كيفية تناول العسل

العسل

يُعتبر العسل من أكثر الأطعِمة الطبيعيّة المُغذّية للجسم، ويعود إنتاجه إلى حوالي 2400 عام قبل الميلاد، وقد بدأ إنتاجه في مصر، وانتشر استهلاكه في جميع حضارات العالم؛ كالحَضارة الإغريقيّة، والصينيّة، والرومانية؛ حيث تمّ استخدامه في الطب والأكل، فهو شراب تنتجه النحل من حبوب لقاح الأزهار المتنوّعة التي تجمعها من أماكن عديدة كل يوم، لتجعله غنيّاً بالسكريات الطبيعية ومجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن والعناصر المفيدة الأخرى.

يحتلّ السكّر المركز الأعلى في المكونات الداخلة في تركيب العسل، ويُشكّل ما قيمته 70-80% من المكونات، ويوجد في العسل أيضاً الماء والمعادن والبروتينات.

للعسل فوائد علاجية وصحيّة جمّة؛ فهمو مكوّن مضاد للميكروبات عندما يتم تطبيقه على الجلد؛ حيث يمنع العدوى البكتيريّة بسبب سماكة قوامه وانخفاض رقمه الهيدروجيني، وهو علاجٌ فعّالٌ لالتهابات الجروح والحروق.

كيفية تناول العسل

توجد طرق عديدة لتناول العسل تعتمد على رغبة الشخص، وعلى الغاية المرجوّة منه سواء كانت وقائية أم علاجية؛ فمن الناس من يتناولونه كما هو، ومنهم من يخلطونه بالنباتات والأغذية الأخرى كالزنجبيل والخل، والقرفة، وحبة البركة، ومن أهمّ وأكثر الطرق شيوعاً وسهولةً هي تَناول العسل بعد تخفيفه بالماء حيث كان صلى الله عليه وسلم يخلط ويذيب العسل بالماء ويشربه على الريق كل صباح،.

فوائد شرب العسل مع الماء

أثبتت بعض الدّراسات أنّ لخلط العسل بالماء وشربه على الريق فوائد كبيرة جداً، منها:

  • يساعد على فقدان الوزن الزائد، ويعزّز الطاقة، ويعالج التهابات المفاصل، كما يعمل كمضاد فاعل للميكروبات بأنواعها، وفيما يخص فقدان الوزن أثبتت بعض الدراسات أن تناول العسل يُعطي شعوراً بالامتلاء حتى لو تمّ تناوله بكميات قليلة، ولذلك يُنصح الأشخاص الراغبين بفقدان الوزن بخلط ملعقةٍ من العسل في الماء وتناولها يومياً؛ إذ إنّه يسيطر على المناطق التي تُحفّز الإحساس بالحاجة للسكر في الدماغ.
  • يُخفّف التهاب المفاصل؛ حيث أثبتت دراسة دنماركية أنّ مرضى التهاب المفاصل الذين يتناولون مخلوط العسل والماء تخف أعراض وآلام التهاب المفاصل لديهم بوقتٍ قصير، كما يمكن خلط العسل مع عصير التفاح والخل لعلاج التهاب المفاصل.
  • يخفّض نسبة الكولسترول بما نسبته 10% خلال ساعتين عند خلط 50 غراماً من العسل مع 480 مليغراماً من الماء الدافئ.
  • يقوّي مخلوط الماء بالعسل جهاز المناعة؛ حيث يلعب دوراً مهماً في الحماية من البكتيريا، ويعدّ مضاداً حيوياً طبيعياً مهماً لمقاومة الأمراض والوقاية منها خاصّةً إذا تم شربه على الريق.
  • يمكن اعتبار مخلوط العسل والماء مشروباً للطاقة بسبب احتوائه على العديد من المواد الغذائية المفيدة، وتتضاعف قدرته على تعزيز طاقة الجسم عند تناوله على الريق، حيث يعطي دفعة مؤقتةً من الطاقة و ارتفاعاً في مستويات السكر في الدم، ويُعد أكثر صحة من العديد من بدائل السكر ومشروبات الطاقة الغنية بالسكاكر المصنعة الضارة.
  • يساعد على تخفيف أعراض الحساسية؛ كحساسية الصدر، وأمراض الجهاز التنفّسي المختلفة، ويُنقّي الجِسم من السموم.
  • ينصح بتناول مخلوط العسل بالماء للمرضى الذين يُعانون من مشاكل في الكليتيتن، ولكن يُنصحون بتناوله ليلأ قبل النوم.
  • يساعد على حلّ مشاكل الجهاز الهضمي ومنها الإمساك و القرحة؛ حيث يُعدّ علاجاً طبيعيّاً شعبياً لكنه يحتاج إلى المزيد من الدراسات العلمية لإثبات فعاليته في حل مشاكل الجهاز الهضمي.
  • يساعد على حلّ مشاكل الحمى والتهاب الحلق؛ حيث إنّ خلط العسل بالماء الساخن مع إضافة الليمون إليه يُلطّف التهاب الحلق ويُعطي راحةً فوريّة ويُخفّف الألم.

إدراج العسل ضمن البرنامج الغذائي اليومي

لإدخال العسل إلى البرنامج الغذائي اليومي يمكن استبداله بالسكّر في الأطباق، ويمكن ذلك عن طريق اتباع أيٍّ من الطرق الآتية:

  • استعمال العسل في صناعة الصلصات الحلوة وصلصات التوابل.
  • استعمال العسل في تحلية المشروبات المختلفة كالشاي والقهوة والأعشاب.
  • دهن الخبز أو التوست أو البان كيك بالعسل بدلاً من المحليات الصّناعية المستعملة عادةً.
  • خلط العسل مع اللبن أو الحليب أو الحبوب كالشوفان وحبوب الإفطار.
  • تناول العسل مع القشطة الطازجة أو الطحينة ضِمن وجبة الإفطار.
  • استخدام العسل في المخبوزات بدل السكر وذلك عن طريق إضافة ثلاثة أرباع الكوب من العسل بدل كلّ كوب سكر، وتقليل كمية السوائل المستهلكة بالوصفة بمقدار ملعقتين كبيرتين، والخبز على درجة حرارة منخفضة نسبياً، مما يجعل العسل يحلّ محل السكر الأبيض المكرر الذي يشكل خطراً على الصحّة، وبدلاً من المحليات الصناعية التي تؤذي الجسم.

المخاطر الصحية المحتملة لتناول العسل

على الرغم من فوائد العسل الكثيرة، إلا أنه تماماً مثل أي طعام أو مكون غذائي يجب أن يتم اتباع سياسة الوسطية عند استهلاكه، فخير الأمور أوسطها، فلا يجب تناول المواد بغير ميزانها الطبيعي؛ لأنّها يمكن أن تؤثر سلباً على الصحّة بطريقة غير متوقّعة، ولذلك يُنصح دائماً باتباع نظام غذائي متنوّع بدلاً من التركيز على أطعمة بصورة مُنفردة باعتبارها مفتاحاً للصحّة الجيدّة،

ومن المخاطر الصحية المحتملة لاستهلاك العسل:

  • يعتبر العسل غنياً بالسعرات الحرارية، لذلك يجب استهلاكه باعتدال لتجنب الإصابة بالسمنة، وبناءً عليه، توصي جمعية القلب الأمريكية بعدم تناول أكثر من 100 سعرة حرارية يومياً من السكريات المضافة بالنسبة للنساء، و150 سعرةً حراريّةً يومياً بالنسبة للرجال، أي ما مُعدّله ملعقتي طعام للنساء وثلاث ملاعق للرجال.
  • قد يحتوي العسل على أبواغ البوتولينوم التي تُسبّب نوعاً خطيراً من أنواع التسمّم الغذائي الذي قد يؤدي إلى الشلل، حتى إنّ العسل المبستر يُحتمل أنّه يحوي هذه الأبواغ، لهذا السبب يُنصح بعدم إطعام العسل للرضّع دون العام الأول من العمر بسبب عدم تكوّن المناعة اللازمة في أجسامهم بَعد.
  • كثرته تؤثّر على مرضى السكري؛ حيث يُمكن لمرضى السكري تناول كميات محدودة من العسل بشرط مراقبة مستويات السكر لديهم في الدم باستمرار.