيث تعمل الحرارة على تثبيط نشاط الإنزيم المؤكسد لها في الشاي، أمّا شاي الأولونج (Oolong tea) فيتم تحضيره بالتخمير الجزئي لأوراق الشاي قبل تجفيفها، وذلك بخلاف الشاي الأسود والأحمر اللذيْن يحضّران عن طريق تخمير أوراق الشاي تخميراً كاملاً قبل تجفيفها وتبخيرها، ويعتبر الشاي الأخضر صاحب الفوائد الصحيّة الأكبر من بين هذه الأنواع الثلاثة.

ويتم إنتاج الشاي الأخضر في الصين واليابان، وهو الشاي الأكثر استهلاكاً في دول آسيا، في حين يعتبر الشاي الأسود هو الأكثر استهلاكاً في دول أوروبا وأمريكا. ويحتلّ الشاي الأخضر مكانة صحيّة منذ القدم، ثم بدأ الاهتمام العلميّ به منذ ثلاثة عقود، حيث وجدت له الدراسات العديد من الأدور الصحيّة والعلاجية الهامة، ولذك فهو يعتبر أحد الأغذية الوظيفيّة، أي أنّه يمنح فوائدَ صحيّةً تتعدى مجرد ما يمنحه محتواه من العناصر الغذائية الأساسية.

فوائد شرب الشّاي الأخضر على الريق

إن الحصول على الفوائد الصحيّة للشاي الأخضر لا ينحصِر بتناوله في وقت محدد في اليوم، ولا يوجد أيّ دليلٍ علميٍّ على تفضيل تناوله في وقت معين على غيره، ولكن على الرغم من فوائد الشاي الأخضر الكثيرة، إلا أنه يؤثر على امتصاص الحديد غير الهيمي والكالسيوم عندما يتم تناوله مع المصادر الغذائية لهما، ولذلك يمكن اعتبار أن أفضل الأوقات لشرب الشاي الأخضر هي تلك الأوقات البعيدة عن أوقات الوجبات وتناول الطعام، والتي تشمل ساعات الصباح الباكر قبل تناول وجبة الإفطار، وبين الوجبات، أي قبلها أو بعدها بساعتين، وقبل النوم بعد تناول آخر وجبة بفترة.

فوائد الشاي الأخضر الصحيّة

من الفوائد المعروفة قديماً للشّاي الأخضر في الطب الصيني القديم استعماله لعلاج الصداع وتخفيف آلام الجسم ومشاكل الهضم والاكتئاب وإزالة السّموم من الجسم، بالإضافة إلى استعماله كمنشط وكوصفة لإطالة العمر. وفي العلم الحديث، وجدت الأبحاث العلميّة أن الشاي الأخضر يحتوي على الكافيين والثيوفيلين والزيوت الطيارة والمركبات متعددة الفينول، حيث إن هذه المواد هي المسؤولة عن فوائده الصحيّة، ويلعب الكافيين دوراً هاماً في تحفيز اليقظة وتحسين ترابط الأفكار ومحاربة الشعور بالإرهاق.

في حين يساهم الثيوفيلين في بعض أدوار الكافيين، كما أنّه يعمل على زيادة النّشاط الذّهني وزيادة قوّة انقباض عضلة القلب وارتخاء الأوعية الدمويّة، كما أنه يلعب دوراً في تحفيز إدرار البول بشكل أكبر من الكافيين، وهو يساهم أيضاً في ارتخاء عضلة القصبات الهوائية وتحفيز التنفس.

محاربة الأكسدة في الجسم

يحتوي الشاي الأخضر على كميّة عالية من مضادات الأكسدة، فهو يحتوي على المركبات متعددة الفينول ومركبات الكاتيكين وحمض الجاليك، بالإضافة إلى الكاروتينات والتوكوفيرول (الفيتامين ھ) وحمض الأسكوربيك (الفيتامين ج)، وبعض المعادن مثل: الكروم، والمنغنيز، والسيلينيوم، والزنك، وبعض مركبات الفيتوكيميكال، ويعمل الشاي الأخضر على خفض مستوى الإجهاد التأكسدي في الجسم، كما أنه يرفع من مستوى مقاومة الأكسدة ويبطئ من شيخوخة الخلايا.

مقاومة التغيرات الجينية والسرطان

وجدت الدراسات أن الشاي الأخضر يقلّل من سمية الجينات التي يسببها تدخين السجائر، كما وُجد أنّه يزيد من نشاط الإنزيمات التي تخلّص الجسم من المواد المسرطنة، ووجدت الدراسات أيضاً ترابطاً بين تناول الشاي الأخضر والوقاية من العديد من أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة، وسرطان القولون، وسرطان المريء، وسرطان الفم، وسرطان المعدة، وسرطان الأمعاء الدقيقة، وسرطان الكلى، وسرطان البنكرياس، وسرطان الغدد اللبنية.

كما وجدت العديد من الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب أن الشاي الأخضر يساهم في منع تكوين سرطان الجلد، وسرطان الرئة، وسرطان الفم، وسرطان المريء، وسرطان المعدة، وسرطان الكبد، وسرطان الكلى، وسرطان البروستاتا وغيرها من الأعضاء، ويعتبر تناول الشاي حاليّاً عامل وقاية من الإصابة بالسرطان.

تنظيم نمو الخلايا

ويساهم الشاي الأخضر أيضاً في تنظيم نمو وموت الخلايا الطبيعية، وتحفيز نمو البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي، كما تعمل مركبات الكاتيكين في محاربة نواتج عملية الالتهاب النشط التي ترفع من خطر الإصابة بالسرطان، ووجدت بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب قدرة للشاي الأخضر في منع التفاعل بين المسرطنات الموجودة في الجسم والجينات، وهو يساهم بذلك في وقاية الجينات من التغيرات الجينية التي تلعب دوراً في التسبب بالإصابة بالسرطان، كما تعمل بعض مركبات الكاتيكين الموجودة في الشاي الأخضر على تثبيط نمو الخلايا السرطانية بشكل مباشر.

محاربة سرطان الثدي

ووجدت الأبحاث العلميّة دوراً هامّاً لمركبات الكاتيكين الموجودة في الشاي الأخضر في محاربة سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، كما وجدت بعض الدراسات دوراً له في محاربة سرطان القولون والمستقيم.

خفض ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول

كان الشاي الأخضر مستعملاً في الطب الصيني القديم لغرض خفض ضغط الدم المرتفع، أما حديثاً فقد اختلفت نتائج الدراسات في تأثيره على ضغط الدم، حيث وجدت بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب أن الشاي الأخضر يخفض من ضغط الدم المرتفع بسبب مضادات الأكسدة التي يحتويها، كما وجدت بعض الدراسات قدرة للشاي الأخضر على خفض ضغط الدم قليلاً.

وفي إحدى الدراسات التي أجريت في الصين وجد أن الاستهلاك المتوسط للشاي الأخضر (120 ملل/يوم) يوميّاً لمدة سنة يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما وجد أنّ الاستهلاك طويل المدى له يعمل على تحسين ضغط الدم في دراسة أجريت على النساء المسنّات، وفي المقابل، لم يجد البعض الآخر من الدراسات دوراً للشاي الأخضر في خفض ضغط الدم.

الوقاية من أمراض القلب

وجدت العديد من الدراسات أن تناول الشاي الأخضر يقلل من خطر الإصابة بتصلّب الشرايين ومرض الشريان التاجي وتفاقمهما، حيث يعتقد أنّ مضادات الأكسدة الموجودة فيه تعمل على وقاية الكوليسترول الضار (LDL) من الأكسدة، كما أن مركبات الكايتيكين تساهم في خفض مستوى الكولسترول في الدم وتقلل من امتصاصه، كما يمكن أن يساهم الشاي الأخضر في رفع مستوى الكوليسترول الجيد (HDL)، كما وجد أنه يساهم في ارتخاء جدران الأوعية الدموية، وتعمل جميع هذه الميكانيكيات معاً في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة.

تحسين الصحة الفموّية

وجدت العديد من الدراسات أن تناول الشاي الأخضر غير المحلى بالسكر يخفض من خطر تسوّس الأسنان، كما وجد أنّه يقلّل من فرصة الإصابة بتسوّس الأسنان حتى مع وجود السكر في الحمية..

ووجدت بعض الدراسات أن مركبات الكاتيكين الموجودة في الشاي الأخضر تقلل من احتماليّة الإصابة بأمراض اللثة، وقد تبين أن هذه المركبات تساهم في تثبيط عمل إنزيم الأميلاز في اللعاب، والذي يقوم بهضم النشويّات، مما يقلّل من فرصة تسوس الأسنان، وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر الشاي مصدراً جيّداً للفلور الذي يقلل من فرصة التسوس وسقوط الأسنان والإصابة بسرطان الفم، هذا بالإضافة إلى دور مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر في الوقاية من سرطان الفم والتسوس.

وقاية الجلد من أشعة الشمس الفوق بنفسجية

يرفع التعرض المستمر لأشعة الشمس فوق البنفسجية من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية، مثل سرطان الجلد، وقد وجدت الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب أنّ الاستعمال الخارجي للمركبات متعددة الفينول الموجودة في الشاي الأخضر أو تناولها يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد الذي يسببه التعرض لهذه الأشعة.

محاربة السمنة وخسارة الوزن

اختلف رأي الدراسات العالميّة في تأثير الشاي الأخضر على وزن الجسم، حيث وجدت بعض الدراسات أن تناول الشاي الأخضر يرفع من معدّل حرق السعرات الحراريّة، ويساهم في تخفيض الوزن، ووجدت دراسة أجريت على فئران التجارب دوراً لكل من الكافيين والثيانين في تحسين تأثيرات المركبات متعددة الفينول على وزن الجسم، كما وجد أنّ تناول الشاي الأخضر يمكن أن يقلّل من معدل هضم وامتصاص الدهون، هذا بالإضافة إلى تأثير الكافيين والمركبات المتعددة الفينول في رفع هرمون النورادرينالين الذي يعمل على رفع مستوى الطاقة التي يقوم الجسم بحرقها.

كما وجدت دراسة أنّ إطعام أوراق الشاي الأخضر وشاي الأولونج والشاي الأسود لجرذان التجارب يخفض من وزن الجسم ومن مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي والكولسترول السيء (LDL) في الدم، ولكن في المقابل لم تجد بعض الدراسات التي أجريت على الإنسان تأثيراً لتناول الشاي الأخضر على الوزن، في حين وضّحت دراسة علاقة عكسية بين تناول الشاي الأخضر باستمرار ووزن الجسم في الأشخاص الذين قاموا بتناول الشاي الأخضر بانتظام لمدة 10 سنوات فأكثر.

تحسين تحمل الجلوكوز وفعالية الإنسولين

وجدت العديد من الدراسات دوراً للشاي الأخضر في تحسين تحمل سكر الجلوكوز وتحسين عمل ونشاط الإنسولين في الجسم،، وفي إحدى الدراسات التي أجريت على جرذان التجارب وجد أن الشاي الأخضر يخفض من مستوى كل من الجلوكوز، والإنسولين، والدهون الثلاثية، والأحماض الدهنية الحرة في الدم، كما وجد أن المركبات المتعددة الفينول ترفع أيضاً من معدل دخول الجلوكوز إلى الخلايا الدهنية، وبينت بعض الدراسات أن تناول الشاي الأخضر قد يساهم على ترميم خلايا البيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس.

وتساهم مركبات الفينول المتعددة المستخلصة من الشاي الأخضر في خفض مستوى إنزيمات الكبد والكلى التي ترتفع في حالات السكري بحسب ما وجد في الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، كما وجد أنّها تقلل من أكسدة اللليبيدات (الدهون) الذي يرتفع أيضاً في حالة السكري، ووجدت بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب دوراً لمركبات الكاتيكين في خفض الدهون الثلاثية المرتفعة في حالة السكري، وبالإضافة إلى ذلك، وجد أن هذه المركبات تقوم بعمل أنشطة شبيهة بالإنسولين وتحسن من عمل الإنسولين نفسه.

فوائد أخرى للشاي الأخضر

من فوائد الشّاي الأخضر الأخرى ما يأتي:،

  • يعتبر الشاي الأخضر مصدراً للماء، ويساهم تناوله في رفع كمية الماء المتناولة يوميّاً، كما أنه يعتبر مصدراً جيّداً للعديد من الفيتامينات والمعادن.
  • مقاومة البكتيريا والفيروسات، والتي تشمل الجرثومة الملوية البابية (Helicobacter pylori) التي تسبب القرحة، في حين أنه لا يؤثر على البكتيريا النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي، كما وُجد للشاي الأخضر دورٌ في محاربة فيروس الإنفلونزا خاصةً في مراحله الأولى، وفيروس الهربس البسيط (Herpes simplex)، والأدينوفيروس الذي يسبب الحمة الغدية.
  • مقاومة بعض أنواع الفطريات.
  • تحسين كثافة العظام وتخفيف خطر الإصابة بالكسور، والتي تشمل كسور الحوض.
  • الوقاية من التليّفات التي تصيب الكبد والجلد والشّرايين.
  • دعم عمل جهاز المناعة.
  • يُقترح أن إضافة الشاي الأخضر إلى الأدوية الموصوفة يساعد في منع رفض الجسم للكلى بعد عمليات زراعة الكلى.
  • يُقترح أن الشاي الأخضر يساهم في الوقاية من مرض باركينسون والزهايمر وغيرها من الأمراض العصبية.
  • يفيد الشاي الأخضر في حالات لسعات الحشرات بسبب مقاومته للالتهابات ودوره في وقف النزيف.
  • وجدت بعض الدراسات علاقة عكسيّة بين تناول الشاي الأخضر وتكوّن حصى الكلى.
  • في الدراسات الحيوانية، وجد للشاي الأخضر قدرة على خفض إعتام عدسة العين في مرض الساد (الماء الأبيض أو الكاتاراكت).
  • يمكن أن يفيد الشاي الأخضر في حالات التسمم بالكحول .