تحتوي بعض المواد الغذائيّة على مكوّنات مفيدة أكثر من غيرها ويتم اللجوء إليها عادةً عند الحاجة لعلاج مشكلة ما نتيجة النقص الحاصل لبعض المواد في الجسم كالحديد، والبروتين، والبوتاسيوم، والكالسيوم، وغالباً ما تكون هذه المواد من مكونات الدّم التي تعود فوائدها على كافّة أنحاء الجسم، فمثلاً يتّجه من لديهم نقص في الحديد لتناول الكبدة والخضروات ذات الأوراق الخضراء كالخس، والبقدونس، والجرجير، بينما يتجّه من لديهم نقص في الكالسيوم لشرب كميّات معينة من الحليب، وهكذا.
من أهم هذه المواد الغذائيّة التي تساعد الجسد في استرداد صحّته لبن الصويا، هذا اللبن يَعرفه البعض باسم (حليب الصويا)، إلّا أنّ ذلك يعد من الأخطاء الشائعة، حيث إنّه لا يحلب بل يستخرج من فول الصويا، وآلية استخراجه تكون بطريقتين إمّا أن يتم عصر فول الصويا بمعاصر تقوم على استخراج زيت الصويا ولبنه، أو من خلال طريقة يدوية بأن يتم نقع هذا الفول لوقت طويل ثمّ عصره في خلاط منزلي أو هرسة بطرق يدوية حتّى يصبح شبه سائل، ومن ثم غليه وفصل مكوّناته.
تكمن فوائد هذ اللبن باحتوائه على نسبة عالية من البروتين، بحيث يحتوي على ثلاثة أنواع منه تشابه تلك الأنواع الموجودة في الحليب البقري، إلّا أنّ بناء هذه الأنواع الكيميائيّة تختلف من حيث ارتباط الأحماض الأمينية فيها، وهذه البروتينات تعد هامة جدا للجسم فهي تؤمّن له ما يحتاج إليه من قوة وتساعد في حفظ بناء الجسم، كما وتعمل على تنمية عضلاته بطرق طبيعيّة، عدا عن كونها في حالات المرض تساعده على التماثل للشفاء لما تمدّه به من قوّة، وميزته أنّه يحتوي على دهون بنسب قليلة ومعتدلة، بالإضافة إلى أنه خالي من الكوليسترول، وهو خالي من الجلاكتوز بحكم تكسّر اللاكتوز، ممّا يجعله بديلاً موفقاً لحليب الأم بالنسبة للأطفال الرضع الذين يولدون ولديهم مشكلة زيادة نسبة الجلاكتوز في الدّم، ويحتوي هذا اللبن أيضاُ على نسبة قليلة من الكالسيوم.
كل ما سبق يجعل هذا اللبن عنصر غذائي هام بوجود مشكلة يجب علاجها أو فقط للوقاية وللتقوية، فهو المُنتج الأول الذي ينصح به مدربوا الرياضة اللاعبين الرياضيين لتقوية أجسادهم، وهو ما يَنصح به اختصاصيو التغذية في النوادي الرياضية لأي شخص يحتاج لتقوية عضلاته وإبرازها أكثر ممّا ينصحون بحليب البقر، وهو مكمّل غذائي هام يجب أن يتواجد في المنزل، ومن سيئاته أن طعمه ليس مستساغ كثيراً كطعم حليب البقر ولكن إذا ما تمّ التعوّد عليه يصبح مناسباً.