فوائد النعناع المغلي

النعناع

يُعتبر النّعناع أحد أهمّ الأعشاب الطبيّة العلاجيّة وأكثرها شيوعاً في البلاد العربيّة والغربيّة، فلعشبة النّعناع خواصٌّ عطريّة وأطعُم مُختلفة تعود لنوعها ومصدرها. تُستخدَم عشبة النّعناع بصورها المُختلفة (الطّازجة والجافّة والمُجمّدة) في المطبخ العالميّ، حيث تُضاف إلى العديد من المشروبات السّاخنة والباردة، وأطباق اللّحم، والصّلصات، والسّلطات. ولشاي النّعناع شعبيّة خاصّة في بلدان شمال أفريقيا والعالم العربيّ. يُفضّل عدم غلي أوراق النّعناع مع الماء بل سكب الماء المغليّ على الأوراق ونقعها فيه مدّة عشر دقائق، ثمّ شربه والاستمتاع بفوائده الصحّيّة الكثيرة.

تُزرع عشبة النّعناع في المناطق ذات الطّبيعة والتّربة الرّطبة، كما تُزهِر قرب مصادر المياه على البُحيرات والأنهار، وبشكلٍ عامٍ فإنّ النّعناع يتأقلم مع مجموعةٍ واسعةٍ من الظّروف حيث ينمو في مناطق الظلّ أو الشّمس، كما ينمو النّعناع على مدار العام دون الحاجة إلى رعاية كاملة أو اهتمام. تتكاثر عشبة النّعناع في دول آسيا، ومناطق من دول أوروبا، وهي عشبة معروفة منذ أقدم العصور، وكانت تُستخدَم لعلاج الكثير من الأمراض، ولعشبة النّعناع ألوان وأطعم عديدة وأنواع كثيرة قد تصل إلى خمسٍ وستين نوعاً منها: النّعناع البريّ، والأستراليّ، والهشّ، والمائيّ، والآسيويّ.

يمكن جمع أوراق نبتة النّعناع في أيّ وقت، كما ينبغي استخدام أوراقها الطّازجة مباشرةً أو تخزينها في أكياس بلاستيكيّة لعدة أيامٍ في الثّلاجة أو تجفيف أوراقها وحفظها داخل وعاء مُحكم الإغلاق في منطقة جافّةٍ وباردةٍ.

القيمة الغذائية للنعناع

يوضّح الجدول الآتي التّركيب الغذائيّ لكل 100غم من النّعناع البلديّ الطّازج:

العنصر الغذائيّ القيمة الغذائيّة
الطّاقة 44 سعر حراري
الدّهون الكُليّة 0.73 غرام
الكربوهيدرات الكُليّة 8.41 غرام
البروتين 3.29 غرام
الماء 85.55 غرام
الصّوديوم 30 ميليغرام
البوتاسيوم 458 ميليغرام
الكالسيوم 199 ميليغرام
الحديد 11.87 ميليغرام
المغنيسيوم 63 ميليغرام
فسفور 60 ميليغرام
زنك 1.09 ميليغرام
فيتامين ج 13.3 ميليغرام
فيتامين ب1 0.078 ميليغرام
فيتامين ب2 0.175 ميليغرام
فيتامين ب3 0.948 ميليغرام
فيتامين ب6 0.158 ميليغرام
حمض الفوليك 105 ميكروغرام
فيتامين أ 4054 وحدة دولية

فوائد منقوع النعناع

يُستخدَم منقوع النّعناع في علاج الكثير من الأمراض والمشاكل الصحيّة، في الوقت الحاضر وبعد إجراء العديد من الدراسات والبحوث، تم تثبيت حقائقه العلاجيّة علميّاً، ومنها الآتي:

  • يُفيد في علاج أمراض المفاصل والرّماتيزم.
  • تهدئة الأعصاب والتخلّص من مشاعر التوتّر والعصبيّة الزائدة، كما أنّه يُساعد على الاسترخاء وتحمّل الضّغوطات النفسيّة، كما يُمكنه التّقليل من ضغط الدّم والتشنّج في كل أعضاء الجسم.
  • تسكين الصّداع العاديّ والشّقيقة.
  • في ما يخصّ جهاز المناعة، فأن لمنقوع النّعناع خصائص مُضادّة للجراثيم التي تُسبّب العديد من الأمراض خصوصاً في حالات السُّعال والحُمّى ونزلات البرد، كما أنّه يقي الجسم من الإصابة بالمرض في المقام الأول. يحتوي منقوع النّعناع على فيتامين ب، ومُضادّات الأكسدة، والكالسيوم التي تُساعد الجسم بدورها في امتصاص العناصر الغذائيّة التي تحمي الجسم من احتماليّة الإصابة بالمرض، وتُساعده في أداء وظائفه.
  • لمنقوع النّعناع فوائد تعود على صحة الجهاز الهضميّ، فهو مُليّنٌ للأمعاء، ومُكافحٌ للإمساك لأنّه يُحفّز إنتاج وتدفّق المادّة الصّفراء لزيادة مُعدّل وكفاءة الهضم وتحفيز حركة الأمعاء. كما يعدّ طارداً للدّيدان المعويّة؛ لاحتوائه على زيوت فعّالة في قتل الدّيدان والطُفيليّات والبكتيريا، وهو كذلك يُخلّص الأطفال من الإسهال حسب بعض الدّراسات الحديثة. يُعتبر منقوع النّعناع طارداً للرّيح، وهذا يعني أنّه يُساعد على نقل الغازات عبر الأمعاء ويمنعها من التّراكم الذي يُسبّبُ النّفخ والتَشنُّج وعدم الرّاحة في المعدة والأمعاء عموماً. إضافة إلى أنّ منقوع النّعناع يُعدّ طارداً للرّيح، فإنه يُسكّن الآلام المُصاحبة للتَقلُّصات المِعَويّة والنّفخ وعسر الهضم أيضاً، وذلك يعود إلى آثاره المُهدّئة على الأمعاء والعضلات الملساء في الجهاز الهضميّ بما فيها تهيُّج القولون العصبيّ.
  • يمنع الغثيان والقيء، ففي حالات المرض يُنصح بشرب منقوع النّعناع لمنع وتقليل حالات الغثيان والقيء بسبب خصائصه المُضادّة للتَشنُّج، كما أنّه يُقلّل من آلام المعدة والغثيان المُرتبطة بدوار الحركة الذي يُصيب بعض الأشخاص عند ركوبهم السّفينة أو الطّائرة، ولصفاته المُضادّة للالتهابات دورٌ في إعادة المَعِدة إلى وضعها الطبيعيّ.
  • علاج مشاكل الجهاز التنفسيّ، حيث يزيل البلغم من الحلق والصّدر، ويحسّن التَنفُّس، ويُعالج السُّعال المُزمن بسبب خواصّه المُضادّة للتَشنُّج، ممّا يؤدّي إلى ارتخاء عضلات الحلق والصّدر، وتحسين عمل الجهاز التَنفُسيّ.
  • يُسكّن آلام الأسنان النّاتجة عن تسوّس الأسنان، أو التهاب أعصابها الداخليّة، أو النّاتجة عن التهابات اللّثة. إضافةَ إلى ذلك فأنّ منقوع النّعناع مُضادٌ للجراثيم المُؤدّية إلى رائحة الفم الكريهة، ممّا يُحسّن النَّفَس ويُنعشه.
  • مدرّ للحيض المُحتَبِس، ويُخفّف التَقلُّصات المُرافقة للحيض.
  • تنشيط عمل المخّ والدّماغ، حيث إنّ منقوع النّعناع يُمكن أن يزيد من القدرة على التّركيز بسبب تعزيزه لمراكز الذّاكرة في الدّماغ.
  • تحسين مظهر الجلد، حيث يُساعد في حلّ مشاكل الجلد الهرمونيّة، مثل حبّ الشّباب، بسبب قُدرته على رفع مستويات هرمون الإستروجين بشكل طفيف، مّما يُساعد على حلّ مُشكلة حبّ الشّباب، وللتَأكُّد من جني كل الفوائد يُنصح بإضافة منقوع النّعناع إلى ماء الاستحمام؛ حيث يُساعد على تهدئة الحروق والطّفح الجلديّ وغيرها من التهابات الجلد.
  • مُفيد في حالات الزّكام والإنفلونزا؛ فهو يُعالج التهاب الحلق والحنجرة إذا استُخدِم كغرغرة، كما لمنقوع النّعناع دور هامّ في علاج الحُمّى وارتفاع درجة حرارة الجسم، إذ إنّ شرب منقوع النّعناع يُسبّب التَعرُّق، كما يقوم على تبريد الجسم من الدّاخل لاحتوائه على مادّة المنثول كعنصر رئيسيّ.

طريقة تحضير منقوع النعناع

يُنصح بوضع حوالي عشر أوراق من النّعناع الطّازج، أو ملعقة من مطحون الأوراق الجافّة في كوب ماء مغليّ، وبعد أن يبرد ويُصفّى يُحلّى حسب الرّغبة، ويُشرَب مرّتان إلى ثلاث مرّاتٍ يوميّاً وفي أي وقت، فهو مشروب مُنعش ومُقوٍّ، وقد يُضاف إلى الكوب أيضاً نصف ملعقة كوب من البابونج وعصير نصف ليمونة، وذلك لعلاج سوء الهضم.

متى يُمنع شرب منقوع النعناع

  • لا يُنصح بشرب منقوع النّعناع يوميّاً ولفترةٍ طويلة كي لا يُؤدّي إلى تلف الأغشية المُخاطيّة الداخليّة، حيث إنّ استهلاك كميّة كبيرةٍ منه قد تُؤدّي إلى التَشنُّج، والإسهال، والنّعاس، وآلالام العضلات، وبطء في مُعدّل ضربات القلب، لذا يُنصح بالاكتفاء بالحدّ المسموح به كما ذُكر في الأعلى.
  • يُمنع على الحوامل الإكثار منه خاصّة في الأشهر الأولى من الحمل؛ لأنّه قد يتسبّب في ارتخاء عضلات الرّحم، ممّا يزيد من خطر الإجهاض، خاصّةً عند النّساء اللّواتي قد سبق لهم وأجهضن في الأحمال السّابقة، كما يُحذَّر من شرب منقوع النّعناع أثناء فترة الإرضاع لما قد يُشكّله من خطرٍ على صحة الأطفال الرُضَّع.
  • يُنصَح باستشارة الطّبيب عند أخذ القرار بإدخال منقوع النّعناع إلى البرنامج الغذائيّ بشكل مُستمرّ؛ لأنّه قد يتفاعل مع بعض الأدوية والعلاجات، كما يُفاقِم من بعض الحالات المرضيّة، كأمراض حساسيّة المنثول، والرّبو، وحموضة المعدة.