القهوة
في واحدٍ من دواوين الشّاعر الكبير محمود درويش “ذاكرة للنسيان”؛ يَصَف القهوة وكأنها كائنٌ حيٌ، ويَصِف كيف تُؤثِر وكيف تُشرَب وكيف تُعدّ وكيف تُقدَّم فيقول:”القهوة لا تُشرب على عجل، القهوةٌ أخت الوقت تُحْتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات.”
وفي البلاد العربيّة رِمَزت القهوة العربيّة إلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال، ورفْضُ احتساء القهوة يُعَدُ أمراً جَلَلاً في الأعراف والتقاليد العربية. وفي العصر الحديث ارتبطت القهوة بطبقة الكُتاب والمفكّرين والفنانين والمثقفين؛ فرسمت السينما المصرية خاصةً أنها الرفيق الدائم لهؤلاء في حالات الإلهام والإبداع أو مطالعة الصحف اليومية.
عُرِفت القهوة قديماً، وهي المشروب الّذي يُحضّر من حبوب البن الخضراء بعد تمحيصها، وأوّل من عَرَف البن هم أهل اليمن، وسُمِيت القهوة”الموكا” نسبة إلى الميناء اليمنيّ”المخا” الّذي كانت حبوب البن تصدر منه لأنحاء العالم.
طرق عمل القهوة
تُعَدّ القهوة بطرقٍ مختلفةٍ حسب الشعوب والمدلولات الموروثة عن القهوة لكل شعبٍ ومنها:”
القهوة العربية
- تُحمّص حبوب البن الخضراء إلى أن تُصبِح شقراء اللون (كما تُفضّل في دول الخليج العربي) أو تُصبِح ذات لونٍ بنيٍ غامقٍ قليلاً(كما تُفضّل في بلاد الشام وتسمى بالقهوة السَّادة)، ثمّ تطحن طحناً خشناً.
- تضاف إلى البن المطحون، والهيل المطحون، والقرنفل.
- يُغلى مقدار لتر من الماء ويضاف له من 6_7 ملاعق كبيرة من البن، ويترك ليغلي مدّة 7 دقائق.
- تُقدَّم القهوة العربيّة في دلةٍ أو إبريق القهوة (الترمس)، ويضاف لها الزعفران، والمزيد من القرنفل.
القهوة التركية
- تُحمَّص حبوب البن الخضراء إلى أن تُصبِح ذات لونٍ بنيٍ محروقٍ، ثمّ تطحن طحناً ناعماً جداً، وتضاف لها كميّة من الهيل حسب الرغبة.
- توضع على النار كميّة من الماء (مقدار كوب من الماء يكفي لصنع ثلاثة فناجين متوسّطة الحجم) ويضاف لها السكر حسب الرغبة أو من دون سكّر تماماً؛ عندما يصل الماء للغليان تضاف أربع ملاعق صغيرة من القهوة، وتُغلى قليلاً مع الحذر من فوران القهوة.
- تصب في فناجين القهوة التركيّة وتُقدّم.
قهوة الإسبرسو الإيطالية
تُعَّد من البن المحمّص للون البني الغامق، وتطحن ناعماً، وعادةً تستخدم آلة الإسبرسو لتحضيرها، وهنا سنذكر طريقة تحضيرها في المنزل:
- تحتاج إلى مقدار (1,25 من الماء المثلّج: 0,25 من القهوة).
- يمكن أن تقلّل كميّة الماء للحصول على تركيز أعلى للقهوة.
- تذاب كميّة القهوة في الماء المثلّج إذابة تامة وتترك عدّة ساعاتٍ.
- يُغلى الخليط على النار، ويُقدّم في فناجين تشبه فناجين القهوة التركية، ويقدّم مع السكر لمن يرغب في إضافته؛ فطعمه شديد المرارة.
قهوة لاتيه
- تُحضّر من قهوة الإسبرسو الجاهزة أو كما ذكرنا سابقا.
- يوضع في فنجان التقديم ثلاثة أرباع الكوب من الحليب المخفوق، وتُضاف إليه القهوة الساخنة.
- تُزيّن الرغوة بالسكّر أو الشوكولاتة البودرة.