فوائد مشروب الزنجبيل والقرفة

مشروب الزَّنجبيل والقرفة

عرف البشر النّباتاتِ منذ القِدَم، واستخدموها في غِذائهم ودوائهم، ومن النّباتات العُشبيّة التي استخدموها للعِلاج: الزّنجبيل، والقرفة؛ كلٌّ على حِدة، إلى أن بدأ النّاس بخلطهما للحصول على مشروبٍ لذيذٍ ومفيدٍ يجمع بين فوائدهما أو بعضها، فما هي فوائد مشروب الزّنجبيل والقرفة، وما الكميّة التي تُحقّق الفائدة والعلاج منه، والكميّة المسموح بتناولها من هذا المشروب، وما هي محاذير استخدامه، والأضرار التي يمكن أن يسبّبها؟

فوائد مشروب الزَّنجبيل والقرفة

لمشروب الزَّنجبيل والقرفة خصائص طبيّة كثيرة؛ فالقرفة والزّنجبيل من مُضادّات الأكسدة القويّة التي تُساعد على الوقاية من الكثير من الأمراض وعلاجها؛ لما فيهما من عناصر غذائيّة، وقد ذُكِر الزَّنجبيل في القرآن الكريم في سورة الإنسان في قوله سبحانه وتعالى: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا )؛ وفيها يذكر الله سُبحانه وتعالى أنّ الزّنجبيل نوع من أنواع شراب أهل الجنة. ومن أهمّ فوائد مشروب الزنَّجبيل والقرفة ما يأتي:

محاربة السُّمنة والوقاية من مرض السُكّري

نُشِرت دراسة عام 2014م في مجلّة (Journal of Ethnopharmacology) عن تأثير مشروب الزّنجبيل والقرفة على فئران مُصابة بمرض السكّري وتعاني من السُّمنة المفرطة؛ حيث تمّ وضع 200غ من مسحوق كلٍّ من القرفة والزّنجبيل في لتر ماء، وغلي هذه الكميّة عشر دقائق، ثمّ تصفيتها بطبقتين من الشّاش؛ للحصول على تركيز 20% من مشروب الزّنجبيل والقرفة، ثمّ إعطاؤه للفئران مدّة ستّة أسابيع بجرعات 200 و400ملغ لكلّ 1كلغ من مشروب الزّنجبيل، والجُرعة نفسها من مشروب القرفة على التوالي، وكانت النتائج على النحو الآتي:

  • انخفاض واضح في وزن الجسم، وكتلة الدّهون فيه.
  • ارتفاع مستوى الإنسولين.
  • زيادة نشاط الإنزيمات المُضادّة للأكسدة في الكِلى.
  • خفض سكّر الدّم، وهرمون اللبتين (بالإنجليزيّة: Leptin): وهو هرمون تصنعه وتُفرِزه الخلايا الدهنيّة في الجسم، ويتحكّم هذا الهرمون بالجوع؛ وذلك عن طريق إعطاء الجسم إشارةً بالتوقُّف عن تناول الطعام، وتؤكّد نتائج هذه الدراسة صحّة الاستخدام الشعبيّ والتقليديّ للزّنجبيل والقرفة في علاج المرضى الذين يُعانون من السُّمنة والسكّري.

علاج داء الجيارديات

نُشِرَت دراسة عام 2014م في المجلّة الإيرانيّة لعلم الطُّفيْليّات عن فعاليّة الزّنجبيل والقرفة في علاج داء الجيارديا لامبليا (حُمّى القندس)؛ وذلك بتحضير مُستخلَص ثنائيّ كلور الميثان من الزّنجبيل والقرفة عن طريق وضع 250غ من كلٍّ من مسحوق الزّنجبيل والقرفة في لترٍ من ثنائيّ كلور الميثان مدّة يومَين مع التّحريك المستمرّ، يتبعها التّرشيح، وتكرار هذه العمليّة ثلاث مرّات، ثمّ التّصفية باستخدام ورق التّرشيح، ثمّ إعطاؤه بجرعات مُحدَّدة للفئران المُصابة، وقد كانت نتائج هذه الدّراسة هي: قدرة الزّنجبيل والقرفة على تخفيض أعداد الكيسات الجيارديّة والطُّفيليّات في عينة البراز، وتحسين الأضرار التي أحدثَتها طفيليّات جيارديا لامبليا في بطانة الأمعاء، فأثبت هذه الدّراسة فعاليّة مُستخلَص الزّنجبيل والقرفة في علاج الالتهاب الناتج عن طفيليّات جيارديا لامبليا، واستخدامه كعلاج بديل للأدوية المُضادّة للطفيليّات.

الوقاية من مرض الزّهايمر وتحسين المزاج

أكّد فريق من جامعة تل أبيب أنّ القرفة قد تساعد على الوقاية من مرض الزّهايمر؛ ذلك وفقاً لما ذكره البروفيسور مايكل أوفاديا من قسم علم الحيوان في جامعة تل أبيب، حيث بيّن أنّ القرفة تحتوي مركّباتٍ ذات خصائص تحدّ من تطوُّر مرض الزّهايمر. ولكلٍّ من القرفة والزّنجبيل خصائص مُهدِّئة للأعصاب، وبهذا يُمكنها المساعدة على الاسترخاء، والتخلُّص من الضّغوطات، وتحسين المزاج.

تسكين آلام العضلات

نُشِرت في عام 2013م في المجلّة الدوليّة للطبّ الوقائيّ دراسة أُجرِيت في مركز أبحاث الأمن الغذائيّ في جامعة أصفهان للعلوم الطبيّة، تناولت تأثير تناوُل الزّنجبيل والقرفة على التهاب العضلات وآلامها النّاتجة عن ممارسة التّمارين الرياضيّة على الرياضيّين من الإناث في إيران، وقد أُجرِيت الدّراسة على ستّين فتاةً تتراوح أعمارهُنّ بين 13-25 سنةً، حيث تناولنَ كلاً من مسحوق الزّنجبيل والقرفة بجرعة مقدارها 3غ مدّة ثمانية أسابيع، وقد كانت نتيجة الدّراسة عدم إحداث أي تغيُّر فعّال في مستوى إنترلوكين 6 وهي المادّة المُسبِّبة للالتهاب، ولكن كان للزّنجبيل والقرفة دور في الحدّ من آلام العضلات وتخفيفها، وتؤكّد هذه الدّراسة صحّة الاستخدام الشعبيّ والتقليديّ للزّنجبيل والقرفة في تخفيف آلام العضلات.

احتواء كميّاتٍ من مُضادّات الأكسدة القويّة

نشر المركز الوطنيّ للمعلومات التقنيّة الحيويّة دراسةً أُجرِيت في قسم الغذاء والتّغذية في جامعة سان خوسيه في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة على الفئران المُصابة بالسكّري، وتأثير الزّنجبيل والقرفة على إنتاج الحيوانات المنويّة لديها، وقد بيّنت هذه الدّراسة قُدرة الزّنجبيل والقرفة على إنتاج هرمون التّستوستيرون، وزيادة إنتاج الحيوانات المنويّة الخالية من التشوُّهات، والحفاظ على حركتها، وتؤكّد هذه الدّراسة فعاليّة القرفة والزّنجبيل في الحفاظ على الصحّة الوظيفيّة للجهاز التناسليّ، والحفاظ على صحّة الحيوانات المنويّة لدى مرضى السكّري.

فعاليّة مشروب الزّنجبيل والقرفة في الحدّ من الإجهاد التأكسديّ

أُجرِيت دراسة في مركز أبحاث الأمن الغذائيّ في جامعة أصفهان للعلوم الطبيّة، ونُشِرت عام 2013م في المجلّة الدوليّة للطبّ الوقائيّ؛ تُبيّن تأثير تناول الزّنجبيل والقرفة على الإجهاد التأكسُديّ الناتج عن مُمارسة التّمارين الرياضيّة وكمال الأجسام على الرياضيّين من الإناث في إيران، وقد طُبِّقت الدّراسة على ستّين فتاةً تتراوح أعمارهُنّ بين 13-25 سنةً؛ حيث تناولنَ مسحوق كلٍّ من الزّنجبيل والقرفة مُنفردَين، بجرعة مقدارها 3غ مدّة ثمانية أسابيع، وقد كانت نتيجة الدّراسة عدم إحداث أيّ تغيُّر فعّال في مستوى مركّب مالونديالدهيد؛ وهو مؤشّر لوجود الإجهاد التأكسُديّ، أو تحسُّن في أداء التّمارين الرياضيّة وكمال الأجسام.

القيمة الغذائيّة للزّنجبيل

يُوضّح الجدول الآتي التّركيب الغذائيّ لكلّ 100غ من الزّنجبيل الطّازج:

العنصر الغذائيّ القيمة الغذائيّة
طاقة 80 سعراً حراريّاً
ماء 78.89غ
بروتين 1.82غ
إجماليّ الدّهون 0.75غ
كربوهيدرات 17.77غ
حديد 0.6ملغ
كالسيوم 16ملغ
مغنيسيوم 43ملغ
صوديوم 13ملغ
بوتاسيوم 415ملغ
فسفور 34ملغ
زنك 0.34ملغ
فيتامين ج 5ملغ
فيتامين ب6 0.16ملغ
فيتامين ب2 0.034ملغ
فيتامين ب3 0.75ملغ
فيتامين ب2 0.025ملغ
حمض الفوليك 11 مايكروغرام
فيتامين ب12 0 مايكروغرام
فيتامين ك 0.1 مايكروغرام
فيتامين هـ 0.26ملغ

القيمة الغذائيّة للقرفة

يوضّح الجدول الآتي التّركيب الغذائيّ لكل 100غ من القرفة المطحونة؛ حيث تحتوي ما يأتي:

العنصر الغذائيّ القيمة الغذائيّة
ماء 10.58غ
طاقة 247 سعراً حراريّاً
بروتين 3.99غ
إجماليّ الدّهون 1.24غ
كربوهيدرات 80.59غ
ألياف 53.1غ
سكريّات 2.17غ
كالسيوم 1002ملغ
حديد 8.32ملغ
مغنيسوم 60ملغ
فسفور 64ملغ
بوتاسيوم 431ملغ
صوديوم 10ملغ
زنك 1.83ملغ
فيتامين ج 3ملغ
فيتامين ب1 0.022ملغ
فيتامين ب2 0.041ملغ
فيتامين ب3 1.332ملغ
فيتامين ب6 0.158ملغ
حمض الفوليك 6 مايكروغرام
فيتامين ك 31.2 مايكروغرام
فيتامين هـ 2.32ملغ
فيتامين أ 295 وحدةً دوليّةً

التّداخلات الدوائيّة للزّنجبيل والقرفة

يعتقد معظم النّاس أنّ الاعشاب الطبيعيّة لا تؤثّرعلى الدّواء، ولكنّ هذه الاعشاب في الحقيقة تحتوي مركّباتٍ كيميائيّةً تؤثّرعلى فعاليّة الدّواء، ممّا يُضاعِف خطورة تأثير التّداخلات الدوائيّة، فهي قد تزيد فعاليّة الدواء أو تُقلِّلها، أو تمنع عمله، الأمر الذي يؤدّي إلى ظهور أعراض ومُضاعَفات جانبيّة خطيرة، ولهذا تجب استشارة الطّبيب قبل تناول الزّنجبيل والقرفة في حال تناول الأدوية، ومن أهمّ التداخلات الدوائيّة للزّنجبيل:

  • الأدوية المُميِّعة للدّم: قد يزيد الزّنجبيل احتماليّة حدوث نزيف في حال تناوله مع أحد الأدوية المُميِِّعة للدمّ، مثل: الأسبرين، والوارفارين، وكلوبيدوغريل.
  • أدوية السكّري: يساعد الزّنجبيل على خفض نسبة السكّر في الدّم، ولذلك يزيد خطورة انخفاض السكّر في الدّم بشكل كبير عند تناوله مع الأدوية الخافضة للسكّري، ممّا يؤدّي إلى حصول أثار جانبيّة خطيرة.
  • أدوية الضّغظ: يُساعد الزّنجبيل على خفض ضغط الدّم، ممّا يزيد خطورة خفض الضّغط عند تناوله مع أدوية الضّغط، أو قد يؤدّي إلى عدم انتظام دقّات القلب.

أمّا التّداخلات الدوائيّة للقرفة، فهي كما يأتي:

  • الأدوية التي تضرّ الكبد: إنّ تناول كميّات كبيرة من القرفة يؤدّي إلى حدوث أضرار في الكبد، خاصّةً لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد، ومن المهمّ جدّاً تجنُّب تناول القرفة بكميّات كبيرة مع الأدوية التي قد تُسبّب أضراراً للكبد؛ لأنّ ذلك يزيد خطورة تلفه، ومن بعض الأدوية التي تضرّ الكبد: أسيتامينوفين (باراسيتامول)، وأميودارون، وكاربامازيبين، وإيزونيازيد، وإريثروميسين، وبرافاستاتين، وسيمفاستاتين، وفينيتوين، وميثيلدوبا، وميثوتريكسيت، وهناك أدوية كثيرة غيرها، لذا من المهمّ استشارة الطّبيب قبل تناول القرفة.
  • أدوية السكّري: تُقلّل القرفة نسبة السكّر في الدّم، ولهذا يجب تجنُّب تناولها مع أدوية السكّري؛ لأنّ ذلك سيؤدّي إلى حدوث انخفاض كبير في مستوى السكّر في الدّم، ومن هذه الأدوية: الإنسولين، وميتفورمين، وبيوغليتازون، وغليبيريد، وتلبوتاميد، وغيرها من أدوية السكّري.
  • الوارفارين: تحتوي قرفة السّنا على مركّب الكومارين، وهو المادّة الفعّالة لدواء الوارفارين الذي يمنع تجلُّط الدّم، لذا يجب تجنُّب تناول كميّات كبيرة من قرفة السنا، وتجنُّب تناولها مع الأدوية المُميِّعة للدّم.

الكميّة المسموح بها من الزّنجيبل والقرفة

للزّنجبيل كميّة مُحدّدة يوصى بتناولها، وهي على النّحو الآتي:

  • لا يجوز تناول الزّنجبيل للأطفال دون السّنتَين، أمّا الأطفال الذين تفوق أعمارهم السّنتين فتجب استشارة الطّبيب؛ لتحديد الجُرعة المناسبة.
  • يُسمَح للبالغين بتناول أربعة غرامات مُوزَّعة على حصص طوال اليوم.
  • يُسمَح للحوامل بتناول غرام واحدٍ مُوزَّع على حصص طوال اليوم.

الكميّة الموصى بتناولها من القرفة هي كما يأتي:

  • تعتمد الكميّة المسموح بتناولها يوميّاً من القرفة على عدّة عوامل، منها: العمر، والجنس، والتّاريخ الصحيّ، والعديد من المعلومات التي تجب معرفتها قبل تحديد الجرعة المناسبة؛ لذلك لا توجد حتّى الآن دراسات ومعلومات علميّة كافية لتحديد الجرعات المناسبة.
  • لعدم وجود جرعات مُثبَتة، هناك بعض الدّراسات التي توصي باستهلاك 2 -4غ من مسحوق القرفة، وقد أوصى البعض باستهلاك 1-6غ مُوزَّعة على حصص طوال اليوم.

طريقة عمل مشروب الزَّنجبيل والقرفة

لإعداد مشروب الزّنجبيل والقرفة، يجب تحضير المكوّنات الآتية:

  • نصف كوب من الزّنجبيل الطازج.
  • ستّة أكواب من الماء المغليّ.
  • عودان من القرفة.
  • ملعقتا طعام من العسل.

أمّا طريقة التّحضير، فتكون بغلي الماء، ومن ثمّ إضافة الزّنجبيل والقرفة، وتركه يغلي 20 دقيقةً، ويمكن تركه يغلي مدّةً أطول للحصول على مذاق وتركيز أعلى، ومن ثمّ تصفيته وتحليته بالعسل أو السكّر البنيّ.