فوائد أكل العسل على الريق

العسل

العسل هو منتج من منتجات الطّبيعة التي يتمّ استعمالها في العديد من الأغراض العلاجيّة، حيث يتمّ إنتاجه عن طريق النّحل من رحيق النباتات، ويحتوي العسل على أكثر من 200 مادة، ويتكوّن بشكل رئيسيّ من الماء، وسكر الفركتوز، والجلوكوز، ويحتوي أيضا على على سكّريات الفركتوز قليلة التّعدد (Fructo-oligosaccharides)، وأحماض أمينيّة، وفيتامينات، ومعادن، وإنزيمات، ويختلف تركيب العسل باختلاف النّبات الذي يُنتَج العسل من رحيقه، ولكن بشكل عام تحتوي جميع أنواع العسل على مركّبات الفلافونويد (Flavonoids)، والأحماض الفينوليّة (Phenolic acid)، وحمض الأسكوربيك (فيتامين ج)، ومركبات التّوكوفيرول (فيتامين ۿ)، وإنزيم الكاتالاز (Catalase) و(Superoxide dismutase)، والجلوتاثيون المُختزَل (Reduced glutathione)، ومنتجات تفاعل ميلارد، وبعض البيبتيدات، وتعمل غالبية هذه المركبات معاً في التّأثير المضاد للأكسدة.

ويتعرّض العسل أثناء إنتاجه وجمعه للتّلوث بالجراثيم التي تصل إليه من النّباتات والنّحل والغبار، ولكن خصائصه المُضادّة للجراثيم تقتل غالبيّتها، ولكن يمكن أن تبقى الجراثيم القادرة على تكوين الأبواغ، مثل البكتيريا التي تُسبّب تسمّم البوتيوليزم (Botulism)، لذلك لا يجب إعطاء العسل للأطفال الرُضّع إلا إذا كان العسل مُنتجاً بمستوىً طبيّ، أي بتعريضه لأشعة تقوم بتثبيط نشاط الأبواغ البكتيريّة، وفي هذا المقال تفصيل عن فوائد العسل التي تم إثباتها بالدّلائل العلميّة.

الأهميّة التاريخيّة للعسل

احتلّ العسل مكاناً هامّاً في الطبّ الشعبيّ، والعلاجات البديلة منذ قرون، حيث استعمله المصريّون القُدماء، والآشوريون، والصّينيون، والإغريق، والرّومان لعلاج الجروح ومشاكل الأمعاء، ولكن لا يتمّ استعماله في الطبّ الحديث نظراً لغياب الدراسات العلميّة الكافية التي تدعم أدوار وفوائد العسل العلاجيّة. ويحتل العسل مكاناً خاصّاً لدى المسلمين نظراً لذكره في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)، كما يقول: (فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى)، كما ورد ذكر فوائده في بعض أحاديث الرّسول محمد عليه الصّلاة والسّلام.

فوائد العسل

من فوائد العسل العديدة ما يأتي:،

  • شفاء الحروق: يساعد الاستعمال الخارجي للتّحضيرات المحتوية على العسل في شفاء الحروق التي يوضع عليها، حيث يعمل العسل على تعقيم مكان الحرق، وتسريع إعادة تجديد الأنسجة، وتخفيف الالتهاب.
  • شفاء الجروح: يُعتبر استعمال العسل في شفاء الجروح أحد أهم الاستعمالات الفعّالة للعسل والتي تم دراستها علميّاً، إذ يساعد وضع تحضيرات العسل أو الضّمادة المحتوية على العسل في تسريع شفاء الجروح، وتعمل الضّمادات المُحمّلة بالعسل كضمادات غير لاصقة، فقد وجدت الدّراسات أنّه فعّال في علاج جميع أنواع الجروح تقريباً، مثل الجروح بعد العمليات الجراحيّة، وتقرّحات القدم المزمنة، والخراجات، والخدوش، والجروح الجلديّة التي تحصل في حالات استخراج الجلد للاستعمالات العلاجيّة، والتقرّحات التي تحصل بسبب ملازمة الفراش، والانتفاخ والتّقرح الذي يصيب اليدين أو القدمين بسبب البرد، والحروق، وجروح جدار البطن والعجان (Perineum)، والنّاسور، والجروح المُتعفّنة، وغيرها، وُجِد أنّ العسل يساعد في تخفيف روائح الجروح، والقيح، وتنظيف الجروح، وتخفيض التهابات العدوى، وتخفيف الألم، وتسريع مدّة الشّفاء، كما ذُكِرت قدرة للعسل في شفاء بعض الجروح التي فشلت علاجات أخرى في علاجها. وتختلف فاعليّة العسل في شفاء الجروح بحسب نوع الجرح وشدّته، ويجب أن تكون كميّة العسل المستخدمة على الجرح كافية بحيث يبقى موجوداً حتّى لو خفّ تركيزه بسبب إفرازات الجرح، كما يجب أن يُغطّى ويتجاوز حدود الجرح، وتكون النّتائج أفضل عند وضع العسل على الضّمادة ووضعها على الجرح بدلاً من وضعه على الجرح مباشرة، ولم يرد ذكر أن استعمال العسل على الجروح المفتوحة يُسبّب الالتهابات. وفي إحدى حالات بتر الرّكبة في طفل صغير، كان الجرح ملتهباً بنوعين من البكتيريا (Pseudo. and Staph. aureus) وغير مستجيب للعلاجات، حين عمل استعمال ضمادات عسل المانوكا (Manuka honey) المُعقّمة على شفاء الجرح تماماً خلال 10 أسابيع. ووجدت الدّراسات أنّ قدرة العسل في شفاء الجروح فاقت ضمّادات الغشاء السلويّ (Amniotic membrane dressing) وضمّادات الـ (Sulfersulfadiazine) وضمّادات قشور البطاطا المغليّة في تحسين وتسريع الشّفاء وخفض درجات النّدوب.
  • الوقاية والعلاج لأمراض الجهاز الهضمي، مثل التهاب المعدة، والاثني عشر، والقرحة النّاتجة عن البكتيريا، وفيروس الرّوتا (Rotavirus)، حيث يمنع العسل التصاق البكتيريا في الخلايا الظهاريّة (Epithelial cells) بتأثيره على خلايا البكتيريا، وبذلك يمنع المراحل الأولى من الالتهاب، كما يُعالج العسل حالات الإسهال، والتهاب المعدة والأمعاء (Gastroenteritis) البكتيري، كما يؤثّر العسل على البكتيريا الملويّة البابيّة (Helecobacter pylori) التي تُسبّب القرحة.
  • مقاومة البكتيريا، حيث يعتبر نشاط العسل كمضاد للبكتيريا أحد أهمّ الاكتشافات التي وجدت للعسل والذي تمّ معرفته عام 1892، حيث وجد له تأثيرات تقاوم حوالي 60 نوع من البكتيريا التي تشمل بكتيريا هوائيّة وبكتيريا لا هوائية.
  • علاج الالتهابات الفطريّة، حيث يعمل العسل غير المُخفّف على منع نمو الفطريات، ويعمل العسل المخفف على وقف إنتاجها للسّموم، ووُجِد له تأثيرات في العديد من أنواع الفطريّات.
  • مقاومة الفيروسات، وُجِد للعسل الطبيعيّ تأثيرات مقاومة الفيروسات، ووُجِد أنّه آمن وفعّال في علاج تقرّحات الفم، والأعضاء التناسليّة التي يسببها فيروس الهيربس (Herpes) بدرجات مشابهة لدهون الـ (Acyclovir) المستعمل في علاجها، كما وُجِد أنّه يمنع نشاط فيروس (Rubella virus) المعروف بفيروس الحصبة الألمانيّة.
  • تحسين حالة مرض السكّري، وَجَدت الدّراسات أنّ تناول العسل يوميّاً يُسبّب انخفاضاً بسيطاً في مستوى الجلوكوز، والكولسترول، ووزن الجسم عند المصابين بمرض السكّري، ووُجِد أنّ العسل يُبطئ من ارتفاع سكّر الدّم مُقارنة بسكّر المائدة أو الجلوكوز.
  • تقترح بعض الدّراسات أنّ استعمال العسل يمكن أن يُحسّن من حالات قدم السكّري غير القابلة للعلاج.
  • تخفيف الكحّة، وُجِد أنّ تناول العسل قبل النّوم يُخفّف من أعراض الكحّة عند الأطفال من عمر سنتين فأكثر بدرجات فعاليّة مُشابهة لدواء الكحّة (Dextromethorphan) بالجرعات التي تُعطى دون وصفات طبيّة.
  • علاج بعض حالات العيون، مثل التهاب الجفون (Blepharitis)، والتهاب القرنيّة (Keratitis)، والتهاب المُلتحمة (Conjunctivitis)، وجروح القرنيّة، وحروق العين الحرارية والكيميائية، ووجدت إحدى الدّراسات أنّ استعمال العسل كمرهم لـ 102 شخص مصاب بحالات لا تستجيب للعلاج، قد حسّن من 85% من هذه الحالات، في حين لم يُصاحب الـ 15% المتبقيين أيّ تطور في المرض، كما وجد أنّ استعمال العسل في التهاب المُلتحمة النّاتج عن العدوى يُخفّف من الاحمرار، وإفراز القيح، ويُقلّل من الوقت اللازم للتّخلص من البكتيريا.
  • وجدت العديد من الدّراسات أنّ العسل يُعتبر مصدراً جيّداً للكربوهيدرات خاصّة للرّياضيين قبل وبعد تمارين المقاومة، وتمارين القدرة على التّحمل (الأيروبيك)، كما يُعتَقد أنّه يُحسّن من الأداء الرياضيّ.
  • يمكن استعمال العسل في حفظ الأغذية، كما وُجِد أنّه مُحلٍّ مناسب ولا يؤثر على البكتيريا النّافعة الموجودة في بعض أنواع الأغذية كمنتجات الألبان والتي تعتبر (Prebiotics)، وعلى العكس، وُجِد أنّه يدعم من نمو بكتيريا (Bifidobacterium) بسبب محتواه من السكّريات قليلة التّعدد.
  • وجد للعسل خصائص مُضادة للالتهاب، ومُحفّزة للمناعة دون الأعراض الجانبية الموجودة في الأدوية المضادة للالتهابات، كالتّأثير السلبي على المعدة.
  • تعمل المركبات الموجودة في العسل كمضادات للأكسدة كما ذكرنا أعلاه، ووُجِد أنّ العسل داكن اللّون يحتوي على نسب أعلى من الأحماض الفينولية، وبالتّالي له نشاط أعلى كمضاد أكسدة، وتُعرف المُركّبات الفينولية بفوائدها الصحيّة، مثل مقاومة السّرطان، والالتهاب، وأمراض القلب، وتخثّر الدم، بالإضافة إلى تحفيز مناعة الجسم، وتسكين الآلام.
  • يُخفّف تناول العسل من فرصة الإصابة بالتّقرحات التي تُصيب الفم بسبب العلاج الإشعاعي، كما وُجِد أنّ تناول 20 ملل من العسل أو استعماله في الفم يُخفّف من شدة الالتهابات التي تُصيب الفم بسبب العلاج الإشعاعي، ويُخفّف من الألم عند البلع، ومن خسارة الوزن المرافقة للعلاج.
  • تُقلّل مضادات الأكسدة الموجودة في العسل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، وتحمل العديد من المركبات الموجودة في العسل خصائص واعدة لدراستها واستعمالها في علاج أمراض القلب في المستقبل، حيث إنّ للعسل خصائص مضادة للخثرات، ومضادة لنقص الأكسجين المؤقت الذي يُصيب الأغشية بسبب عدم وصول الدّم الكافي إليها (Anti-ischemic)، ومضاد للأكسدة، وراخٍ للأوعية الدموية، ممّا يُقلّل من فرصة تكوّن التّخثرات وتأكسد الكولسترول السّيء (LDL)، ووَجَدت إحدى الدّراسات أنّ تناول 70 جم من العسل مدّة 30 يوماً للأشخاص المصابين بزيادة الوزن يُقلّل من مستوى الكولسترول الكليّ والسّيء (LDL)، والدّهون الثلاثيّة، والبروتين المتفاعل (-C)، وبذلك وجدت الدّراسة أنّ تناول العسل يخفض من عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة عند الأشخاص الذين ترتفع لديهم هذه العوامل دون أن يُسبّب زيادة في الوزن، ووُجِد في دراسة أخرى أنّه يرفع قليلاً من الكولسترول الجيّد (HDL)، كما وُجِد أنّ تناول العسل الصناعي (فركتوز + جلوكوز) يرفع من الدّهون الثلاثيّة، في حين أنّ العسل الطبيعي يُقلّلها.
  • وجدت بعض الدّراسات تأثيرات مقاومة للسّرطان في العسل.
  • يساعد العسل الطبيعيّ في علاج الإرهاق، والدّوخة، وألم الصّدر.
  • يمكن أن يخفّف العسل من ألم خلع الأسنان.
  • تحسين مستوى الدّم من الإنزيمات والمعادن.
  • تخفيف آلام الدورة الشهريّة، كما وجدت الدّراسات التي أُجرِيت على حيوانات التّجارب فائدة العسل في مرحلة انقطاع الطّمث في سن اليأس، مثل منع ضمور الرّحم، وتحسين كثافة العظام، ومنع زيادة الوزن.
  • وجدت بعض الدّراسات الأوليّة أنّ استعمال العسل مع زيت الزّيتون وشمع النّحل يُقلّل من الألم، والنّزيف، والحكّة المصاحبة للبواسير.
  • وجدت بعض الدّراسات الأوليّة قدرة للعسل في تحسين الوزن وبعض الأعراض الأخرى عند الأطفال المصابين بسوء التّغذية.
  • وجدت الدّراسات الأوليّة أنّ استعمال مستحضر من العسل مدّة 21 يوماً يُقلّل من الحكّة بدرجات أكبر من مرهم أكسيد الزّنك.
  • تشير بعض الدّراسات الأوليّة لتأثيرات إيجابية للعسل في حالات الرّبو.
  • تشير بعض الدّراسات الأوليّة إلى دور إيجابي للعسل في حالات إعتام عدسة العين.
  • تقترح بعض الدّراسات الأوليّة أن استعمال عسل النّحل المصريّ مع الغذاء الملكي في المهبل يرفع من فرص التّخصيب.
  • تقترح بعض الدّراسات الأوليّة أن مضغ جلد مصنوع من عسل المانوكا يعمل على تخفيف ترسّبات الأسنان قليلاً، ويُقلّل من نزيف اللثّة في حالات التهاب اللثّة.